«العيش معًا في سلام يعني أن نتقبل اختلافاتنا ونستمتع بالقدرة على الاستماع إلى الآخرين والتعرف عليهم واحترامهم، وأن نعيش متحدين في سلام.» هذا ما هدفت إليه هيئة الأمن المتحدة عندما قررت الجمعية العامة اعتبار يوم السادس عشر من أيار سنوياً، يومًا عالميًا يُحتفل به من أجل السلام. من جهة، هو تذكير بإنسانيتنا والآلام التي تعيشها البشرية إذا تنازلنا عنه. ومن جهة أخرى، هو تشجيع لرؤية مستقبلية واضحة للأفراد والمجتمعات حول العالم، بأن السلام قيمة مضافة لحياة البشر، وهو حق من حقوق الناس الواعية والساعية نحو تحقيق تغيير أفضل في عالم مليء بالتناقضات والتغييرات السريعة، ونحو مستقبل يتسم بالتطور المستمر.
السلام ليس مجرد فكرة، بل هو حياة يتم تحقيقها بالوعي بأهميته، والتصميم والرؤية بأنه الطريق الوحيد للعيش برغد واستقرار. يرتكز السلام على أسس متعددة، وفي مقدمتها الاحترام المتبادل والتعاون من أجل المنفعة العامة.
في أردننا الحبيب، يتجلى السلام من خلال تطبيق الديمقراطية والحرص على التعددية السياسية واحترام حقوق الإنسان، وفي الجهود الكبيرة المبذولة على كافة المستويات لضمان الاستقرار والتنمية.
التنوع الديني الإسلامي-المسيحي في الأردن هو جمالية وقوة. فالتاريخ شاهد على العلاقة المميزة بين فسيفساء المجتمع الأردني، الذي بات يُعتبر مضربًا ومثلا يحتذى به، وتطبيقاً مباشراً لما يُعرف بالعيش المشترك. وهذا هو السلام الذي ينتج عنه ضمان التنمية المستدامة وتحقيق الاستقرار.
وفيما يتعلق بالعلاقة القوية العربية والعالمية للأردن، وجهود جلالة الملك المستمرة والمكثفة في خلق بيئة مستقرة في منطقة الشرق الأوسط، وبالذات في الجهود لايجاد حل نهائي وعادل للقضية الفلسطينية، فهو تعبير صريح وواضح عن السلام.
علينا أن ندرك أن السلام ليس غيابًا للصراع والنزاعات، بل في هذه الأجواء يكون للحوار دورًا هامًا بين كافة الأطراف، وذلك من خلال عملية تشاركية وأجواء إيجابية، وروح تفاهمية، للوصول إلى حلول للنزاعات ووضع حد للحروب والصراعات. وهنا كان للأردن دوراً بارزاً في المشاركة في الحوار بين أتباع الديانات، حيث أدركت قيادته أهمية دور المملكة في تقريب الآراء بين الأمتين العربية والإسلامية – بما فيهم المكون المسيحي – والعالم بأسره. ولا تزال الجهود الاردنية بقيادة جلالة الملك مستمرة. حفظ الله الوطن والمليك، ودام علينا نعمه الكثيرة وعلى رأسها الاستقرار والامن.