نوفمبر 20, 2024

سبق الأخباري – تقدير الذات هو الركيزة التي ينطلق منها الإنسان لبناء علاقاته وأفعاله.. فمن أحب ذاته حباً صادقاً نقياً.. استطاع أن يوازن بين احترامه لنفسه.. واحترامه للآخرين.. فلا ينظر إليهم من علٍ.. ولا يلتفت خلفه باحثا عن تصفيقهم.. بل يمضي بثبات الواثق.. يعطي دون خوف.. ويرتقي دون تردد.. وكأنّ داخله ممتلئ بكنز لا يفنى.. يفيض على من حوله.. دون أن ينقص من قيمته شيئا.. وكما يقول علماء النفس مثل “ماسلو” في هرم الاحتياجات.. فإن تحقيق الذات واحترامها.. هو قمة التوازن النفسي.. الذي يجعل الإنسان قادراً على العطاء.. والانسجام مع المجتمع.. دون أن يفقد ذاته.. أو يغرق في صراعات داخلية..

لكن هذا الحب الحقيقي للذات.. ليس “الأنا” الأنانية.. التي تُبنى على تحقير الآخرين.. أو التقليل من شأنهم.. بل هو الاعتزاز الواعي.. الذي يجعل الإنسان يدرك مواضع قوته وضعفه.. فيترفّع عن النقاشات السطحية.. التي لا تزيده إلا ضيقاً.. وعن السلوكيات التي تحطّ من قدره..

وهكذا.. يكون احترام الذات قراراً واعياً.. يعكس مدى إدراك الإنسان لقيمته الحقيقية.. ويصبح هذا الاحترام.. درعاً يحميه من الانحدار إلى مستوى الصغائر.. فلا ينحني لكل كلمة جارحة.. ولا يُرغم نفسه على النزول إلى مواطن لا تليق به.. وكما يقول علم النفس.. فإن الإنسان الذي يحترم ذاته.. يحترمه الآخرون بالضرورة.. لأنه يبث طاقة تفرض هذا الاحترام دون كلمات..
فكن كالشجرة المثمرة.. يطلبها الناس لأنها ثابتة شامخة.. وليست لأنّها خاضت في وحل المنافسة العقيمة..

محمود الدباس – ابو الليث..
😇🙏🌷

About The Author

شارك الخبر