للمرة الثانية وفي غضون ٤٨ ساعة تجري الملكة رانيا العبدالله مقابلة متلفزة مع وسيلة اعلام امريكية من الأكثر انتشارا على مستوى الولايات المتحدة الامريكية وفي برنامج يعتبر من اقوى البرامج الحوارية “face the nation” على شاشة “cbs” وما زلت اطرح علامات التعجب والاستغراب من القصور الاعلامي ليس المحلي فقط وانما العربي المستقل الذي يدعي انه واجهة الدفاع عن القضايا العربية وتحديدا القضية الفلسطينية ولو كان ما تحدثت به الملكة على لسان شخصية سياسية تركية او خليجية او إيرانية لرأينا كل وسائل الاعلام هذه كما نقول بالعامية “مطبولة” بهذه التصريحات غير المسبوقة رغم انني متأكد ان اي من هؤلاء الشخصيات التي اتحدث عنها لا تستطيع ان تقول ما قالته الملكة ومن الاراضي الأمريكية وعلى منصات اعلامية أمريكية كانت الى مدى قريب لا تنقل الا الرواية الاسرائيلية وتركز عليها لتوجيه الرأي العام الامريكي المغيب تماما عن حقيقة الاحداث في منطقتنا العربية والوم اكثر اعلامنا المحلي الذي لم يستطع حتى الان ان يكون بحجم ما قامت به الملكة من انجاز على صعيد الاعلام حتى اصبحت العدو الأول إعلاميا للحكومة المتطرفة في الكيان الصهيوني لانها تعلم تماما كيف تخاطب المجتمع الامريكي اولا كملكة وزوجة لزعيم عربي معروف وموثوق لدى الولايات المتحدة وأوروبا كصوت سلام في العالم وثانيا كسيدة عربية أردنية وفلسطينية ومسلمة مثقفة تخاطب الاخر باللغة التي تستقر في ذهنه ويراها كصوت عادل ومحق يتحدث من العقل والقلب معا.. ومن يتقن أبجديات السياسة يعلم علم اليقين ان المجتمع الامريكي كما قلت سابقا كان مغيبا عن الحقائق بسبب الة الاعلام التي يسيطر عليها اللوبي الصهيوني في العالم التي وجهته كما تريد لعقود طويلة.. الملكة بلقائين تلفزيونيين نسفت تماما الرواية الاسرائيلية بل اوضحت نقاطا كانت غائبة تماما عن المجتمع الامريكي اذا ما علمنا ان هاتين المنصتين الإعلاميتين يتابعهما الملايين من الامريكانلم تتوانى الملكة ولم تتردد اطلاقا في انتقاد الاداء السياسي الامريكي الرسمي باعتباره شريك في هذه الحرب وداعم رئيسي لاسرائيل في الجرائم التي تقوم بارتكابها على اعتبار ان امريكا هي صاحبة النفوذ الاقوى في العالم. الملكة بينت بوضوح ودون تردد اطلاقا التناقض الامريكي الواضح في الحرب على غزة فهي اي امريكا تنكر وجود مجاعة في غزة ولكنها في نفس الوقت تطالب إسرائيل بالسماح بادخال المساعدات وينكرون انتهاك إسرائيل للقانون الدولي بمهاجمة قوافل المساعدات وحين تسمح امريكا بتمرير قانون في مجلس الامن لوقف اطلاق النار ثم تقول انه غير ملزم وحين تبدي قلقها من قتل العديد من المدنيين ثم تقوم بتزويد إسرائيل بمختلف الاسلحة الفتاكة لقتل المدنيين الفلسطينيين..الملكة ركزت في لقائها الثاني على المعايير الاخلاقية المزدوجة التي يمارسها العالم..الملكة اختصرت كل شئ في هذين اللقائين وكل إجابة منها بحاجة لمقالات وتحليلات فغزة ببساطة كشفت حقيقة العالم الذي نعيش به