سبق الإخباري – في زمن تسير فيه العجلة بسرعة تفوق إدراك العامة.. قد تصبح الحكومات وكأنها تمارس لعبة الشطرنج.. كل حركة محسوبة بدقة.. لكن ليست دوماً لصالح الجمهور الذي يمثل الوطن.. قد تقرر الحكومة.. لأسباب لا تظهر للعيان.. أن تضرب ضربتها في الخفاء.. مستندة إلى صلاحيات ممنوحة لها في الدستور والقوانين.. ولكن حينما تتكشف تلك الخطوات.. وتُعرى أمام الرأي العام.. يتجلى الفساد.. والمحاباة.. وربما القرارات التي تخدم قلة على حساب الكثرة..
لا شك أن الحكمة في الإدارة.. تتطلب التوازن بين الشفافية والقرارات الحازمة.. إلا أن الحكومات حين تصم آذانها عن الأصوات المرتفعة.. سواء من الناقدين اصحاب الاختصاص.. أو حتى من مؤسسات المجتمع المدني.. والإعلام.. تفقد شرعيتها تدريجياً.. وتصبح أشبه بحكم يلعب في أرض مهجورة.. لا يتردد فيها سوى صدى قراراته.. تلك القرارات التي قد تُمرر دون أن تلتفت الحكومة لأثرها السلبي على ثقة الشعب.. وتقديرهم لحكمتهم..
يقال.. إن الحكومات التي تفهم اللعبة جيداً.. تتراجع أحياناً عن قراراتها.. لإعطاء انطباع بالمرونة أو الاستجابة لمطالب الشعب.. لكن.. في واقعنا الحالي.. يبدو أن التراجع أصبح ضرباً من الخيال.. فأي قرار تتخذه الحكومة يبقى.. وكأنها قررت أن تضرب دائماً على الحافر.. دون أن تلتفت للمسمار الذي يغرق في أعماق الأزمة..
علينا ان نعي.. ان الحكومة التي لا تقرأ جيداً المشهد العام.. ستجد نفسها محاصرة بأصوات المعارضة الداخلية والخارجية.. أصوات ستكبر مع كل قرار غير مدروس.. ومع كل تعنت تقوم به..
محمود الدباس – ابو الليث..