صرح الامين العام للحزب المدني الديمقراطي المهندس عدنان السواعير حول ما حصل في موسم الحج لهذا الموسم..
ما حدث في موسم الحج هذا العام أمر جلل لا يجب أن يمر مرور الكرام، بل يتطلب من كل طرف ذو علاقة بالموضوع تحمل مسؤولياته.
نظراً لأن الحدث وقع في السعودية ولحجاج أردنيين، مع الأخذ بعين الإعتبار وقوع وفيات أخرى لحجاج من دول أخرى ومنهم سعوديون، فإن المسؤولية الكبرى تقع على عاتق السعودية نفسها، كما تقع على عاتق كل دولة فقدت حجاجاً لتتحمل مسؤولياتها تجاه مواطنيها.
في حالتنا، جميع المتوفين (الشهداء) سواء كانوا نظاميين أو غير ذلك، هم مواطنون أردنيون ويجب أن تتعامل معهم دولتنا بهذه الصفة، وهنا يطرح السؤال كيف سمح للحجاج غير النظاميين بالسفر والحجز في فنادق مكة بفيزا سياحية؟ وكيف سمح لهم بالمرور في الوديان والجبال مشياً على الأقدام لتجاوز المراقبة والتدقيق، فمشوا عشرات الكيلومترات دون رقيبٍ أو حسيب أو حتى أدنى حد من المساعدة في هذا الجو الحار؟
العدد الأكبر من الوفيات هم ممن يسمون بالحجاج غير النظاميين، وهنا تكمن المعضلة الكبرى، وتقع المسؤولية كاملة على عاتق السعودية. فإذا كانت تنظم مراسم الحج “للنظاميين” فقط، فعليها أن تكون على مقدرة عالية في تنظيم الدخول والخروج، وعدم السماح بالعبث بحياة الحجاج الفقراء، ومنع وصول الحجاج غير النظاميين إلى مواقع الحج.
ندرك الجهود التي تبذلها السعودية في كل موسم حج، ولكن بعد كل هذه الخبرة، يجب أن يكون التنظيم أفضل مما هو عليه حالياً.
تعامل مسؤولونا مع الحدث بسطحية كبيرة واستعلاء، وحاولوا منذ البداية التنصل من مسؤولياتهم وتشتيت الرأي العام بموضوع الحج النظامي، ولم يتعاملوا مع الموضوع بالجدية التي يستحقها، كما تماهى الإعلام الرسمي مع رواية الدولة دون إجراء المتابعة التي يستحقها موضوع من هذا النوع، والآن بدأوا متأخرين بتدارك حجم المأساة.
أطالب الحكومة بالوقوف إلى جانب المواطنين الأردنيين وأهاليهم وتقديم كافة الخدمات اللازمة ومؤازرتهم في محنتهم هذه وفتح التحقيق اللازم بما حدث.