قال الخبير العسكري والاستراتيجي، الدكتور نضال أبو زيد، إن الإحتلال يتّبع تكتيك الإبادة الجماعية والانتقام من المدنيين العُزّل ومحاولة تهجير السكّان.
وأضاف أبو زيد لـ الاردن24 أن حديث جيش الاحتلال وهيئة البثّ الاسرائيلي عن السيطرة على محور فيلادلفيا، لا يعني بالضرورة التواجد فيه والتثبّت فيه، لكنها تسيطر عليه بالنار وليس بالقوات، وهذا أمر ليس جديدا، حيث أن الاحتلال منذ اليوم الأول للعملية العسكرية يسيطر بالنار من الجو والمدفعية على كلّ قطاع غزة، لكن يبدو أن قوات الاحتلال أصدرت هذا التصريح لرسم أي انجاز، ولو كان ذلك صوريا.
وبيّن أبو زيد أنه حتى لو توغّلت قوات الاحتلال على طول محور فيلادلفيا بالكامل، فيجب أن نأخذ بالحسبان أن طول المحور (14) كم، وهذا في العرف العسكرية أمر يجعل خطوط إمداد القوات المتمركزة على محور فيلادلفيا طويلة في حال صحت التصريحات الاسرائيلية، وأما الأمر الآخر وهو الأهم، فإن الشكل الطولي والضيق لمحور فيلادلفيا يجعل من القوات التي تتواجد عليه عرضة للاستهداف بسهولة، مما يعني أن المقاومة قد تلجأ لضرب معبر رفح بهدف فصل القوات الموجودة على شمال محور فيلادلفيا عن جنوبها.
وأشار أبو زيد إلى أن خسائر قوات الاحتلال ترتفع، وهناك كمائن مركّبة في حي التنور في رفح، لافتا إلى أن أهمية هذه المنطقة تتأتى بأنها تقع على تقاطع طريق صلاح الدين مع طريق العروبة، ما يشير إلى أن المقاومة تخطط لعزل القوات التي تتحرك من محور فيلادلفيا باتجاه قلب رفح عن القوات المتمركز جنوبا في المناطق المفتوحة.
وأكد أبو زيد أن العمليات مرتفعة الحدة التي تجري في جباليا أجبرت قوات الاحتلال على سحب لواء مظليين من فرقة المظليين 98 التي تقاتل في جباليا ومحيطها، والسبب في ذلك هو الحسائر وليس كما وصفها الجانب الاسراىيلي بأن اللواء انجز المهمة في جباليا، فيما توقع ابوزيد سحب المزيد من القوات من مختلف محاور القتال خلال الايام القادمة بسبب الخسائر.
ولفت ابو زيد ان الاحتلال دفع بكل ثقله العسكري في العمليات العسكرية حيث أن فرقة المظليين 98 تقاتل شمالا معززة بألوية من النخبة، ولواء يفتاح ولواء اخر مدرع يتمركز في محور نتساريم ، فيما رفح الاكثر سخونة تقود العملية فيها الفرقة المدرعة 162 معززة بلواء ناحال ، لواء بيسلماخ ، لواء كوماندوز من 3 كتاىب استطلاع وقوات خاصة ، الامر الذي يشير الى ان الاحتلال استثمر بكل أوراقه العملياتية في محاولة للحسم لان ورقة رفح باتت اخر اوراق الاحتلال التي لن يستطيع بعدها الحديث عن اي عملية عسكرية اخرى .
وفيما يتعلق بالمجازر التي ارتكبها الاحتلال ضد النازحين في المنطقة الامنة في المواصي قال ابو زيد ان قوات الاحتلال مأزومة ومسكونة برعب الفشل في احر فصول العملية العسكرية لذلك دفع بقائد فرقة المظليين 98 الجنرال دان جولدفوس اليميني المتطرف الذي ارتكب جرائم ضد المدنيين في خان يونس سابقا ليقود العملية في جباليا ، ودفع الجنرال موتي باروخ قائد الفرقة المدرعة 162 اليميني المتطرف ايضا ليقود عملية رفح ، فيما قائد لواء الكوماندوز الجنرال عومير كوهين الذي قاتل سابقا غرب رفح وارتكب ايضا مجازر في مجمع حمد ومستشفى ناصر الطبي يعزز الفرقة المدرعة 162 في رفح، الامر الذي يشير الى ان الاحتلال دفع بجنرالات اليمين المتطرف الذين ارتكبوا جراىم صد المدنيين في اوقات سابقة من اجل الدفع بكل الثقل العسكرية للوصول على اقل تقدير اما للحسم او لارتكاب مجازر ضد المدنيين بالتالي فان منهجية الاحتلال ابتعدت عن استراتيجية تحقيق الاهداف الى تكتيك الانتقام .