سبق الإخباري – في هذا الزمن الذي كثر فيه التعليم الأكاديمي والشهادات ، اصبح التميز في الإنسان من حيث الكفاءة والقدرة والمهارات الناعمة والدورات والأعداد مطلبا اساسيا لطلابنا ، هل وصلنا إلى تلك المرحلة التي تصبح فيها الكفاءة والمهارة اهم من الشهادة .
الشهادة مهمة ولكن هذا الزمان الذي كثر فيه عدد الخريجين واشتدت المنافسة اصبح التميز مهما ، وتبقى للشهادة اهميتها عندما نتكلم عن الإعتماد والتعليم والمهن الطبية ، ولكنه يقل عندما نتكلم عن التكنولوجيا والصناعات والتجارة والزراعة ، وهذا ما اشار إليه بشكل واضح رئيس الجامعة الأردنية الدكتور نذير عبيدات في لقاء ملتقى النخبة معه .
كان لقاء زاخرا بالعلم والمعلومات والتوجيهات والإضاءات المفيدة ، نقف اليوم مع حركة متسارعة للحياة تضعنا جميعا امام تحديات كبيرة ، فهناك تحديات كبيرة في تعديل المناهج وحراك شعبي متسارع وكبير يتعلق بالمناهج واثرها ومخرجاتها ، خاصة ان هناك وحسب المؤشرات الداخلية والخارجية التي قامت بتقييم المخرجات التعليمية ، ان هناك ضعف واضح في مجموعة من المهارات الأساسية التي يحتاجها الطالب للحياة الجامعية وحتى الوظيفية والإجتماعية .
ولذلك بادرت الجامعة لتعديل المناهج واضافت ساعات للغة العربية والأنجليزية والمهارات الناعمة ، وطورت برنامج اعداد المعلمين ، واضافت مناهج تطبيقية مثل صيانة الطائرات بالتعاون مع الشركة المختصة جرافكو ، وطالبت باضافة مناهج جديدة إلى برامجها لتواكب الطلب المحلي وتساهم في التخفيف من التخصصات الراكدة ، هذه الإستجابة والتغيير والتأقلم هي ما جعلت اعضاء الملتقى يشعرون بمدى التغير والتطور الذي حدث منذ الزيارة السابقة التي قام بها الملتقى لأم الجامعات في هذا الوطن الحبيب .
ومن هنا كانت مداخلات ملتقى النخبة متنوعة وعامة وتشمل هذه المواضيع ، خاصة ان المشاركين في اللقاء تنوعت مشاربهم وخبراتهم وخلفياتهم ، فهناك الأكاديمي والتربوي وهناك صاحب الخلفية الأمنية سواء على المستوى المشاكل الأخلاقية او المخدارت وحتى على مستوى قيادة قواتنا المسلحة الباسلة ، وهناك الكاتب والمهتم بالشأن الأجتماعي .
نقف اليوم امام تحديات كبيرة في التعليم والمهارة والأخلاق ، ومن هنا وقف اصحاب الخلفية الأمنية في الملتقى مع الأخلاق وطرق تدريسها ومناهجها في الجامعة موقفا محللا وفاحصا ومع المخدرات واثرها على المجتمع ، وكيف اننا نفتقد اليوم للوسائل التي تساهم في رفع السوية الأخلاقية لأبنائنا في شوارعنا ومعاملاتنا ، ولا نلمس لها اثر كبيرا في حياتنا العامة برغم كل ذلك الزخم من المناهج الوطنية والدينية ، وكان هناك مداخلات كثيرة عن المناهج في المدراس واثرها على المخرجات النهائية في الجامعة ، وضرورة وجود آلية وتغذية راجعة من الجامعات إلى المختصين بإعداد هذه المناهج بحيث يكون لها اثر في تعديل هذه المناهج بشكل ايجابي ويعود بالفائدة على طلابنا .
تقف اليوم الجامعة مع تطور كبير في التصنيف العالمي والبرامج وتطويرها ومع عدد كبير من التخصصات الدولية المعتمدة ومع سعي حثيث للرقمنة بحيث تصبح كل الجامعة ومناهجها متطورة ، والمناهج متاحة للطلاب وتصبح المحاضرات المباشرة للتفاعل المباشر بين الطلاب والمحاضر ، وربط المحاضرات واساليب التعليم والرقابة على المحاضرات الرقمية وطرق تفعليها وزيادة الإستفادة منها .
ومن ضمن ما طرح في اللقاء طرق زيادة الإستثمارات في الجامعة بحيث تصبح رافادا اساسيا للجامعة تخفف العبء المادي عن الجامعة والطلاب ، ومن هنا جاءت مداخلات الملتقى بضرورة الإستفادة من موقع الجامعة الحيوي وتفعيل استثمارات تعود بالفائدة عليها ، وضرورة ايجاد منفذ للقطاع الخاص التعليمي والتجاري والزراعي والصناعي والتعاون معه من خلال الإستشارات الإدارية والفكرية والإشرافية ، بحيث تكون هذه ايضا مصدر دخل اضافي للجامعة .
تقف الجامعة اليوم مع ارتفاع ملوحظ في تصنيفها العربي والعالمي ، واهتمام كبير من ادارتها على المواكبة والتطور والتحديث لمناهجها لتواكب السوق والحاجات والتطور العالمي ، وقدرة كبيرة على المواكبة والتغيير والتأقلم كما احب رئيسها ان يسميه ، وبين القدرة على التأقلم المنضبط بقواعد تتحكم بتوجيه السفينة في هذا المحيط المتسارع من الأحداث والتقنية والتطور ، تكمن القدرة الناعمة من ادراتها بقيادتها بمهارة نحو شاطىء الأمان .
وهذا ما نرجوه وندعو به لكل مؤسساتنا الوطنية العامة والخاصة .