سبق الإخباري – أصبح من الواضح أن الشرق الأوسط يعيش مرحلة من التقلبات المتسارعة.. حيث تختلط الأوراق.. وتتصادم المصالح الدولية.. بينما تواجه دول المنطقة تحديات لم تكن متوقعة على الصعيد الأمني والسياسي.. وسط كل هذا.. يبقى الأردن في موقع حساس.. يلعب فيه دوره التاريخي والدبلوماسي بحذر.. يحاول البقاء مستقراً رغم الأمواج العاتية التي تحيط به.. التحديات التي يفرضها الوضع الراهن.. ليست مجرد تداعيات اقتصادية.. أو سياسية.. بل تمس استقرار الدولة ومصير شعبها على المدى الطويل..
في هذا الحوار.. نبحث عن رؤى عميقة لفهم كيف يمكن للأردن أن يحافظ على استقراره.. وكيف يمكن له أن يستفيد من التحولات الحاصلة في المنطقة دون أن يكون ضحية لها.. نريد أن نتناول الأمن الداخلي.. السياسة الخارجية.. والاقتصاد الذي يتأثر بشكل مباشر بالتوترات.. وكيف يمكن أن نصيغ استراتيجيات لتجنب الانزلاق في الأزمات؟!..
- كيف تؤثر التوترات الإقليمية الحالية على الأمن الداخلي للأردن؟! وهل التحديات الأمنية الحالية تتطلب تغييراً في استراتيجيات الدفاع والحماية؟!..
- في ظل الصراعات الدولية في المنطقة.. كيف يمكن للأردن الحفاظ على توازنه في سياسته الخارجية بين مختلف القوى المتنازعة؟!..
- هل يمكن للأردن الاستفادة من التحولات الاقتصادية الناتجة عن الأزمات في المنطقة؟! أم أن التحديات الاقتصادية ستغرقنا في موجة من الركود والتضخم؟!..
- كيف يمكن للأردن تعزيز دوره كوسيط دبلوماسي في النزاعات الإقليمية دون أن يتحول إلى ساحة للصراعات؟!..
- ما هي أولويات الحكومة الأردنية في هذه المرحلة الحاسمة لضمان استمرار استقرار الاقتصاد والحفاظ على النسيج الاجتماعي؟!..
- كيف يمكن للمجتمع المدني الأردني أن يلعب دوراً في تعزيز الوحدة الوطنية والتصدي للتحديات الناجمة عن التداعيات الإقليمية؟!..
العميد المتقاعد.. الدكتور عديل الشرمان.. قال في مداخلته..
الكثير من الكلام يقال عند طرح هذا الموضوع، غصة كبيرة في الحلق والقلب والصدر مما آلت إليه أوضاع الأمة، والكثير من الأسئلة المطروحة بحاجة إلى إجابات.
عدونا قذر لا يرحم، والمتربصون بنا كُثر، ونحن مازلنا نعيش في سبات عميق، لاهين بالدنيا نتسابق على حمر الأنعام، تبّت أيادينا من سوء أفعالنا.
وهل نبقى ننتظر حتى يدركنا الخطر، وهل نبقى نراهن على صحوة ضمائر القتلة الفجرة ليمنحونا الحياة؟!
وهل علينا في كل مرة إضاعة الوقت وإعادة اختراع العجلة من جديد، ولماذا نؤخر الوضوء فتفوتنا الصلاة خلف الإمام ونخسر الكثير؟!
ماذا أعددنا من قوة للقاء عدونا، لماذا أرخينا الرباط وفككنا الوثاق، هل غاب عنا أن الاستعداد للحرب إجراء وقائي يمنع الحرب؟!
إلى متى سنبقى نقف متفرجين مرتبكين حائرين لا حول لنا ولا قوة، والكل يحاول الوصول إلى متعته ومبتغاه على حسابنا.
يقول وزير دفاع الكيان أثناء لقائه عدد من الطيارين قبل يومين: سلاح الجو يعطي الحياة للإسرائيليين…
الكيان يمتلك ما يقارب ٦٠٠ طائرة حربية متطورة مقاتلة هجومية من أنواع.: F35، F16,F15,F4))، وهي مخصصة للقتل والهدم والتدمير والابادة الجماعية.
وفي ظل ظروف غامضة ملتهبة من حولنا، يحق لنا أن نتساءل عن مدى قوة وقدرة ومتانة منظومة الدفاع الجوي الأردني، وعن مدى جاهزية وقدرة سلاح الجو الأردني، وهل المطارات الحربية مؤمنة، وهل الخطط البديلة جاهزة، وهل طائراتنا في أماكن آمنة، وهل نمتلك منظومة صواريخ قادرة على الرد في حال تعرض الأردن لهجوم صاروخي من أية جهة.
ويحق لكل أردني أن يتساءل عن خطط الطوارئ في مجالات الإخلاء، والإيواء، ومدى توفر الملاجئ.
وماذا أنجزنا للاستعداد، وهل لدينا خطط محكمة معدة في مجال الكهرباء، والماء، والاتصالات.
وماذا عن المخزون الغذائي، ومدى كفاية السلع الغذائية لأطول فترة ممكنة.
وبالنظر إلى أهمية المنظومة الصحية، فهل نحن جاهزون، وهل لدينا ما يكفي من أدوية ووقود لإدامة عمل المستشفيات والمراكز الصحية، وهل خططنا البديلة جاهزة وخاصة في مجال إنشاء المستشفيات الميدانية.
ولأن تمتين وتقوية الجبهة الداخلية يعتبر في سلم الأولويات لمواجهة أية ظروف طارئة، نتساءل هنا:
ماذا عن لجان الأحياء، وماذا عن دور المجالس الأمنية المحلية وماذا عن اللجان الشعبية ومفهوم الدفاع الاجتماعي، وماذا قدّمنا للشباب، وهل هيأنا لهم القيام بأدوارهم، وهل درّبناهم وسلّحناهم، وماذا عن الدور المتوقع من الجمعيات والمؤسسات الأهلية والمراكز الشبابية، وماذا أعددنا من مضامين ومحتويات إعلامية تساند أدوار الجهات المعنية.
وماذا عن الدور المتوقع من الجمعيات والمؤسسات الأهلية والمراكز الشبابية، ودور العبادة والمؤسسات الدينية؟!
أصبح الأمن السيبراني أكثر أهمية من أي وقت مضى في ظل التطور الرقمي الذي نعيشه، فهل نحن مستعدون لمواجهة أية هجمات إلكترونية أو سيبرانية.
هل يعرف كيف يتصرف المواطن اذا اندلعت الحرب، وهل تم إعداد منشورات تشرح للمواطنين كيفية التصرف إذا اندلعت الحرب، وما هي الأدوات والمواد التي ينبغي عليهم تخزينها وتجهيزها استعدادا لأية ظروف متوقعة.
وللحديث بقية….
المهندس خالد خليفات.. تناول الامر بهذا الشكل..
لا أدري هل هو من سوء الطالع أم من حسن الطالع أن يتمتع الأردن بهذا الموقع الجيوسياسي المتميز ، ويبدو لي أن الأمر كان سيان ، فلا نحن استثمرنا هذه الميزة أيام الرخاء ولا اعددنا أنفسنا للأسوأ حين داهمتنا الخطوب ! وتبقى إدارة ” الفزعة ” سيدة المواقف في كلتا الحالتين !!!
باستثناء السياسة الخارجية التي يتولى إدارتها جلالة الملك شخصيا، فإن مجمل إدارات الدولة الاردنية تتعامل مع المواقف التي يمر بها الوطن بأسلوب الإدارة ” اليومية ” وهي بعيدة عن الرؤية الاستراتيجية التي تضع الأولويات في سلم الإهتمام .
الوضع الحالي يتسم بالخطوره البالغة ليس فقط على الأردن فحسب، بل على المنطقة والاقليم وربما العالم ، وإنكشفت درجة الخطوره تلك من خلال تغيير استراتيجية العدو الذي بات ينظر للصراع على أنه صراع وجود وليس صراع حدود .
في ظل هذا التطور الخطير، ينبغي على الأردن اللعب بكافة الأوراق المتاحة لدية للحفاظ على مكانته ودوره وحتى ضمان عدم تلويح دولة الكيان بتهجير سكان الضفة الغربية بإتجاه الأردن لتنفيذ مشروعهم التوسعي والاستيطاني ، وبالمناسبة فقد يفرض علينا التهجير ، ولكن ذلك لا يعني أن يكون الأردن وطنا بديلا…!!!!
أرى وبمنتهى الصراحة أنه لأ بد من تغيير لغة الخطاب السياسي الأردني ليكون أكثر حدة ، وان يعمل الأردن لتكوين تحالفات سياسية عربية واقليمية ودولية لكبح جماح قادة دولة الاحتلال، وهذا يجب ان يتزامن مع تمتين الجبهة الداخلية ورص الصفوف والنهوض بالاقتصاد وتنويع مصادر التسليح للقوات المسلحة الأردنية.
الاستاذ الدكتور بلال خلف السكارنه.. قال في مداخلته..
ان الاردن من سوء حظه جغرافيا وقع في منطقة ملتهبة امنيا وسياسيا واقتصاديا واجتماعيا ، وان امتداد الحروب من حوله وبصورة ومشهد مختلف من خلال الصراع العربي الاسرائيلي ساهم في تعقيد المنطقة فكلما انتهت حرب وما تبعها من هجرات وقتلى وجرحى وعدم استقرار الامني في الاقليم ، تاتي عشر سنوات جديدة لتبث سموم الحرب من جديد واخرها في غزة الصمود ولبنان حتى اصبحنا بالاردن نخاف ان يكون هنالك حرب وتهجير قسري للضفة الغربية لتزيد المشهد اكثر تعقيدا.
وبالتالي فان الاردن عندما يضع الخطط السنوية العشرية المستقبليه يضطر الى تعديل هذه الخطط واعادة جدولتها ماليا وزمنيا نتيجة الصراعات المتكررة في المنطقة ، ولهذا على الحكومة الاردنية حتى تستطيع تحسين كفاءة الاداء ان تضع دوما خطط بديلة لمواجهة هذه الازمات والصراعات الامنية للتقليل من مخاطرها الانسانية وما يتبعها من مخاطر امنية وسياسية واجتماعية واقتصادية من كثرة الهجرات الطارئة للاردن .
وكذلك على المواطنين في حالة استعداد لمساعدة الدولة للتعامل مع هذه الازمات بسهوله ومرونة عاليه تساهم في التقليل من حدة ونتائج هذة الازمات وان يكون هنالك تعاون من القطاع الخاص في مساعدة الدولة ماليا ولوجستيا للتقليل من خطورة هذه الازمات لتبقى الحكومة قادرة على التعامل معها بيسر وتقليل الخسائر الناتجة عنها .
فيما قال الدكتور منصور المعايطة..
الاردن في قلب العاصفه
المنطقة العربية في الشرق الأوسط تشهد حربا يشنها عدو الامة العربية إسرائيل بدعم ومشاركة ورعاية أمريكية كاملة ومساعدة من الحلف الغربي المتصهين .إبادة وتهجسر في غزة وفلسطين وقتل وتدمير في لبنان وقتل وتدمير في سوريا واليمن . وأصبح الخطاب الصهيوني من على منابر الامم المتحدة بان يد إسرائيل سوف تطول كل من يقف في وجهها او يحاول ان يعتدي عليها ولا وجود لدولة فلسطينية او حل الدولتين . كل ذلك يجعل الاردن مستهدفا من قبل الكيان المحتل في أمنه واستقرار ووجوده من خلال التهجير القسري . وهذا يتطلب من الاردن مقاربة جديدة في التعامل مع كل تللك التحديات التي تهدد الاردن وطنا ودولة . ويجب أن تقوم هذه المقاربة اولا علي توحيد الجبهة الداخلية للوطن من خلال إطلاق الحريات وصونها واشراك الشعب في كل القرارات التي تمس الوطن والدولة وسيادتها وقوتها والدفاع عنها فكلما كانت الجبهة الداخلية قوية وموحدة كلما كان ذلك قوة حقيقة للوطن والدولة . وثانيا لابد من المكاشفة والمصارحة في الوقوف الحقيقي باستخدام قوة الاردن في الضغط على الكيان وإيقافكل أشكال التطبيع الذي لم يعد يخدم اى قضية سواء اردنية او فلسطينية .واخيرا لابد من العودة الحقيقة في بناء العلاقات الاردنية العربية لتكون الدول العربية التي شكلت دائما وتشكل عمقا استراتيجي للاردن كما كانت دائما وخاصة السعودية والعراق وسوريا .
السيد هاني الصليبي الفاعوري.. ركز على المحور الاقتصادي.. حيث قال..
دعنا نتكلم في الجانب الاقتصادي وتداعيات الأحداث في المنطقة والعالم .
فالإنسان العادي والمستثمر يحتاجان الى مقومات أساسية يجب توافرها ،ومنها :
١- توفر الأمن والأمان ؛ الا ان يكون مغامرا كتاجر حرب أو ممنوعات.
.٢- توفر الطاقة بأسعار مناسبة . فإذا كانت الطاقة مهددة بالإنقطاع أو التذبذب الشديد فإن هذا يشكل عامل تهديد وطرد .
٣– الثبات النسبي للقوانين والتشريعات ، بحيث يمكن معرفة ما هو مسموح وما هو ممنوع . فلا قرارات ومحظورات مفاجئة قدر الإمكان.
٤- – الثبات النسبي للضرائب والرسوم بما فيها الجمارك ، فاضطراب السوق والأسعار تؤدي الى انهيارالقدرة الشرائية للمستهلك وتدفع التاجر للخروج من السوق .
وفي الظروف التي تمر بها منطقتنا والعامل فإن العوامل المذكورة تتأثر بشكل واضح .
فانعدام الأمن وانهيار البنية التحتية والإقتصادية في منطقة معينة يؤدي الى موجات من اللجوء الى مناطق أخرى قد لا تكون مستعدة في بنيتها التحتية واقتصادياتها لذلك .
وتوفير الماء والغذاء والطاقة والخدمات الضرورية للقادمين الجدد يصبح عبء على المضيف ، ليصبح بين حجري الرحى ، فواجبه الديني والإنساني يقتضيه ان يشارك اللقمة وشربة الماء والدفء مع ضيفه وأخيه الإنسان ، فيما تضغط قلة الإمكانات والموارد على الضيف والمعزب ، كما انه يصبح مستهدفا من ذات العدو عقابا على انسانيته .
وفي عالم تجرد من انسانيته وأصبح له منطق واحد ملخصه
” أنت معي أو ضدي “
فإن الضغوط تشتد بلا رحمة للحصول على تسهيلات وتهدد كل من لجأ الى الحياد الإنساني ،
فإما ان يقدم التسهيلات او يستحق العقاب ، وهنا يبرز ميزان الدين والنخوة والشرف وتنكشف الأوراق .
ولعل الأولوية في الجانب المعيشي تكون للمخزون الاستراتيجي من الماء والغذاء والدواء والطاقة وتحصينهم من الأخطار البيئية والتهديدات البشرية ، كذلك وضع خطط لإستدامة هذا المخزون وتعويض الفاقد منه مع تعدد المصادر وتوفر البدائل .
وفي ظل التهديدات والتوقعات فإن المواطن يحجم بشكل كبير عن شراء الكماليات والخدمات غير الضرورية، مما يجعل فئة من التجار ومقدمي الخدمات يعانون من انخفاض مبيعات السلع والخدمات ويحتاجون الى دعم حكومي .
فإذا انتهى الجزء الساخن من المحنة وبقي الوطن سليما معافى فإن النهوض من جديد والحفاظ على متانة بنيته الإقتصادية وجلب الإستثمارات الهاربة من مناطق النزاع هو التحدي الكبير ، فاستقرار أمنه وتشريعاته وتوفر الطاقة والأيدي العاملة بكلفة مناسبة هي المغناطيس الذي يجذب المستثمر ، ولا أظن أن غير ذلك الا حديث مجالس.
السيد جميل خالد القماز.. قال في مداخلته..
الاردن في قلب العاصفة،،،،،
ان موقع الاردن الجغرافي يعد السبب الاول لتأثره بما يحدث في المنطقة ففي شرقه كانت الحرب على العراق ونهاية ما حدث للعراق وكيف سقط وسقطت الامة تباعا،
وشمالها سوريا وحرب تجاوزت العشر سنوات اتت على الاخضر واليابس وقتلت وشردت وهجرت الملايين،
وغربنا كيان ملعون بلا رحمة ولا رأفة ولا شرف،،
هدا الكيان الذي يتلاعب بالعقول قبل الاجساد والذي بدل اسم معركته الى يوم القيامة وان نصر الرب قادم كما في تلموده وان معركة هرمجدون هي الفاصلة لبقاء هذا الشعب،
وبهذا اليوم يدخل عامه الثاني بأعتداءه على غزه ،وقد قتل وشرد وهجر واستباح الحرمات وهدم المساجد والكنائس قتل الشيخ وقتل الطفلًً،،،،،،،
اكثر من 17000 طفل واكثر من 11000 امرأة وتم القضاء على اكثر من 900 عائلة كليا،،،،
الكيان شعب نجس خسيس همه ان يؤذيك، حتى الحمار لم يسلم منهم،،،
هذا ان دل فانما يدل ان المعاهدات والمواثيق لن تجدي نفعا وان الدبلوماسية ان تنفع في وقت معين فانها لا تنفع في وقت اخر،،،
و لذا يجب التركيز بالمقام الاول على العقيدة والحث عليها
فمن يمتلك العقيدة يمتلك النصر،
فهي الخلاص من عدو يتخذ عقيدته كيفما يشاء ووقت ان يشاء لتمرير مشروعه،
بالاضافة لما سبق ان يكون الى جانبها تدابير واستعدادات وتعبئة واتخاذ الاحتياطات التي تكون السند وقت الحاجة وعليه ،،،،،
اولا انشاء جيش شعبي يتم تدريبه ليكون رديفا للقوات المسلحة،
ثانيا تعظيم حب الوطن والانتماء له،
ثالثا الملاجئ، يجب بناء ملاجئ باسرع وقت حفاظا على الصغار والنساء والكبار،
رابعا التموين، يجب ان تحتاط المملكة لما هو مخزون استراتيجي من الغذاء والدواء لمدة تكفي اقل سيئ ستة اشهر،
ويجب رفع المعنويات للشعب وتعظيم دور الجهاد في الحفاظ على ثرى البلاد،
فالكيان لا امان له فما حدث ويحدث هو مخطط يسير كما ارادوا بدأ بالعراق ولن يقف بجنوب لبنان
فالدور قادم لا محالة والمسألة كلها وقت ليس اكثر.
السيد ابراهيم ابو حويله.. قال في مداخلته..
في قلب العاصفة …
اللعب على التوازنات والمعلومات والقوة والمكان والأرض والإنسان والأمن والماضي والمستقبل، كل هذه مصطلحات تثير الرعب في النفوس السوية. عندما حاصرت قوات الشمال حصن للقوات الإتحادية تردد إبراهام لنكولن في تلطيخ يديه بالدم الأمريكي، كان لا يريد هو أن يعلن الحرب على ولايات الشمال التي تسعى للإنفصال، ولكن الشماليين هاجموا الحصن ووقعت الحرب. وترددت الولايات المتحدة في الدخول في الحرب العالمية حتى ضربت اليابان بل هاربر، دخلت بعد ذلك وكانت خسائرها في الحرب فادحة إلى درجة لم يعتبر بعض الباحثين النتيجة انتصارا.
بعض القرارات ليس من السهل إتخاذها، نعلم كم كان ثمن الحربين العالمتين قاسيا. ونعلم ان حوالي ثمانمائة الف انسان قتلوا في الحرب الأهلية الأمريكية، وكم هي تلك الإيدي التي تلطخت بالدماء الإنسانية. للدماء لعنة لا يدركها إلا من دفع ثمنها، يشعر البعض في خضم الحرب بسهولة تلك القرارات ولكن بعد زوال الغمة واتضاح الأمر تبدأ اللعنة في الظهور، وهنا تعددت الشواهد والشهادات فكم منتصر مات منتحرا أثر تلك اللعنة.
البعض ممن ادمنوا الدماء والحروب والقتل والدمار يحاولون بشتى السبل تجاوزها، ولكنها تأتي مع كلمة وموقف وتحقيق صحفي واتهام ومحاسبة، نعم لا تنال عدالة الدنيا الكثيرين بالعقاب، ولكن هل سيفلتون من عقاب الأخرة، ونحن نعلم بأن الفسحة للإنسان مقترنة بعدم الوقووع في دم حرام .
اسوق هذا الكلام للكلام عن هذا الوطن، الذي من خلال تعامله يحفظ حرمة الإنسان وكرامته ويعطي له تلك المساحة التي يتحرك فيها، سواء كان مؤيدا ام معارضا، ولكن السياسة الأردنية تقف مع كل قضايا الأمة وخاصة تلك المتعلقة بفلسطين موقفا جادا ومبادرا ومدافعا وساعيا لتخفيف الإعباء الإنسانية والسياسية والإقتصادية حتى مع ضيق اليد وقلة الموجود. وهذا واضح من أول يوم في الأزمة، وما زال الموقف الأردني حازما وداعما للقضية وساعيا للحل العادل، ومطالبا حتى في المجالس الدولية بحماية الفلسطينين وتأمين الحماية والدعم لهم، ويبين مدى اجرام هذا الكيان في التعامل مع كل فصائل المجتمع المدني الفلسطيني وكل عناصره، ويفضح جرائمه وانتهاكه الصارخ للحقوق الدولية والإنسانية، ومدى سوء افلاته من العقوبة على افعاله امام المجتمع الدولي.
حسابات الدول تختلف عن حسابات جماعات المقاومة والمليشيات، فهذه تتصرف وهي تدرك أن الدولة لا تتحمل عبء تصرفاتها في المجمل، وان وقع عواقب فهي ليست ملامة مثل الدول والحكومات، وهنا يأتي الفرق، نعم هناك فرق كبير في القوة العسكرية ومن لا يدرك هذا عليه ان يعيد حساباته، فقد حرص الغرب وعلى رأسهم الولايات المتحدة على تفوق الكيان المطلق وتأمين حاجاته من الإسلحة المتطورة والدعم اللوجستي والمالي والتقني على كل المستويات، في نفس الوقت الذي حرص على عدم وصول دول الجوار حتى إلى مقاربة تتيح لها المقاومة، وهذا مقصود لذاته، ولذلك دخول أي دولة في مواجهة مع هذا الكيان هو دخول في مواجهة دامية وخسائرها كبيرة على الدولة ومقدراتها وبنيتها التحتية وخدماتها ووسائل إدامتها وعيشها ومائها وكهربائها وحتى مستشفياتها ووسائل نقلها، مع هذا العدو الذي تجاوز كل الاعراف والمواثيق والقيم الدولية والإنسانية دون أن يخشى حسابا من أحد.
الصف الداخلي يحتاج إلى توحيد ورص الصفوف، والبعض للإسف يعزف على الحان الخيانة والتواطؤ والخذلان، وهؤلاء يطالبون الوطن بالتقدم بخطوات قد تكون عواقبها وخيمة، وهنا يدفع الجميع للإسف ثمن رغبة البعض في التصعيد، ومن يقول اليوم بأنه مستعد للتحمل، هل هو حقا مستعد للتحمل في حال ارتفعت الفاتورة إلى مثل الذي نراه في غزة ولبنان، وفرق بين المنى والواقع، وهنا نقف مع الواقعية وعدم الإنجرار وراء مواقف قد تكون عواقبها وخيمة وبعد ذلك يصمت هؤلاء، إن لم ينتقلوا إلى صف الملامة والتنظير.
يستطيع كل واحد منّا ان ينصر هذه القضية العادلة في مكانه ويضاعف خسائر العدو ومن يدعمه كل حسب موقعه، ولكن الذي يحدث للإسف أن معظم تلك الفئة التي تريد ان تدفع الوطن إلى مناطق لا يحمد عقباها، سترفع يدها بعد ذلك للإسف، وهنا يخسر الوطن وفلسطين داعما وموقفا ومناصرا قويا ولن تكسب القضية في المقابل إلا خسارة هذا الطرف .
واذكر هنا ان المليونير الذي كان السبب في دفع ترامب إلى نقل السفارة إلى القدس تبرع بأربعين مليون لحملته وتسعى أرملته التي هي اصلا من الكيان لدفعه لضم الضفة إلى الكيان بقرار رئاسي في حال فوزه وثمن هذا الضم هو مائة مليون دولار، هذا بالإضافة إلى ان هذا الكيان لا يضطر إلى طرح سندات ولا الإستدانة إلا من داعميه ومناصريه سواء كانوا من اليهود الصهاينة او من غيرهم من الصهاينة. في وقت يصطف فيه اغنياء واصحاب مليارات فلسطينية وعربية واسلامية موقف المتفرج والمندد والشاجب لتخاذل هذه الحكومات والقيادات والدول الإسلامية والعربية .
ومن هنا ندرك الفرق والسبب في الفرق.
العميد المتقاعد محمد الغزو.. كانت مداخلته كما يلي..
هذه الأسئلة تفتح الباب لنقاشات معمقة حول وضع الأردن الحالي في ظل التوترات الإقليمية. الإجابة على كل محور تتطلب تحليلًا دقيقًا للوضع السياسي والاقتصادي، مع مراعاة الحساسيات التي تواجه الدولة داخليًا وخارجيًا.
1. التوترات الإقليمية وتأثيرها على الأمن الداخلي:
التوترات في المنطقة تزيد من مخاطر التسلل الإرهابي، وتفاقم الضغوط على الأجهزة الأمنية. الأردن لطالما اعتمد على استخباراته المتقدمة، لكن من الممكن أن تحتاج استراتيجيات الدفاع إلى مزيد من التطوير، خاصة مع تزايد التهديدات غير التقليدية مثل الحروب السيبرانية وحرب المعلومات.
2. الحفاظ على توازن السياسة الخارجية:
الأردن يملك موقعًا حساسًا يتطلب سياسة خارجية حذرة ومتوازنة بين القوى الإقليمية والدولية. التمسك بالحياد الإيجابي والوساطة الدبلوماسية يعزز موقف الأردن، إلا أن الحفاظ على هذا التوازن يتطلب دبلوماسية ماهرة وقدرة على التكيف مع تطورات الصراعات المتقلبة.
3. التحولات الاقتصادية:
الأزمات في المنطقة قد توفر فرصًا اقتصادية للأردن في مجالات مثل اللوجستيات والطاقة، لكن التحديات الاقتصادية الناجمة عن الأزمات قد تزيد من الضغوط المالية والركود. تطوير استراتيجيات اقتصادية متوازنة تعتمد على تنويع الاقتصاد وتحفيز الاستثمار المحلي والأجنبي أمر أساسي لتجنب التأثيرات السلبية.
4. الدور الدبلوماسي كوسيط:
لطالما لعب الأردن دور الوسيط، لكن الاستمرار في هذا الدور دون التحول إلى ساحة للصراعات يتطلب تقوية المؤسسات الدبلوماسية وتعزيز التعاون الإقليمي والدولي لحماية مصالحه الوطنية.
5. أولويات الحكومة الأردنية:
من الضروري التركيز على إصلاحات اقتصادية جادة تعزز من الإنتاجية وتقلل الاعتماد على المساعدات الخارجية، مع الحفاظ على استقرار النسيج الاجتماعي عبر برامج تكافلية وسياسات تنموية شاملة.
6. دور المجتمع المدني:
يجب على المجتمع المدني أن يتصدر المشهد لتعزيز الوحدة الوطنية وتوعية الشعب حول المخاطر الأمنية والاقتصادية الناجمة عن التوترات الإقليمية. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يسهم في صياغة سياسات تساهم في تقوية المؤسسات الديمقراطية ودعم الشفافية والحكم الرشيد.
- تعزيز لما ذكر اعلاه لابد من
أ: تعزيز الجبه الداخليه وهنا يأتي دور الاعلام المرئي والمسموع والمقروء وضبطه ومراقبته
ب: الشفافيه بنقل الخبر والمعلومه
ج: يجب أن يزداد قرب المسؤل من المواطن
د: ضبط الفتاوي والتحليلات وأن لا يسمح لمن هب ودب يفتي أو يحلل - يجب على كل مسؤل أن يكون ملم وعلى اطلاع كامل على واجباته
- شو المانع أن يُعمل تمرين يحاكي فرضيه معينة (امنيه أو أزمة مياه )
- التركيز على توعية الشباب بالمدارس والجامعات بإعطاء محاضرات توعويه
هذا الحوار يمكن أن يولد رؤى عملية إذا ما تضافرت الجهود بين مختلف الأطراف المعنية.
فيما كان رأي المهندس محمد زكي السعودي.. كما يلي..
المنطقه كلها تلتهب ولا يوجد منأى لاحد من اتونها .بدأت بعد ان تأكد انه لن يكون هناك حل للدولتين او حل الارض مقابل السلام لا يوجد سلام في منطقتنا للاسف ليس لاننا لا نستطيع التعايش مع اليهود بل لان الصهيونيه العالميه لها اطماع في محيطنا العربي وما كان يقال بالخفاء اصبح يقال على منبر الامم المتحده بل.يضربون بعرض الحائط كل ما كان يقال عنه الشرعيه الدوليه وميثاق الامم المتحده وحفظ الامن والبند السابع وماكان كل ما سبق الا احدى ادوات الهيمنه والسيطره والتخدير لإبقاء جذوة الصهيونيه مشتعله وتبتلع الارض تلو الارض بدعم امريكي بل تسابق امريكي بكسب ود الصهاينه والعمل على توسيع رقعه مساحه الاراضي المغتصبه في السعوديه والاردن ومصر وسوريا اننا ان لم نستفيق من سباتنا العميق وتخديرنا المقيت سنرى ان مايقال اليوم هو واقع الغد
عدونا مجرم سفاك سفاح يستخدم القوة القصوى حتى على خيام البلاستك وليس الملاجئ المحصنه يقتل القاده ويستخدم احدث انواع التكنلوجيا والاعلام والمال لزيادة الفرقه وخلخله قوى المجتمع كي تصبح المنطقه مهيأه بالكامل لسيطرته بدون منازع وهاهو قد حطم العراق ودمر سوريا ويسعى لوأد الانتفاضه في الضفه وتدمير قدرات المقاومة الاسلاميه في لبنان وغزه وحيد مصر عسكرياً وضغط عليها اقتصادياً لعلمه انها وسوريا خزان العروبه
انا لست متشائماً بل ما اراه من عنفوان الشعب الفلسطيني في غزه ومقاومته التي غيرت مسرى التاريخ بصمود اسطوري قل مثيله على مر الازمان ومقاومه باسله داعمه مناصره بل رئيسيه في الصراع العربي الصهيوني في لبنان وبالرغم من ما اصابها من فقدان قاده عظام ومن قتل واخراج الاف المقاومين من الخدمه بسبب البيجرز وتدمير البيوت في سكان الضاحيه والجنوب وبعلبك والهرمل الا انهم متماسكين في الجبهه ويلقنون العدو دروساً في الاقدام والدفاع عن ارضهم انهم اعدوا ما استطاعوا والنصر حليفهم كما هو حليف اهل غزه والهوان لكل متخاذل عن نصرتهم
الحرب ستطول لاشهر وسنوات لانها حرب وجود وليست حرب حدود ومن هنا ماذا علينا نحن في الاردن المهدد صراحه ان نفعل هل تظنون ان امريكا ستمنع الصهاينه وتكف ايديهم عنا لا والف لا وما حك جلدك مثل ظفرك علينا الاستعداد والتأهب واعاده الخدمه الالزاميه والجيش الشعبي وعمل تحالفات تحمينا في عمقنا العربي
هذا واقع وعلينا الاستعداد من ناحيه توفير المواد الغذائيه ودعم الدفاع المدني والاعتماد قدر الامكان على مواردنا الذاتيه ليقوم لدينا اقتصاد حرب وليكون دور خلايا الازمات حاضراً حماك الله ياوطني وفيك الخير الكثير وهذا بلد الرباط واكناف بيت المقدس والله غالب على امره ولكن اكثر الناس لا يعلمون.
الدكتور فيصل تايه.. كان رأيه كما يلي..
الموقف الأردني هو الموقف الذي يسير خلف الموقف الطليعي لجلالة الملك ، اذ يقف كل ابناء الشعب الاردني صفاً واحداً خلف قيادته ومواقفها المتقدمة تجاه فلسطين والقضية الفلسطينية ، وبذلك فأن الاردن لم ينساق وراء الصمت المريب للمجتمع الدولي، ففرض كلمته وأثبت وجوده ليكون بذلك البلد العربي الذي له موقفه الحازم ، فهو الأقرب إلى فلسطين وقت الشدة .
إن الدور المحوري البارز للاردن لم يكن يوما “استهلاكاً للوقت” أو استعباطاً او مجرد “استعراضات إعلامية” بقدر ما كان موقفاً وطنياً وإنسانياً وعروبياً تجاه فلسطين ومقدساتها ، حيث ابناء الشعب الواحد هبوا لنجدة غزة والشعب الفلسطيني المكلوم ليقفوا بذلك امام كل التحديات ، فهذا الموقف لم يأتي إلا من دولة تمتلك إرادة صلبة وسيادة وحرية .
ان الموقف الاردني موقف ثابت وواضح ، حيث يقف في مواجهة باتت “علنية” ضد الغطرسة الإسرائيلية مُستخدما كل أساليب وأدوات الضغط لمنع حدوث “تهجير قسري” لسكان القطاع أو الضفة الغربية ، فنحن في الأردن نعتبر القضية الفلسطينية “شأنا أردنيا”، قبل أن يكون فلسطينيا ، وأي محاولات للتهجير من الضفة وغزة سيكون بمنزلة “إعلان حرب” على الاردن .
ان الاردن يشدد وبشكل يومي على رفض ما يطرح من سيناريوهات في سياق غير واقعي ومرفوض، و “لا يتعامل معها ” ، فالأردن ومن ناحية مبدئية، ومن ناحية المصالح العليا للشعب الفلسطيني وللاردن أيضاً يرفض أي سيناريو يتناول قضية غزة وحدها، لان ذاك سيكرس هدف إسرائيل بفصل غزة عن الضفة الغربية ، ويأخذنا لمسارات خطيرة لا تصب بصالح الشعب الفلسطيني وقضيته ، فأي حديث استباقي يروج له البعض عن سيناريوهات ما بعد غزة هو “قفز في الهواء
لذلك وبسبب الموقف الاردني الثابت فان الاردن يتعرض لهجمة إعلامية شرسة ومشبوهة ، اذ تنوعت هذه الحملة الممنهجة، عبر منشورات وتغريدات رعناء تطفح بالكذب والتجني والافتراءات والتلفيقات الخبيثة ، بل تطور الأمر ليصل الى الإساءة الاردن ومليكه وشعبه ، خاصة من قبل اعداء الأردن المدعومين من جهات محرضة ، ومنها الكيان الإسرائيلي وعملائه ، والذي لم يحتمل سماع رأي مخالف لما يسرد من رويات يصدرها إلى العالم لتبرير عدوانه ، عبر أكاذيب لم يتمكن من تقديم الدلائل عليها ، ولا ننسى موقف الاردن الثابت “اصلاً ” الذي لا يروق للصهاينة ، وهو “بالأصل” احد المبررات والمغذيات التي تدفع الحكومة الاسرائيلية ومسؤوليها باتخاذ مواقف معادية ومحرضة تجاه الاردن ، الذي سيبقى في دائرة الاستهداف لقاء مواقفة التاريخية ودوره الاساسي المحوري على الساحتين الاقليمية والدولية في اعادة احياء القضية الفلسطينية وابقائها في الواجهه والصدارة ، اضافة للجرائم اليومية الوحشية الإسرائيلية ومواقف الاردن المتشددة منها ورفض أي مخطط لتهجير الفلسطينيين ، وحق أهلنا في غزة ، ومن قبلها الانتهاكات في القدس المحتلة والضفة الغربية ، فالموقف الاردني من القضية الفلسطينية على الدوام موقف مصيري معروف وثابت ، والذي يأتي وفق الثوابت الوطنية .
من وجهة نظري ، فإن ما يحدث ضد الموقف الأردني هو محاولة يائسة وفاشلة لابتزاز الاردن وثنيه عن القيام بدوره الفاعل في ملف الاحداث الراهنة ، بغرض تمرير أجندة مشبوهة لا تخدم مصالح الشعب الفلسطيني ، لذلك فإن ردود افعال الاردنيين الغاضب وعلى المستويين الرسمي والشعبي إزاء ذلك له ما يبرره كنتيجة تجاه بلدهم والتي لا يمكن السكوت عليها او تجاوزها .
فيما كانت مداخلة السيد محمود ملكاوي.. كما يلي..
-تمكنت السياسة الخارجية الأردنية بقيادة جلالة الملك حفظه الله على مدار السنوات الماضية الاستجابة للمتغيرات والظروف الداخلية والخارجية كافة ، وأصبح الأردن من الدول المؤثرة في تعزيز السلم والتفاهم والرأي السديد الراجح اعتماداً على ثوابت رئيسة لم تحد عنها الدولة الأردنية في سياستها منذ تأسيسها.
-قبيل الحرب على غزة ، شهدت المنطقة حراكًا إقليميًّا لافتًا ومريباً ، كان أقرب إلى ترتيب جديد على وشك أن تدخل به منطقة الشرق الأوسط ، الأمر الذي جعل أطرافاً عديدة تشعر أن المنطقة مقبلة على تصفية القضية الفلسطينية ، إلا أن عملية “ طوفان الأقصى” في السابع من أكتوبر 2023 ، والذي صادفت ذكراها السنوية الأولى يوم أمس الإثنين ، وما لحقها من حرب مدمرة على غزة ، والصمود التاريخي والبطولي للمقاومة الفلسطينية كانت كفيلة لخلط الأوراق والتي قد تؤدي لإعادة ترتيب مشهد جديد ، نشهد بعض فصوله هذه الأيام.
-على الرغم من وحشية ردة الفعل الصهيونية على عملية طوفان الأقصى التي فاقت كل وصف وتجاوزت كل الحدود ، فإن هذا يؤكد أن ردة الفعل لم تكن وليدة ساعتها ، أوْ أنَّ طوفان الأقصى كان سببها وخلفها بقدر ما كشفها وعجّل منها ، فما نشهده من إبادة جماعية ودعم أمريكي ، وصمت وعجز دولي ، يُؤكد بأن هناك مشروعاً خفياً يُخطَّط للمنطقة وأنّ الكيان بقيادة النتن وجدها فرصته لتحقيق المشروع التوسعي ، وليكشف عن حقيقة هذا الكيان ، وهذه الجرثومة بأنها لا تؤمن بالسلام ، ولا تقيم وزنا للاعراف والمواثيق الدولية ولا يؤتمن جانبها ، بل تريد تركيع الشعوب بالقوة!.
-الحرب الدائرة على غزة منذ عام كامل ، وتوسيع نطاق الحرب الصهيونية لتشمل لبنان والاعتداءات المتكررة على سوريا واليمن والصراع الصهيوني الإيراني سيؤثر على الأردن بشكل مباشر وخطير سواء موضوع موجات الهجرة المتوقعة من لبنان – وهذا إن حدث – فسيشكل ضغطا كبيراً على المملكة نتيجة شح الموارد والإمكانات ، أضف إلى ذلك تهديد الملاحة في البحرين الأحمر والمتوسط ، الأمر الذي سيؤثر قطعاً في مسألة توفير البضائع والمشتقات النفطية واسعارها.
-الخوف ايضاً من دخول أذرع موالية لحزب الله من العراق وإيران وسوريا ولبنان وفلسطين على الخط وإيقاظ الخلايا النائمة يجعل بلدنا مستهدفاً ، مما يحتمّ على مواطنينا الحذر كل الحذر والالتفاف حول قيادتنا وقواتنا المسلحة واجهزتنا الأمنية لاجهاض أيّ خروقات لأمننا الوطني وسيادة بلدنا.
-حفظ الله الأردن قيادةً وشعباً ، وزاده أمناً واستقراراً وازدهاراً.
الشيخ عبدالله المناجعه.. شيخ عشائر المناجعه الحويطات.. كانت مداخلته بعنوان “(الأمن الوطني وضعف الموارد الاقتصادية المتاحة)”..
المتابع للمتغيرات الاقليميه في الشرق الأوسط نتيجة الأحداث التي قامت والقائمه الآن يجد ان الأمن الوطني اساس وركيزة الإنتعاش الاقتصادي
فالاردن لم ينأى بنفسه عن قضايا أمته وهذا رتب عليه تبعات في كل مناحي الحياه
وشكل التحدي الاقتصادي الذي اعتمد على المساعدات الخارجيه وعدم استقرار اسعار الطاقه وضعف الموارد أدى إلى زيادة معدلات التضخم ونتج عنها ازدياد البطاله وتفشي الفقر وزيادة المديونيه وتدفق اللآجئين نتيجة الصراعات التي قامت في المنطقه وتقصير في أغلب الأحيان المنظمات الأمميه والمجتمع الدولي في دعم اللآجئين ممايشكل عبء طاريء وإضافي على الدوله الاردنيه ولكل ماتقدم فنحن نعاني من ٤٨ الي اليوم من موجات اللجوء وأثرها الديموغرافي في بنية النسيج الوطني وفرص العمل كل الاحترام.
الاعلامي.. العميد المتقاعد هاشم المجالي.. كان رأيه كما يلي..
والله لولا إيماني بالله بأنه هو صانع المعجزات لقلت بأن ما يحصل مع الأردن وداخل الأردن وخارج الأردن لا يمكن إلا أن يؤدي إلى نتيجة واحدة تقول بأن هذه الدولة يجب أن تكون مدمرة أو أن يكون الشعب مقهور أو أن الأرض تكون مستباحة …ولكن رغم التآمرات علينا من الجيران أجمعين ومن الحقد والحسد من جيران الجيران ولولا أن القيادة الهاشمية وعلى مرّ العصور هي من اجرئ قيادات الدول العربية التي تتخذ قياداتها السياسية المواقف المشرفة والشجاعة لدعم القضايا العربية والفلسطينية والإسلامية ولا تجرأ على اتخاذها قيادة أي دولة مجاورة للاردن وإن تجرأت فإنها سوف تكون مثل الدول العربية التي مزقتها الحروب والفتن . الأردن يا إخواني أفقر الدول العربية اقتصاديا وأكثر دولة عربية بها عمالة عربية وافدة مقارنة بعدد السكان..الاردن أكثر الدول العربية مواجهة للمحيط الملتهب والمحتوي على حروب وثورات وانقلابات وهي أكثر الدول العربية استقبالا للاجئين من الحروب..الأردن أكثر الدول العربية بطالة وأكثر الدولة العربية ثقافة وتقدم تكنولوجي . الأردن من أكثر الدول العربية استهدافا للحروب التي تشن عليها من قبل تجار الأسلحة والمخدرات والأدوية المزورة وهي أكثر الدول العربية امانا واستقرارا بالمنظومة الأمنية والصحية والتعليمية ..الأردن الدولة الوحيدة التي تنشط فيها الأحزاب العقائدية ولم تخرج عن الخط الوطني وهي أكثر دولة بها انتماء للارض والشعب والقيادة .. الأردن من اكثر الدول العربية بها فقرا وهي من أكثر الدول العربية شعوبا بالكرم الطائي. والله ان الاردن معجزة ببقائها بالرغم من كل المعطيات والحسابات التي تعطي معطيات غير هذه النتائج التي توجد بالأردن. الاردن فعلا معجزة بالبقاء والاستمرار وكأن الله يقول بأنكم يا شعب الأردن منكم ومن احفادكم سيكون هناك نهضة للامة العربية والإسلامية…
السيد عادل النسور.. اختصر رأيه بما يلي..
مساء الخيرات لكل الاخوه
ليس بجديد على الاردن مواجهة الازمات فهي متزامنه مع كل ازمه اقليميه. وعلينا أن نواجها بهذا. الوقت بالسرعه الممكنه من كل الاطراف المسؤوله والشعبيه
الحريه والديموقراطيه.
البدء بالاعتماد على النفس. لو تدريجيا بدايتا الاكتفاء الذاتي بالاكل.
والتصنيع بمختلف الاتجاهات بالتعاون مع الدول. الصديقه وليس. الدول التي لها مصالح وخاصه من يعاونوا الكيان المغتصب.
والتنسيق. مع الدول العربيه. والاسلاميه لعمل تحالفات حقيقيه.
وهذا الأمر ليس صعبا للاحترام الذي يتعم به الاردن بقيادة جلالة الملك حفظه الله .
وتوجد كثير من العوامل لتحقيق ذلك تاريخيا عقائديا لغه جغرافيا
عكس ذلك ستبقى كل الدول العربيه تحديداً ذيل للامم.
العقيد المتقاعد موسى محمد مشاعرة.. كان رايه كما يلي..
تحياتي ..
الاردن الاردن في عين العاصفة..
موضوع كبير وخطير جدا يتطلب من الدقة والحكمة فهو يمس جميع جوانب الدولة امنيا وسياسيا واقتصاديا واجتماعيا وحتى وجوديا .
والخوض فيه بجب ان يكون بعيدا عن العواطف والفزعات.
الاردن الان محاصر ببن مطرقة حماس وسندان إيران بالإضافة إلى العدو الاسرائيلي الذي لا يحترم العهود والمواثيق ولا يمتلك اي مشاعر انسانية . فالاردن قيادة وشعبا يتعاطف مع غزة وهو ضد الاجرام الإسرائيلي ورغم تهديدات الاحتلال ويقدم اقصى ما يمكنه من امكانيات ومع ذلك فهو في خانة التخوين من بعض الاطراف..
ايران تسعى لمصالحها بقوة لاكمال الهلال الشيعي وتمددها معروف في سوريا والعراق واليمن ..والان بعض التنظيمات العراقية الموالية لايران تهدد على لسان احد قادتها بادخال أكثر من ١٢ الف قطعة سلاح للاردن وهذا يهدد امن الاردن داخليا اضف الى ذلك شبكات تهريب المخدرات من الجانب السوري والعمليات العدائية الممنهجة..والتي تسنزف جهدا كبيرا من القوات المسلحة..ولا ننسى الموقف الايراني الغاضب من تصدي الاردن لبعض الصواريخ الإيرانية المتجهة الى فلسطين المحتلة…والذي هدد بأن تكون الاردن الدولة التالي بعد اسرائيل ..واعتقد ان ايران قد تستخدم الوضع في غزة لزعزعة الاستقرار في الاردن الذي يوجد على ارضه اعداد كبيرة من الشيعة العراقيين الذين قد يشكلون خلايا نائمة..
كل ذلك يجعل الاردن في عين العاصفة ..اضف الى ذلك الوضع الاقتصادي الذي لا يحسد الاردن عليه..فالاردن يستورد اكثر من ٩٠بالمية من مصادر الطاقة والمديونية تتجوز ال ٥٠ مليار والبطالة اكثر من ٢٣بالمية..لا ننسى مشكلة المياه حيث يعتبر الاردن من افقر الدول مائيا وتعتمد في جزء منها على إسرائيل..اما المساعدات الخارجية فغالبيتها امريكية ومن بعض دول الخليج وهذا ما يضع الاردن تحت رحمة هذه الدول التي تدعم الموقف الإسرائيلي..اضف الى ذلك موضوع السياحة التي تشكل اكثر من ١٥ بالمية من الناتج المحلي اي ما يعادل ٨مليار دولا ..حيث تم إلغاء ٥٠ بالمية من الحجوزات ..
امور معقدة ومتشابكة والاردن يبذل اقصى الجهود داخليا وخارجيا لحماية الاردن من خلال سياسة دقيقة متوازة لا تخل بمنظومته الامنية والمجتمعية ليخرج سالما من بين برثن هذه التداعيات ..حمى الله الاردن قيادة وشعبا.
الدكتور نعيم الملكاوي.. اختتم الحوار يهذا التفصيل..
اشكر الأخوة القائمين على هذه المجموعة المباركة على طرح هذا الموضوع المهم جدا واقول بالفعل يواجه الاردن تحديات كبيره بسبب التوترات الاقليميه وهناك عدد من الخطوات التي يمكن اتخاذها لمواجهه هذه التداعيات على المستوى الداخلي والخارجي لموائمه ما يحدث من توترات في الاقليم اجملها بما يلي:
- تعزيز الامن الداخلي والحدودي بحيث يشمل على تحديث المعدات والتكنولوجيا المستخدمه في مراقبه الحدود، وزياده التنسيق بين الاجهزه الامنيه المختلفه ، ورفع مستوى التدريب للقوات المسلحه على التعامل مع التهديدات الجديده مثل الهجمات السيبرانيه والهجمات بالمسيرات التي تتعرض لها الحدود الاردنيه.
- تنويع الشراكات الاقتصاديه والسياسيه مثل البحث عن اسواق جديده للصادرات الاردنيه ، وجذب الاستثمارات من دول متنوعه لتقليل الاعتماد على شركاء محددين وتقليديين ، وتعزيز العلاقات مع تكتلات اقتصاديه مختلفه مثل الاتحاد الاوروبي ودول اسيا والصين وروسيا وتركيا.
- تقويه الجبهه الداخليه وذلك باطلاق مبادرات للحوار الوطني تشمل مختلف الفئات المجتمعيه بلا استثناء ، وتعزيز دور المجتمع المدني في صنع القرار والمشاركه بتطبيقه ومتابعه ومراقبه اليات التطبيق ، ومعالجه القضايا الاقتصاديه والاجتماعيه الملحه لتخفيف التوترات الداخليه واهمها الفقر والبطاله.
- العمل الدبلوماسي النشط وذلك بتفعيل دور الاردن كوسيط في النزاعات الاقليميه كما عهد سابقا والمشاركه في المؤتمرات والمبادرات الدوليه لحل الازمات بشكل فاعل وتعزيز العلاقات مع القوى العالميه لضمان دعمها للاستقرار الاقليمي في المنطقه.
- تطوير القدرات الاقتصاديه المحليه وذلك بدعم الشركات الصغيره والمتوسطه وحمايتها من التغول والانهيار وتشجيع الابتكار والتكنولوجيا لخلق فرص عمل جديده برواتب مجديه تتوائم مع مستويات التضخم التي اجتاحت الاردن ، وبنفس الوقت تحسين وتطوير البنيه التحتيه لجذب الاستثمارات الخارجيه والعالميه لتنويع دائره الاستثمار في الداخل واعاده النظر بجميع القوانين الجاذبه للاستثمار.
- العوده على التركيز على الاستثمار في الموارد البشريه والتعليم العالي والتعليم المهني وذلك بتحديث المناهج الدراسيه لتلبيه احتياجات سوق العمل وزياده الاستثمار في البحث والتطوير وتشجيع رياده الاعمال بين الشباب الواعد.
- العوده الى لعب دور في تعزيز اطر التعاون الاقليمي وذلك باطلاق مشاريع مشتركه في مجالات المياه والطاقه وتبادل الخبرات في مجال مكافحه التصحر والتغير المناخي وتعزيز التبادل الثقافي والتعليمي بين دول المنطقه كما كان معهودا عن الاردن الرافد لجميع دول المنطقه وبالذات دول الخليج بالكفاءات العلميه والعمليه.
كل ما ورد لابد ان يرافقه اراده ورغبه فاعله وحقيقيه وصادقه واداره لمثل هذه الملفات حتى نتمكن من تطبيقها واخراجها الى حيز الواقع لينعم الاردن وشعبه في المكانه التي يستحقها في هذا الاقليم ويكون الاردن قياده وشعبا ووطنا قد تجاوز مرحله السخونه والغليان في هذا الاقليم النشط.