سبق الإخباري

الرواشدة: مشاركة الأردن بمعرض الكويت للكتاب يمثل تتويجا للعلاقات الثقافية بين البلدين

سبق الاخباري – قال وزير الثقافة مصطفى الرواشدة إن مشاركة الأردن كـ”ضيف شرف” بمعرض الكويت الدولي للكتاب بدورته الـ47 يمثل تتويجًا للعلاقات الثقافية بين البلدين، وتؤكد المكانة التي يحظى بها الأردن ومثقفوه في المشهد الثقافي العربي.
ووفقًا لبيان صحفي صادر عن الوزارة، اليوم الأحد، عبر الرواشدة عن شكره لدولة الكويت الشقيقة لاختيار الأردن “ضيف شرف”، معربًا عن اعتزازه بالمشاركة النوعية الأردنية، سواء من خلال الجناح الذي صُمم هندسيًا ليعبر عن النمط المعماري الحضاري والتراثي في الأردن، بما يضمه من مفردات تتصل بثقافة الإنسان، واشتمل على رموز تاريخية وسياحية وثقافية متنوعة.
وقال الوزير إن الأردن كان دائمًا وفيًا لعروبته ومخلصًا لقضاياه القومية، معبرًا باستمرار عن ثوابته الوطنية التي شكلت أساس مواقفه، والتي جسدها حامل شرف الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية، جلالة الملك عبد الله الثاني، في دعمه المتواصل للأهل في غزة هاشم.
وأشار إلى أن العلاقة بين الأردن والكويت تمثل نموذجًا لعلاقات الأشقاء في المواقف المشتركة.
وأكد أن العلاقات بين البلدين الشقيقين متجذرة تاريخيًا، عززها جلالة الملك عبد الله الثاني وسمو أمير دولة الكويت الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح.
ونوه بأن هذا المعرض، الذي ستنطلق فعالياته يوم الأربعاء المقبل ويستمر عشرة أيام، يمثل ثمرة تشاركية بين المؤسسات الثقافية الأردنية، ومنها اتحاد الناشرين الأردنيين، وأمانة عمان الكبرى، والمنتدى الثقافي لمؤسسة عبد الحميد شومان، لتقديم صورة مشرقة للمشهد الثقافي الأردني في تعدده وتنوعه وثراء حقوله الإبداعية.
وبيّن أن صناعة الكتاب في الأردن تمثل جزءًا مهمًا من الصناعات الثقافية الإبداعية، وقد حققت الكثير من التقدم في الشكل والمحتوى والمضمون.
وختم الرواشدة بالقول إن الكويت كانت وما تزال منارة للمثقف العربي، بتجربتها في الإصدارات الرائدة، ومنها: مجلة العربي، وعالم الفكر، وعالم المعرفة، فضلًا عن عدد من المؤسسات الثقافية التي أثرت المشهد الثقافي العربي والإنساني، مثل مؤسسة البابطين.
ويعبر الجناح الأردني في مفرداته عن الهوية المعمارية الأردنية بامتدادها العربي في زخارفه الإسلامية، وامتداده الحضاري في تصميم الأعمدة، ليكون الجناح رمزًا وعنوانًا بصريًا وجماليًا يعبر عن الهوية الوطنية في تنوعها وتفاصيلها.
واختيرت في الجناح زهرة السوسنة السوداء، التي تُعد من أندر الأزهار في العالم، وتتميز بألوانها التي تمثل مزيجًا بين الأسود والأرجواني الداكن مع بقع بيضاء في منتصفها. وبالرغم من مظهرها الرقيق، فهي تتميز بالصلابة وقدرتها على مقاومة الظروف القاسية في البيئات المختلفة. ولندرتها وسماتها، فقد عُدت رمزًا وطنيًا.
وإلى جوار السوسنة السوداء، يمتد على واجهة الجناح حوض يضم نماذج من زيتون الأردن، الذي يعد من أقدم أنواع الزيتون في العالم، وخاصة زيتون المهراس المعمر، الذي أُدرج على قائمة التراث الثقافي العالمي (اليونسكو). وتعد هذه الأشجار النواة الأساسية (الأم) لأشجار الزيتون في العالم.
وفي واجهة الجناح، الذي صُمم بأيدٍ أردنية، تبرز “الخزنة” بشكل نافر كأحد أهم معالم المدينة الوردية، البتراء، عاصمة الأنباط، وهي المدينة الساحرة التي تُعد آية في الجمال، واختيرت لتكون واحدة من عجائب الدنيا السبع الجديدة.
وفي باحة الجناح، توجد شواهد أثرية، مثل مسلة ميشع، ملك موآب، وبعض الآنية الخزفية التي صنعتها أيدي الفنانين المبدعين والحرفيين. ويكتمل المشهد بلوحات فنية من إبداع شباب موهوبين من طلبة معهد الفنون التابع لوزارة الثقافة.
وعلى أرفف الجناح، ستحتل عشرات العناوين الصادرة عن وزارة الثقافة، والتي تتناول تاريخ الأردن بأبعاده الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والثقافية، ومنها: مكنز التراث الشعبي، الذي يوثق المفردات الشعبية لمناحي الحياة في الأردن، والذي جاء ضمن مشروع مكنز التراث العربي الذي ترعاه المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم.
وتشتمل أرفف الجناح على سلسلة كتب الملوك الهاشميين التي تضم مؤلفات ملوك بني هاشم في الجوانب السياسية والتراثية، وتعبر عن مواقفهم في عدد من القضايا العربية والدولية والإنسانية، إضافة إلى سيرهم ومسيرتهم.
كما يشتمل الجناح على شاشة لعرض فيلم يتناول عددًا من المبدعين الرواد في حقول معرفية متنوعة، إضافة إلى لقطات من الطبيعة، ومشاهد من المعالم التاريخية والأثرية التي تعكس عمق التاريخ الحضاري للأردن.
ويشارك في البرنامج الثقافي لمعرض الكتاب بدورته الـ47 التي تحمل شعار “العالم في كتاب”، عدد من المثقفين الأردنيين بندوات ومحاضرات تتناول المشهد الثقافي والفني في الأردن.
ويبدأ برنامج المشاركة الأردنية يوم الافتتاح بندوة بعنوان “العلاقات الثقافية بين البلدين” يقدمها الدكتور سالم الدهام. وفي اليوم التالي، يقدم الدكتور يزن التل ندوة بعنوان “الصناعات الثقافية الإبداعية في الأردن”.
وتتواصل جلسات البرنامج الثقافي بندوات حول “المشهد الثقافي والأدبي في الأردن” تقدمها الروائية سميحة خريس، والدكتور علاء غرايبة، والدكتور إبراهيم الدهون.
وفيما يتعلق بالمشهد الفني في الأردن، يتحدث الدكتور صبحي الشرقاوي عن الموسيقى، والفنان محمد العبادي عن الدراما، والدكتور خالد الحمزة عن الفن التشكيلي، والفنان نبيل نجم عن المسرح.
كما يلقي الدكتور بكر خازر المجالي محاضرة بعنوان “الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس”.
يُذكر أن الأردن كان “ضيف شرف” في العام الماضي في معرض القاهرة الدولي للكتاب.

شارك الخبر
Exit mobile version