سبق الإخباري

حادث “نزول العدسية” يضع الطريق تحت المجهر وسط مطالب ب”مهارب نجاة”

سبق الأخباري – ما يزال طريق عمان – البحر الميت “نزول العدسية” يحصد المزيد من الأرواح عاما بعد عام، مع تكرار حوادث تدهور الشاحنات في غياب الحلول اللازمة للحد منها.

حوادث سير مروعة كان آخرها وفاة ستة أشخاص، خمسة منهم من عائلة واحدة، وإصابة آخرين وصفت بعضها بالخطيرة نتيجة تدهور إحدى الشاحنات أول من أمس الاثنين واصطدامها بعدد من المركبات.

ويرى عدد من السائقين أن طريق العدسية، بات يشكل أحد أخطر الطرق في المملكة نظرا لانحداره الشديد وكونه شريانا حيويا للشحن بين الأردن وفلسطين، فضلا عن كونه يشهد حركة سير كثيفة على مدار الساعة، موجهين نداء استغاثة لجميع المعنيين بضرورة إيجاد الحلول للحد من الكوارث المرورية التي تحدث كل عام كإنشاء مهارب نجاة.

ويؤكد السائق محمد النواجي، أن الطريق من منطقة ناعور وحتى مفترق الشونة الجنوبية يشكل خطورة بالغة على مستخدميه كونه شديد الانحدار ويفتقر إلى أي مهارب نجاة تمكن السائقين من الهروب إليها في حال فقدانهم السيطرة على شاحناتهم، موضحا أن سبب الحوادث المروعة هو أن عددا كبيرا من السائقين يجهلون طبيعة الطريق الجغرافية، ما يدفعهم إلى استخدام المكابح بشكل متكرر، مما يؤدي إلى فقدانها بشكل يجعل السيارة تتسارع بشكل جنوني.

ويلفت النواجي، إلى أن الطريق يحده من جانبه الأيمن وديان سحيقة ويتخلله منعطفات حادة تدفع السائقين إلى محاولة الوصول لأقرب منطقة آمنة، لكن للأسف فإن معظم الشاحنات التي يفقد سائقيها السيطرة عليها يتفاجأون بالمطبات التي أنشئت سابقا بالقرب من مفترق الكفرين البحر الميت، ما يتسبب غالبا بحوادث كارثية مع وجود حركة سير دائمة على مسربي الطريق.

ويوجه سائقون انتقادات لاذعة للجهات المسؤولة لـ”تلكؤها وتباطؤها في إنشاء مهارب نجاة رغم كثرة الحوادث التي أودت بعشرات الأرواح خلال الأعوام الماضية ورغم المطالبات الحثيثة والمتكررة بضرورة إيجاد حلول”.

ويؤكد محمد العدوان، وهو سائق شاحنة، أن بعض سائقي الشاحنات، وخاصة حديثي الخبرة، يقومون باستخدام كوابح السيارة بصورة متكررة، مما يؤدي إلى فقدان الكوابح وتسارع السيارة بصورة جنونية، ما يدفعهم إلى الاصطدام بأي شيء في محاولة لإيقافها، مشددا في الوقت ذاته على أن وجود مهارب نجاة سيحد من الحوادث المرورية التي غالبا ما تكون كارثية.

ويوضح العدوان، أن طريق العدسية يعد شريان النقل ما بين الأردن وفلسطين، ما يبرر وجود آلاف الشاحنات المحملة بمختلف البضائع يوميا عليه، معظمها محمل بالمواد الإنشائية والحمولات الثقيلة، والتي تشكل عاملا إضافيا لتدهور الشاحنات وصعوبة السيطرة عليها، مبينا أن الطريق من عمان إلى منطقة الأغوار نزولا يعد من أكثر الطرق خطورة، خاصة للشاحنات المحملة، كونه ينحدر بشكل كبير ولمسافة طويلة تزيد على 20 كلم.

ويشير إلى أن معظم الحوادث تحدث نتيجة أخطاء فنية في الكوابح والإطارات والميكانيك، وأخطاء بشرية كالسرعة رغم الحمولة الزائدة التي تفوق تحمل الكوابح في حالة الطوارئ، وتعيق فعالية عملها، وعدم ترك مسافة أمان، وتغيير الاتجاه بشكل مفاجئ.

كما يلفت العدوان، إلى أن الحلول تتوزع بين السائق الذي يجب عليه الالتزام بالقواعد المرورية ومتابعة الصيانة الفنية الدورية للمركبة، في حين يقع الجزء الأهم من الحل على الجهات المسؤولة من خلال الإسراع بإنشاء مخارج طوارئ يتم توزيعها على النقاط الأكثر انحدارا وعلى المنعطفات الحادة لمساعدة أي سائق على اللجوء إليها بدلا من الاصطدام بالمركبات الأخرى، والذي ينتج عنه كوارث مرورية.

ويؤكد أن حوادث السير التي تحدث على الطريق غالبا ما تكون مفجعة، إذ قضى ما يزيد على خمسين شخصا خلال السنوات العشر الماضية نتيجة حوادث تدهور شاحنات، مشيرا إلى أن معظم الحوادث المرورية بالإمكان تفاديها بوجود مخارج أو مهارب طوارئ في المنطقة التي تتكرر فيها الحوادث، والتي تقع قبل مفترق الطرق المؤدية إلى جسر الملك حسين والبحر الميت.

ويشير سائقون ومراقبون إلى أن إنشاء مخارج طوارئ غير مكلف ماديا ولا يحتاج إلى مدة زمنية طويلة، ويوجد مناطق من السهولة عمل مثل هذه المخارج فيها، مبينين أن وجود مخارج للطوارئ على الطريق ووضع شواخص إرشادية تدلهم على ذلك سيساعد السائقين ذهنيا ونفسيا لتجاوز أي مخاطر قد تحدث في حال تعرضت مركبتهم للتهور.

من جانبه، يقول الناطق الإعلامي باسم وزارة الأشغال عمر المحارمة، إن وزارة الأشغال تولي هذا الطريق أهمية قصوى كونه أهم الطرق التي تربط منطقة وادي الأردن والبحر الميت بالعاصمة عمان ومختلف مدن المملكة، مضيفا أن الوزارة تقوم بشكل مستمر بأعمال الصيانة اللازمة له لضمان ديمومته وتسهيل حركة السير عليه.

ويوضح، أن سعة الطرق مناسبة وتخدم الكثافة المرورية التي يشهدها، كما أنه معزز بكافة عناصر السلامة المرورية المطلوبة، سواء الحواجز المعدنية أو الخرسانية أو الإنارة والتخطيط والعواكس والشواخص التحذيرية والإرشادية، مشيرا إلى أن الوزارة تعيد دراسة الواقع المروري على مختلف الطرق بشكل مستمر لإجراء ما يلزم بفعل النمو السكاني وتزايد الحركة على الطرقات، ومن ضمنها طريق عمان العدسية البحر الميت، وسيتم عمل الدراسات اللازمة لضمان أعلى مستويات السلامة.

ويلفت المحارمة، إلى أن الطريق يمتد بين مرتفعات يزيد ارتفاعها على 1000 متر إلى ما دون سطح البحر، وبمسافة لا تزيد على 25 كلم، ما يشكل انحدارا طبيعيا يستلزم الحذر والالتزام بقواعد القيادة الآمنة، داعيا السائقين إلى توخي الحيطة والحذر أثناء القيادة على الطريق لتفادي حدوث أي حوادث.

الغد

شارك الخبر
Exit mobile version