سبق الإخباري – في وطن بحجم الأردن، بما تحمله أرضه من تحديات وشح في الموارد الطبيعية، من المستحيل أن يكون قد صمد اكثر من مئة عام بالصدفة أو تجاوز التحديات بالعشوائية.
وما تحقق من إنجازات ليس مجرد مسألة حظ، بل هو دليل على أن هذا الوطن يمتلك جذوراً راسخة ويمتاز بعمق في إرادته، وقوة في عزيمته، ورؤية حكيمة قادته للاستمرار عبر الزمن، من الماضي إلى الحاضر، نحو المستقبل بكل صعوباته.
تحت هذه القيادة الرشيدة، ووسط شعب عميق الانتماء، نجد في كل زاوية من هذا الوطن جندياً مجهولاً، يُخفي وراء تواضعه إخلاصاً نادراً لوطنه، يخشى الله في عمله ويكرس وقته لخدمة الآخرين دون انتظار مقابل.
هذا الجندي المجهول لا يسعى للظهور، ولا يلهث وراء المصالح الشخصية أو الأضواء الكاذبة، بل يؤدي واجبه بإتقان وإخلاص، ممثلاً القدوة الحقيقية لمن يبحث عن نموذج يُحتذى به.
وعلى النقيض من ذلك، نجد من يحاول فرض نفسه كنموذج عبر إنجازات مصطنعة وإعلام موجه، هؤلاء قد حصلوا على أكثر بكثير مما قدموا، وامتلأوا غروراً وظنوا أنهم بلا مثيل. هؤلاء استغلوا الفرص التي صادفتهم أو ركبوا موجات خدمتهم الظروف فيها، ليصلوا للواجهة، لا سعياً لخدمة المجتمع بل بحثاً عن وجاهة اجتماعية وزائفة، حيث التف حولهم من لا يفرقون بين الجوهر والمظهر، لتعلو التصفيقات الجوفاء.
إن القيمة الحقيقية في المجتمعات لا تُقاس بالأضواء والشعارات، بل بما يبذله الأفراد من صدق وإخلاص وعمل دؤوب بعيداً عن الأضواء. المقياس هو ما يحققونه من نتائج ملموسة وأثر مستدام على المجتمع وأفراده. فالفرد الذي يلتزم بأداء واجبه بوعي وانتماء صادق، هو الذي يُساهم في بناء مستقبل هذا الوطن، لتبقى الأردن دائماً في الطليعة رغم كل التحديات.
بارك الله في هذا الوطن وجعلنا دائماً عند حسن الظن به، شعباً وجيشاً وقيادة.