1861e1e0-1054-11ef-bee9-6125e244a4cd

قال مسؤولون بوزارة الصحة في قطاع غزة، إن إسرائيل أرسلت دبابات إلى شرق جباليا في ساعة مبكرة من صباح الأحد، بعد ليلة من القصف الجوي والبري العنيف، ما أسفر عن مقتل 19 شخصا وإصابة عشرات آخرين.

وفي وقت متأخر من يوم السبت، قال الجيش الإسرائيلي إن القوات العاملة في جباليا تمنع حماس، التي تسيطر على غزة، من إعادة إنشاء قدراتها العسكرية هناك.

وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، الأدميرال دانييل هاغاري، خلال مؤتمر صحفي “لقد حددنا في الأسابيع الماضية محاولات قامت بها حماس لإعادة تأهيل قدراتها العسكرية في جباليا. ونحن نعمل هناك للقضاء على تلك المحاولات”.

وقال هاغاري أيضا إن القوات الإسرائيلية العاملة في منطقة الزيتون بمدينة غزة قتلت حوالي 30 مسلحا فلسطينيا.

كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس قالت صباح الأحد إنها تخوض اشتباكات ضارية مع القوات الإسرائيلية في محور التقدم شرق مخيم جباليا، شمالي قطاع غزة.

فيما أكدت وزارة الصحة في القطاع مقتل ما لا يقل عن 35.034 فلسطينيا، وإصابة 78.755 آخرين منذ بداية الحرب الإسرائيلية على غزة، عقب الهجوم غير المسبوق الذي نفذته حركة حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول.

وتُعد جباليا أكبر مخيمات اللاجئين التاريخية الثمانية في غزة، وهي موطن لأكثر من 100 ألف شخص، معظمهم من أبناء الفلسطينيين الذين هُجّروا من البلدات والقرى الفلسطينية، خلال الحرب العربية الإسرائيلية عام 1948 التي أدت إلى قيام دولة إسرائيل.

وقال سعيد (45 عاما) من سكان جباليا: “القصف الجوي والبري لم يتوقف منذ أمس، لقد كانوا يقصفون كل مكان، بما في ذلك المدارس القريبة التي تؤوي الأشخاص الذين فقدوا منازلهم”.

وتواصلت الضربات الإسرائيلية على قطاع غزة، فيما طلب الجيش الإسرائيلي من سكان أحياء إضافية في شرق رفح إخلاءها، رغم تحذيرات دولية من شنّ هجوم شامل على المدينة.

وأعلن الجيش الإسرائيلي أنّ “ما يناهز 300 ألف” شخص نزحوا من الأحياء الشرقية للمدينة المكتظة في جنوب القطاع، منذ أن دخل هذه المنطقة في السادس من أيار/مايو بعد دعوات الى السكان لإخلائها.

وأكدت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، الأحد، نزوح نحو 300 ألف شخص من رفح الأسبوع الماضي.

وأشارت الأونروا في منشور على منصة إكس، إلى أنه “لا يوجد مكان آمن يمكن الذهاب إليه في قطاع غزة”.

ونوهت الأونروا إلى “استمرار التهجير القسري وغير الإنساني للفلسطينيين”.

وأعاد الجيش دباباته إلى الزيتون، إحدى الضواحي الشرقية لمدينة غزة، وكذلك الصبرة، حيث أبلغ السكان أيضًا عن قصف عنيف أدى إلى تدمير العديد من المنازل، بما في ذلك المباني السكنية الشاهقة.

وكان الجيش قد أعلن أنه سيطر على معظم هذه المناطق منذ أشهر.

فيما أعلن الدفاع المدني في غزة الأحد، مقتل طبيبين جراء غارة إسرائيلية على مدينة دير البلح وسط قطاع غزة.

وقال الدفاع المدني في بيان “انتشال جثمان الطبيب محمد نمر قزعاط ونجله الطبيب يوسف جراء غارة اسرائيلية على مدينة دير البلح، وتم نقلهما إلى مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح”.

وأوضح الدفاع المدني أن الطبيبين هما من حي تل الهوا في شمال القطاع، ونزحا الى دير البلح في ظل الحرب بين إسرائيل وحركة حماس.

وجدد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، دعوته العالم “إلى وقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية”.

كما دعا غوتيريش يوم الأحد، إلى “الإفراج غير المشروط عن الرهائن” وزيادة فورية في المساعدات الإنسانية.

وأشار إلى أن الحرب في غزة “تتسبب في معاناة إنسانية مروعة”.

واعتبر غوتيريش أن وقف إطلاق النار “لن يكون سوى طريق العودة من الدمار والصدمة اللذين خلفتهما الحرب”.

وقال أحد سكان شمال غزة، إن الجيش الإسرائيلي ألقى منشورات، ليلة السبت، “تطالب بإخلاء شمال قطاع غزة والانتقال إلى مناطق غرب مدينة غزة”.

وأكد لبي بي سي، أن ليلة السبت” شهدت قصفاً استهدف المنازل”. وسُمعت أصوات قصفٍ خلال حديث الرجل لبي بي سي، الذي أضاف “في كل مرة نستقر في مكان ما، تصدر تعليمات بضرورة مغادرة هذا المكان”.

مُشدداً أن النزوح “لا يقتصر على الأفراد فقط، بل يشمل أيضاً أمتعتنا، ناهيك عن كبار السن مثل والدي، الذي لا تتحمل صحته مثل هذا النزوح المتكرر، أثناء نزوحنا على الطريق تعرضنا للقصف ولكن الحمد لله لم نتعرض لأذى”.

وقالت امرأة من شمال غزة، إن جميع الأماكن التي نزحت إليها بما في ذلك مدارس الإيواء “تعرضت للقصف وأصبحت غير آمنة”، وأضافت “يقولون لنا أن نذهب إلى منطقة آمنة، وعندما نذهب إلى المنطقة التي يزعمون أنها آمنة نجدهم يقصفون المدنيين”.

وأكدت المرأة في حديثها لبي بي سي، على أن “الأطفال يعيشون في رعب وحياتنا أصبحت سلسلة من الخوف والرعب، لقد نزحت ابنتي إلى رفح، وهي أيضاً ليست منطقة آمنة”.

وأشارت إلى أنها “قررت الرحيل”، وتتساءل “لكن لا أعرف إلى أين أذهب؟ لا أعرف إلى أين يجب أن أتوجه؟”.

وأبدى رجل من شمال غزة تصميمه على البقاء، رغم قصف منزله ليل السبت، ورغم المنشورات التي تأمر بالإخلاء.

ويقول الرجل لبي بي سي، “تم قصف المنزل عند الساعة الواحدة ليلاً، وبعد ذلك تم إلقاء منشورات علينا تأمرنا بإخلاء المنازل والبدء بعملية التهجير من كامل المناطق الشمالية. ولكن إلى أين يجب أن نذهب؟ وهذا يعني أنه لم يعد هناك مكان لنا للانتقال إليه”.

ويشير الرجل “تهجرنا من قبل وتعرضنا للقصف، ثم عدنا ووجدنا كل بيوتنا مدمرة. سنبقى صامدين في بيوتنا ولن نُهجر. الناس يهربون من الخوف والأطفال يصرخون ويبكون في الشوارع والجميع خائف”. ويؤكد “لكن بشكل عام لن نغادر حتى لو قصفوا المنزل مرة أخرى”.

تحذيرات من نفاد الغذاء في غزة

وفي هذه الأثناء، قالت منظمات إنسانية تابعة للأمم المتحدة إن الطعام سينفد من جنوب غزة السبت بعيد إغلاق معبري رفح وكرم أبو سالم الحدودي.

من جانبها حذرت حركة حماس في بيان لها من استمرار سيطرة الجيش الإسرائيلي على معبر رفح، وإغلاقه لليوم الخامس على التوالي، “والذي تسبب بتعطيل وصول المساعدات الإنسانية والطبية” لسكان قطاع غزة.

وقالت الحركة إن ذلك “ينذر بكارثة إنسانية وتفاقم لحالة المجاعة في كافة أنحاء القطاع المحاصر”، متهمة الجيش الإسرائيلي بتنفيذ” جريمة الإبادة وحرب التجويع والتطهير العرقي”، وحملت إياه المسؤولية.

About The Author

شارك الخبر