سبق الإخباري – في عصرنا الحالي لم يعد التلوث مجرد مصطلح يُستخدم لوصف تغيرات بيئية طفيفة.. بل أصبح واقعاً يؤثر بشكل مباشر على حياتنا اليومية.. وصحتنا العامة.. فالتلوث.. سواء كان في الهواء الذي نتنفسه.. أو في المياه التي نشربها.. أو حتى في التربة التي نزرع فيها غذاءنا.. يشكل تهديداً مستمراً ومتزايداً على صحتنا وبيئتنا..
ومع ذلك.. هناك أشكال أخرى من التلوث قد لا تكون مرئية بالعين المجردة.. أو ملموسة بشكل تقليدي.. لكنها تؤثر بشكل لا يقل خطورة.. فنحن نواجه اليوم التلوث السمعي والبصري في طرقاتنا.. وفي ما نسمعه ونشاهده عبر وسائل التواصل الاجتماعي.. وبعض المواقع الإعلامية.. مما يخلق بيئة مشوشة ومليئة بالضغوط النفسية..
في ضوء هذا التحدي الشامل.. تُثار مجموعة من التساؤلات التي من شأنها تحفيز الحوار.. وتوسيع دائرة النقاش..
- ما مدى تاثير التلوث في الهواء على الصحة بشكل عام؟!..
- ما العلاقة بين تلوث المياه وانتشار الأمراض المزمنة؟!..
- كيف ينعكس تلوث التربة والمياه على الزراعة والأمن الغذائي؟!..
- هل للتلوث السمعي.. الناتج عن الضوضاء المفرطة.. أو المحتوى الصاخب عبر وسائل الإعلام.. تأثير على الصحة النفسية وجودة الحياة؟!..
- كيف يمكن للتلوث البصري.. سواء من خلال البناء العشوائي أو الإعلانات المفرطة في الطرقات.. وعبر الوسائل الاعلامية المختلفة.. أن يؤثر على شعورنا بالراحة والهدوء؟!..
- ما هو دور الأفراد والمجتمعات في تقليل هذا التلوث والحد من تأثيراته السلبية؟!..
- وهل يمكن للتقنيات الحديثة أن تقدم حلولاً فعالة للحد من التلوث وتحسين جودة المعيشة بشكل عام؟!..
البروفيسور نجيب أبو كركي.. رئيس جامعة الحسين بن طلال سابقا.. وأستاذ الجيولوجيا وعلم الزلازل في الجامعة الأردنية.. قال في مداخلته..
التلوث بكافة اشكاله ومركباته هو مشكلة العصر في كل العالم ولأن بعض نتائجه السلبية تظهر تدريجيا و على فترات قد تكون طويلة لا تثير كارثية مشكلة التلوث الاهتمام الذي يتناسب مع ابعاد المشكلة وبعجالة سألخص اهم المحاور التلوث بالمنتجات البلاستيكية غزا البر والبحر والجو وفي النهاية نراه يقتحم سلاسل الغذاء لكل الكائنات الحية وربما وصلنا لاوضاع تكاد تفوق بها كميات البلاستيك في البحار كتلة الاسماك مواد غير قابلة للتحلل الحيوي تتحول لجزيئات قد تكون متناهية في الصغر وتنتشر في كل مكان خارج وداخل اجسام الكائنات الحية وتعتبر كيماوياتها من المؤثرات على العمليات العصبية ومنتجات الغدد الصماء ذات تأثيرات لا تقلل عشوائيتها من خطورتها. قبل اكثر من ربع قرن اجريت في الجامعة الاردنية دراسة لمدى تواجد المتبقيات البلاستيكية في حليب الامهات والنتيجة ان تلك المتبقيات كانت موجودة. الدراسة اجريت بقيادة الاستاذ الدكتور محمود علاوي وفريقه من قسم الكيمياء بكلية العلوم. جانب أراه مقلقا هو انتشار واسع في الغذاء لمواد تجمع الدراسات على احتمالات عالية لضررها لنتتبع مثلا بعض الزيوت النباتية ولندقق في محتويات ومواد كل غذاء مصنع بدأت اراها تدخل ضمن مكونات خبز من حيث المبدأ يروج له بأنه صحي رغم ارتباط الاسم بالنخيل لندقق! جانب آخر: التلوث الاشعاعي الذي وجد الانسان طريقة لفرضه منضبا وغير منضب عبر الحروب و الصناعة مصدر قلق بالغ. مصدر آخر مقلق هو الاسبست في الابنية القديمة كمثال على مواد تستخدم على نطاق واسع قبل اكتشاف جوانبها السلبية وغبارها كمسببات مؤكدة لسرطان الرئة. اكتفي بهذا القدر. ومطلوب ان نعقل ونتوكل وبأمان الله وحفظه.
الدكتور مهند النسور.. شرح الامر من خلال ممارسته الطبية.. كما يلي..
اسعد الله اوقاتكم
ان موضوع التلوث التقليدي وغير التقليدي يعد قضية حيوية تؤثر بشكل مباشر على صحة الإنسان وبيئته، و هذا الموضوع يحظى بأهمية متزايدة في ظل تفاقم مشكلات التلوث وتأثيرها السلبي المتعدد الأبعاد على الحياة اليومية، ومن خلال هذه الجلسة الحوارية التي نجحت في إثارة تساؤلات هامة حول أشكال التلوث المختلفة مثل تلوث الهواء والماء والتربة، وكذلك التلوث السمعي والبصري، التي بدورها فتحت الباب على مصراعيه أمام نقاش شامل ومستفيض، وافضت إلى تقديم حلول مقترحة أو توجيهات واضحة، نحو طرح المشكلات و الإشارة إلى سبل مواجهتها، بالإضافة إلى ذلك، عزز النقاش من خلال توضيح دور السياسات الحكومية والمجتمعات في مكافحة التلوث، وتقديم أمثلة واقعية على تأثيرات التلوث والحلول الممكنة، و تعزيز هذه الجوانب، للوصول الى الشمولية نحو نتائج ملموسة ومستدامة تعزز الوعي بأهمية العمل الجماعي لمواجهة هذه التحديات البيئية والصحية،إلى جانب أشكال التلوث التقليدية وغير التقليدية، يعد تلوث الطعام من القضايا البيئية والصحية البالغة الأهمية، اذ ان تلوث الطعام يحدث نتيجة تعرض الأغذية للمواد الكيميائية الضارة، والمبيدات الحشرية، والمعادن الثقيلة، والملوثات البيولوجية مثل البكتيريا والفيروسات، و يمكن أن ينجم هذا التلوث عن عمليات الزراعة غير الآمنة، أو سوء التخزين والنقل، أو الإضافات الكيميائية المستخدمة في الأغذية المصنعة، وللتلوث الغذائي تأثيرات خطيرة على صحة الإنسان، حيث يمكن أن يؤدي إلى التسمم الغذائي، وانتشار الأمراض المعدية، وزيادة احتمالية الإصابة بأمراض مزمنة مثل السرطان وأمراض القلب، بالإضافة إلى ذلك، يجب النظر في التفاعلات الدوائية مع الغذاء والتي يمكن أن تؤثر على فعالية الأدوية وسلامتها، فعلى سبيل المثال، يمكن لبعض الأغذية أن تقلل من امتصاص الدواء أو تزيد من تأثيراته الجانبية، أما بالنسبة للتفاعلات الدوائية مع الأدوية الأخرى، فهي تمثل تحديًا آخر حيث يمكن أن تحدث آثار غير مرغوب فيها عندما يتم تناول أكثر من دواء في نفس الوقت، و يمكن أن تؤدي هذه التفاعلات إلى تغيير في فعالية الأدوية، أو زيادة خطر الآثار الجانبية، أو تقليل فاعلية العلاج، لذلك، من الضروري التوعية بأهمية استشارة الأطباء أو الصيادلة بشأن التداخلات الدوائية والتفاعلات المحتملة مع الغذاء، ومن خلال تعزيز الوعي حول تلوث الطعام والتفاعلات الدوائية، يمكننا المساهمة في تحسين الصحة العامة وتقليل مخاطر التلوث الغذائي، و يتطلب ذلك العمل المشترك بين الحكومات، والمجتمعات، والجهات الصحية لتبني سياسات فعالة وممارسات مستدامة تضمن سلامة الغذاء والاستخدام الآمن للأدوية.
فيما ركز اللواء الركن المتقاعد هلال الخوالدة.. على التلوث الفكري.. حيث قال..
مساء الخير الذوات الكرام. اكثر ما يقلق في هذه الايام هو التلوث الفكري ونشر معلومات بكميات كبيرة ومتنوعه وبوسائل مختلفه وغير دقيقه او نسبة صحتها قليلة اضافه انها يتم نشرها لخدمة من ينشرها ونشر افكار مختلفة وتخريب المبادئ والقيم والمرتكزات الدينية والاجتماعية حيث تعددت وسائل التنشئة الاجتماعية في ظل تراجع دور الاسرة الذي يجعل من الابناء صيدا ثمينا لكل او معظم الافكار التي تنشر. وزاد تعقيد هذا التلوث سهولة الوصول لها وبتكلفة تكاد تكون لا شيء مما يجعل سيادة الدول تتلاشى امام هذا التلوث الفكري والذي بدوره يؤثر على تماسك المجتمعات والتأثير على اللحمة الوطنية وبالتالي الامن الوطني الشامل وهذا يتطلب لمواجهته بناء استراتيجية وطنية شاملة لتفعيل كافة وسائل التنشئة الاجتماعية وبالأخص المدرسة والجامعه والخطاب الديني والإعلامي لتقوية المرتكزات التي تحافظ على الفكر من التلوث
حفظكم الله ورعاكم
السيد عمر الشيشان.. اختصر حديثه بالآتي..
السادة الكرام بعد التحية الطيبة…أما بعد …
كان الحديث عن التلوث التقليدي قبل عقود حين كان التلوث مقرونا بالماء و الهواء مقبولا و قابلا للحديث و النقاش اما ما نحن في بهذا الزمن فلم نكن نتوقع من صنوف التلوث.
قبل عقدين او اكثر ظهر فلم وثائقي يقوم بمسح منطقة البحر الميت عن طريق الأقمار الصناعية فظهرت بعض البقع الضوئية
بالمسح و قام الباحثون بإنزال غواصة خاصة بالبحر الميت و اسمها دلتا٢ للكشف عن هذه البقع فكانت المفاجأة انها صناديق تحمل رمز خطر الإشعاع النووي و قد رميت بالبحر حيث أن كلفة التخلص من النفايات النووية بالدول الصناعية الكبرى تتعدى مئات الملايين بينما كان الأمر ببساطة ان يتم رميها بالبحر دونما اية مسؤولية صحية او بيئة .
بالوقت الحالي تشكل نفايات بطاريات السيارات الكهربائية تحديات بيئيا كبيرا لدى دول العالم.
النقاشات حول الأثر البيئي يحمل هما كبيرا لدى الحكومات في دول العالم اما عندنا فإن وزارة البيئة استحدثت لتحصيل اثمان بيع حصة الاردن من الكربون للدول الصناعية .
ان النظرة السوداوية التي اسطرها من خلال هذه المداخلة لا يمكن أن تتغير حتى أرى تغيرا جذريا بالتعامل مع المواطن على انه جاهل فنحن اليوم كمواطنين أصبح لدينا وعيا كبيرا حتى أن بقيت الحكومات الغبية المتعاقبة تتعامل معنا كأغبياء.
الدكتور محمد بزبز الحياري.. شرح الامر كما يلي..
اي تقدم او اكتشاف علمي وتكنولوجي في الغالب يكون هدفه نبيل وسامي لتسهيل حياة الانسان من زاوية ما، كالادوية( مثلا )،فقد تم تطويرها للسيطرة على خلل ما حدث بالجسم و بالتالي علاجه، لكن واثناء عمل وانشغال هذا الدواء بالجسم لعلاج هذا الخلل يكون قد احدث خلل من نوع آخر بالجسم وهذا ما يسمى بالآثار الجانبية للدواء( side effect ), وتكون مهمة علماء الادوية هنا هي تعظيم المهمة الرئيسية للدواء الا وهي علاج الخلل برفع كفائته لاقصى درجة ممكنة، ثم تقليل الآثار الجانبية له قدر الامكان عن طريق الاستمرار بالابحاث والتجارب للسيطرة على هذه الآثار.
هذا ما كان مع الادوية، وهذا ما سيكون مع اي اكتشاف علمي وتكنولوجي( وسيبقى) ، فكل اكتشاف علمي قد سهل الحياة للبشر من زاوية ما، نراه قد أحدث خللا من نوع آخر، فمن المستحيل ان يكون لاي اختراع فوائد فقط دون آثار جانبية وتتراوح هذه الآثار بين اختراع وآخر بشكل نسبي . فكما قبلنا بفوائد هذا الاختراع واستمتعنا به يجب ان نقبل بآثاره الجانبية كتحصيل حاصل، تبقى مسألة قدرة الانسان على التعامل مع هذا الاختراع كوحدة متكاملة ،فوائده وآثاره الجانبية سواء بسواء ،تعظيم الفوائد والتقليل والسيطرة على الآثار الجانبية تماما كالادوية.
من ناحية نظرية بحته، بالامكان السيطرة و القضاء على الآثار الجانبية لأي دواء مئة بالمئة، وبدون اي جهد ولا اي ابحاث وتجارب، وذلك بايقاف استعمال هذا الدواء ، ايضا بالامكان وقف حوادث السير مئة بالمئة وذلك بايقاف حركة السير كليا، وينسحب هذا الحل على اي اختراع آخر، لكننا قلنا من البداية ان هذا الحل نظري بحت ولا يمكننا من ناحية عملية وبأي حال من الاحوال الاستغناء عن الادوية والسير على الطرقات لمجرد وقف آثارها الجانبية.
وبعد
ان مسألة التعامل مع الآثار( الاخطار ) الجانبية المتآتية والمصاحبة لأي اختراع او تقدم تكنولوجي واحتوائها او على الاقل تقليلها لاقصى مدى يعتمد على عدة امور منها :
_ مدى الوعي المجتمعي للتعامل مع فوائد التقدم الذي حصل في جانب ما والابتعاد عن سلبياته وآثاره الضارة وهذا ايضا يعتمد على الانظمة التعليمية والثقافة السائدة بشكل عام.
_ قدرة المؤسسات التعليمية ومؤسسات البحث العلمي المختصة على تطوير ابحاثها وتجاربها في هذا السياق.
_ قدرة الحكومات على سن تشريعات ناظمة ومنتجة سلوكيا لضبط هذه الامور وان تكون هذه التشريعات متوازنة مابين معالجة هذه الامور وعدم التقييد على حريات المواطنين قدر الامكان.
_ تكثيف الجهود الاممية والدولية وتوحيدها المعنية بحل مثل هذه المشاكل.
ملاحظة:
قضية التلوث بكافة اشكالها ومسمياتها هي برايي امثلة على ما سبق وفي نفس السياق
فيما شرح الدكتور خالد الجايح.. الموضوع من خلال خلفيته الطبية.. كما يلي..
التلوث كما ذكرتم، متعدد الوجوه؛ الهواء، الماء، الغذاء، الضوضاء، والتلوث البصري..، ولكن هناك انواعا اخرى من التلوث لا يتطرق لها الناس ولا حتى الباحثون، ومنها التلوث المجتمعي، والتلوث الفكري، والتلوث العقلي، والتلوث العقائدي والايماني.
وافهم التلوث أنه الشيء ( او الأشياء ) الذي يخرج عن طبيعته او الشيء الذي يؤثر على الإنسان سلبا.
واصنفها إلى نوعين:
-الأشياء التي تؤثر سلبا عضويا واطلق عليها ( التلوث الجسدي ).
-والتي تؤثر سلبا على نفسية الإنسان وأسميها ( التلوث النفسي ).
ومما عرضت عليكم من كتابي الذي شبه انهيته ( الخوف والقلق والأمن والسكينة في القرآن الكريم )، فقد وجدت ان القرآن الكريم ( يعني الله) قد عالج هذه الأنواع من التلوث، بطريقة رائعة.
أولا. التلوث الجسدي؛
ويصدر عن ما ذكرتم من هواء وماء وغذاء و..، ولكن من خلال بحثي وجدت ان اخطرها هو التلوث العضوي الناتج عن الغذاء. ذلك أن الله خلق اجسامنا قادرة على التخلص شبه الكامل من الملوثات العضوية التي نتعرض لها، ضمن حدود مقبولة، ما عدا التلوث الغذائي، حيث له انعكاسات عضوية ونفسية.
فالتلوث الهوائي مثلا، من دخان السيارت والمصانع وغيرها تتخلص منه اجسامنا وتتعافى تقريبا بالكامل، ولكن إن أضفت اليه الأشعة النووية او عادة التدخين، تكون قد خرجت عن الحدود المقبولة فتنتج عنه بعض الأمراض العضوية. وهكذا مع باقي الملوثات.
اما التلوث الغذائي فإن دخوله في عمليات الأيض وتكوين خلايا وانسجة اجسامنا فإن تغلغله هذا يجعل تأثيره أعمق وأطول وليس فقط عضويا بل ونفسيا أيضا. وقد استخلصت ذلك من قوله تعالى:
( وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ ۖ وَالَّذِي خَبُثَ لَا يَخْرُجُ إِلَّا نَكِدًا ۚ كَذَٰلِكَ نُصَرِّفُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَشْكُرُونَ (58)- الأعراف.
ففي المقطع الأول من الآية ذكر ( البلد الطيب)، و (نباته)، وهنا الحديث عن التأثير العضوي للغذاء. اما في المقطع الثاني فقد ذكر ( والذي خبث ) مع (نكدا). فأما خبث فتتناول التأثير العضوي والنفسي للغذاء، و (نكدا ) تتجه نحو الجانب النفسي فقط. وحتى لا أطيل الشرح اقول:
-البلد الطيب يعني بترابه وأهله الملتزمين منهج ربهم، يخرج نباته بإذن ربه، يعني بعناية ربه وتبريكاته، فيخرج طيبا وينعكس بآثار طيبة على كل من يتغذى عليه من الإنسان والحيوان، فتكون أيضا لحومه طيبة. فلا يكون له تأثير سلبي على صحة الإنسان، ولولا وجود عوامل اخرى للمرض مثل الجراثيم والحوادث، لما كان هناك أمراض في ذلك المجتمع.
-اما البلد الذي خبث بأهله من معاصيهم وبعدهم عن منهج الله ربهم، فإن نباته يكون غير مبارك من الله، فينعكس بتأثرات سلبية على صحة الإنسان والحيوان العضويةوالنفسية، وهنا ينتج بسببه بعض الأمراض العضويةوالنفسية؛
أ. أما العضوية فتبدا من الأمراض البسيطة الى الخبيثة والسرطانية. ولهذا تكثر هذه الأمراض في زماننا المعاصر. وهنا نتوقف مع حديث الرسول صلى الله عليه وسلم (لم تظهر الفاحشة في قوم قط حتى يعلنوا بها، إلا فشا فيهم الطاعون، والأوجاع التي لم تكن مضت في أسلافهم الذين مضوا).
ب. وأما النفسية، فناخذها من قوله تعالى: (نكدا ). فهي تؤدي إلى نكد الإنسان والمجتمع، وانتشار الكآبة والأحزان وسرعة الغضب ..، وغيرها فيه.
والآن لنبدأ بالتحليل والعلاج؛
نعيش اليوم في كرة أرضية خبيثة، ولكن يجب أن نستثني المسجد الأقصى وما حوله الذي يشمل ( في فهمي ) بلاد الشام، وكذلك مكة المكرمة، والمدينة المنورة. فهذه البلدان الثلاثة لا يمكن الا ان نقول عنها طيبة. اما باقي بقاع الأرض فتتراوح درجة خبثها بمقدار انتشار المعاصي والفواحش، وبمقدار الإعلان عن تلك الفواحش وشرعنتها وتقنينها في الدستور.
نحن في كل بقاع الأرض نأكل من شتى بقاع الأرض، فكيف ننجوا بأنفسنا من ذلك الخبث ومضاعفاته العضويةوالنفسية؟
لا يستطيع احد ان لا يأكل إلا من تفاح الشام وعنب الخليل وتمر المدينة، فالناس يسافرون والدول تستورد من كل شيء.
فالحل الذي قد يعالج لدرجة كبيرة خبث تلك الأغذية هو ب ذكر اسم الله عليها. فلا تأكل او تشرب شيئا إلا أن تسمي الله عليه.
واجد ذلك في قوله تعالى:
( وَلَا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ …(121)- الأنعام.
وطبعا يستعمل القرآن الضمائر احيانا لتشمل أكثر من معنى، فقوله ( وانه لفسق ) يعني العمل نفسه فسق، وتحتمل أيضا ان الطعام نفسه فسق. فيكون الطعام فسقا اذا كان خبيثا فينعكس نفسيا على آكله بالفسق، فتسهل عليه المعاصي والفسوق.
فلا تنسوا ( بسم الله ) عند كل طعام وكل شراب.
*ثانيا. التلوث النفسي؛ وهو أطول موضوعا من التلوث العضوي. ومن أشكاله وأسبابه:
*-التلوث العقدي والايماني*، وأسوأ ما فيه الشرك بالله.
*-التلوث العقلي*؛ عندما يسجن الإنسان نفسه ويقيدها بأمور ان حصلت تنكد عليه، وأمور ان لم تحصل يتنكد ويكتئب ويحزن، فيبقى دائما جاهزا للحزن والنكد والألم.
*-التلوث الفكري*؛ وهي ان يحشر الإنسان نفسه بأفكار لا ترقى لدرجة النظرية ويتعامل معها انها حقائق دامغة. ( أفكار سياسية – تحليلات، ومؤامرات..، أفكار علمية – نظريةالتطور- ، …).
*-التلوث المجتمعي*؛ وتبني العادات والتقاليد فوق الشرع وفوق الحق وفوق الحقيقة.
والبحث في هذه التلوثات التي تنعكس سلبا بقوة على نفسية الإنسان، وكذلك علاجها، يحتاج إلى شرح يطول. ولكن باختصار وعلى رأسها؛ إلجأ إلى القرآن بتدبر.
السيد علي القطاونه.. تحدث في الموضوع بهذا الشكل..
للتلوث انواع ، تلوث الهواء، تلوث الماء، تلوث التربه، تلوث البيئة بمستويات متعددة، تلوث الافكار و التفكير، تلوث العقول، تلوث التعامل، تلوث اللسان، تلوث السلوك،
التلوث هو كل ما يؤثر على سمه طبيعيه معتدلة وجدت لتخدم الانسان و الحيوان و البيئة المحيطه بهما بالشكل الانسب للتناغم المعيشي و السلوكي بشكل ممكن اعتباره تضامن لاجل التعامل و البقاء ليكمل كل منهم الاخر بالشكل الطبيعي الذي طبعت عليه الخليقة على الارض و ما يخدمها على سطحها و جوفها و خارجها في محيطها.
لا حظنا في القرنين الاخيرين تلوثا بيىئيا و سلوكيا و اخلاقيا… قادها الانسان و العوامل الطبيعيه منها ما تغيرت بسبب الانسان و منها ماهي طبيعتها منذ خلق الارض و صارت سكنا، فما عرفت الدراسات تلوثا بيئا اكبر مما عملته الحروب و صناعة الاسلحة و التفجيرات و التجارب النوويه و غيرها في هذين القرنين فاصبح الهواء ملوث و الطعام ملوث بما يضاف له من ما يسمى محسنات ( محطمات و ملوثات) ناهيكم عن تلوث البحار و الانهر و المحيطات و اثرها على الحياة المائيه من هلاك و من امراض و من تغير في طبيعتها و في النهاية اثرها على الانسان و على البيئة و على جفاف الانهر و ظهور المستنقعات و ما قد تحمله من مكارم و امراض تؤذي البشر و الحيوانات على الارض اضافه للتاثير في ارتفاع درجات الحراره و الجفاف….
لنعود الى اثر الانسان و هو الاهم و هو الذي يؤثر و يتاثر من جراء هذا التلوث و هذا لا يعني عدم تاثر باقي النظام لكن اي تاثر او تغيير في النظام يؤثر على حياة الانسان ماديا و معنويا و صحيا و تعايشٱ مع المنظومة بشكل عام.
و اركز هنا على التلوث الاخلاقي في القول و العمل و السلوك و التعامل، ليبدأ التلوث في التعامل و السلوك في المجتمع بدايه من الكذب و هو داء لذا نهت عنه كافة الرسالات السماوية لما فيه من خطر على المجتمع و منه يبدأ التلوث الاخلاقي على كافة اشكاله كالخيانة ، و التزوير و بث روح عدم الثقة و هنا تبدأ الطامه في المجتمع و يلتبس على الانسان مكان الصدق من الكذب و تفقد الثقه بين افراد المجتمع و ينقاد المجتمع خلف ما تسمى بالإشاعات حيث اخترع للكذب تسمية اخرى لبشاعة الاصل و هنا يفقد المجتمع الثقه بما يقال او يفعل خشية ان يكون كذبا و ما لك الا ان تتعامل مع هذا الامر الملوث لطبيعة الانسان و هي الصدق بكل ما يمكن من الحذر في الاتباع او النقل.
هذه الايام و بالتحديد مع تزامنها مع الدعايات الانتخابيه و الوعود من قبل المرشحين للناخبين و بالعكس و الاثر البيئي، يحضرني هنا تلوث مدننا و قرانا بالشعارات و اليافطات و الملصقات على الجدران و اعمده الكهرباء و التي حتى لن يقوم المرشحين بازالتها و تنظيف ما احدثت من تلوث و بشاعه و غالبيتها بشكل عشوائي ناهيك عن تلوث الافكار و العقول بالقول و الوعود الزائفه و التملق من الطرفين ناخب و مرشح و هنا لا اعمم لكن هذا الثلوث البيئيي و ان قل فهو تلوث اخلاقي يمس في نتيجته النهائيه المجتمع برمته.
و لمكافحة انواع التلوث الاخلاقي على المنظومة التربويه و التعليميه ان تنمي روح الثقة في عقول و قلوب الاجيال القادمة و فضح الملوثين و عمل البرامج التثقيفية في جميع وسائل التواصل و القنوات المسموعة و المرئية.
و يكفينا قدوة سيد البشرية و هو يقول ( ما بعثت الا لأتمم مكارم الاخلاق) .
السيد محمود ملكاوي.. قال في مداخلته..
(أضرار تلوث الهواء على الإنسان والحيوان)
-يُعدُّ تلوث الهواء من أخطر التحديات البيئية التي تواجه العالم في الوقت الحالي ، وينشأ هذا التلوث نتيجةً للأنشطة الصناعية وحرق الوقود الأحفوري وغيرها من مصادر الطاقة ، وفيما يلي نعرض بعض أضرارها:-
-أمراض الجهاز التنفسي مثل الربو والتهاب الشعب الهوائية إذْ انَّ الجسيمات الدقيقة في الهواء قد تختراق الجهاز التنفسي وتهيج الأغشية المخاطية ، مما يؤدي إلى زيادة في حدوث الأمراض التنفسية
-أمراض القلب والأوعية الدموية: تؤثر ملوثات الهواء على القلب مما يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتات الدماغية.
-زيادة في معدل الوفيات:إذ أظهرت بعض الدراسات أن تلوث الهواء يرتبط بزيادة في معدلات الوفاة المبكرة.
-تأثيرات على النمو والتطور: فقد يؤثر تلوث الهواء أيضًا على النمو والتطور البدني والعقلي للأطفال.
-تلوث الهواء بالمعادن الثقيلة مثل الرصاص والزئبق يمكن أن يتسرب إلى التربة عندما يتم تساقطها مع الأمطار أو تتراكم على سطح الأوراق ، وهذه المعادن يمكن أْنْ تتراكم في أجزاء مختلفة من النبات ، مما يسبب تسممًا للنبات ويعيق نموه.
-لذا يتطلب الأمر تبنّي استراتيجيات فعّالة للتَّحكم في مصادر التلوث وتعزيز الوعي بأهمية الحفاظ على جودة الهواء.
-تتسبب ملوثات الهواء في التساقط البيئي ، حيث تنقل الجسيمات الضارة من الهواء إلى المياه والتربة مما يؤدي إلى تلوث المصادر المائية والتربة ، وهذا يٌؤثر على الحياة البريّة والأنظمة البيئية ، مما يؤدي إلى انقراض بعض الأنواع النباتية والحيوانية ، وتقليل إنتاجها وتشويه النظم البيئية بشكلٍ عام.
-وهناك تلوث آخر غير التقليدي ، يتمثل في التلوث البصري والسمعي
-ويقصد بالتلوث البصري :- كل تشويه في المظهر العام للشوارع والميادين والمباني والحدائق العامة ، وهو ما يجعل العين تشمئز وتنفر إذا وقعت عليه ، لأنه مخالف للطبيعة ومؤذٍ للعين.
-تتعدد أسباب التلوث البصري كسوء التخطيط العمراني للمدن ، ورداءة تصاميمها الفنية ، والتفاوت الكبير في الطبقات الإجتماعية ، كما يلعب التقدم الاقتصادي دوراً كبيراً وفعالاً في نشوء أو إختفاء هذه الظاهرة السلبية.
-ففي بعض الدول النامية تتسبب فوضى الاقتصاد الضعيف والمشتت ، وقلة الوعي العام والخاص بسيطرته على صورة العاصمة والمدن الكبرى ، بحيث تصبح المناظر البشعة أمراً طبيعياً ومألوفاً للعين البشرية! ليرافقها تخلي الإنسان عن المعايير الجمالية!.
-من الآثار السلبية لظاهرة التلوث البصري ظهور مشكلات عقلية تتمثل في قلة النوم الناتجة من فائض الأضواء في البيئة المحلية.
-خفض جودة الحياة وانعدام الراحة فيها بسبب التلوث البصري في البيئة المحيطة.
-الإصابة بمشكلات صحية ناتجة من التوتر الذي يمكن أن يتسبب في النوبات القلبية.
-الصعوبة في التفكير والتأثير في الصحة النفسية وإرهاق العين
-انخفاض أسعار العقارات في المناطق التي تعاني من هذا النوع من التلوث ، حيث يرتبط ذلك في نوعية الحياة في مثل هذه المناطق.
-كثرة وقوع الحوادث المرورية نتيجةً لتشتّت انتباه السائقين أثناء القيادة.
-تتعدد أشكال التلوث البصري ومنها :- اللوحات الإعلانية ، الحركة الجوية ، أعمدة الكهرباء السلكية ، الأحياء السكنية العشوائية غير المنظمة ، تنوع أعمدة الإنارة وعدم تناسقها أو ارتفاعها الشاهق عن الأرض ، السيارات القديمة أو المحطّمة على جوانب الطرقات ، أطباق الأقمار الصناعية، مكبات القمامة أو تناثرها ، المباني المتهالكة ، شبكات توزيع الكهرباء ، كثرة اللافتات المرورية ، وكثرة اللوحات الإعلانية / (كما هو حاصل الآن في لوحات المرشحين للمجلس النيابي العشرين ) ، التلوث الضوئي الناتج من الأضواء الزائدة ، الضباب الدخاني ، والتلوث البلاستيكي.
فيما كان رأي المستشار الدكتور فيصل تايه.. كما يلي..
اعتقد ان تأثيرات الصناعة التقليدية وغير التقليدية على الصحة العامة والبيئة تختلف من مكان لآخر ومن صناعة إلى أخرى. ولكن بشكل عام تعتبر هذه الصناعات من أبرز مصادر التلوث والتأثير السلبي على الصحة العامة والبيئة، ومن أبرز الأمثلة على ذلك التلوث الهوائي اذ تنتج الصناعات التقليدية كميات كبيرة من الغازات السامة والجسيمات الصغيرة التي تؤثر سلبًا على جودة الهواء، وتتسبب في ظهور أمراض الجهاز التنفسي والعيون ، اضافة الى النفايات السامة الناتجة عن الكثير من الصناعات تفرز مواد ونفايات سامة تسبب تلوثًا في المياه والأراضي وتؤثر سلبًا على الحياة البرية والحياة البحرية اضافة الى المخلفات الصناعية التي تؤدي الى تراكم تلك المخلفات وتؤدي الى تشكيل النفايات المشعة، ويكون لها تأثيرات سلبية على الصحة العامة والبيئة.
وفي هذا القبيل عندما نتحدث بلغة الارقام التي استقيتها من مصادر علمية ، فقد أشارت تقديرات منظمة الصحة العالمية WHO لعام ٢٠١٨، وفقا لتقييم أجرته لأمراض القلب والأوعية الدموية، وأمراض الجهاز التنفسى، إلى أن أكثر من ٩٠% من الوفيات من أصل ٧ ملايين حالة سنوية تقع جراء التعرض للجسيمات الدقيقة فى الهواء الملوث.
وطبقا لتقديرات منظمة الصحة العالمية فإن ٩ من كل ١٠ أشخاص يتنفسون هواء يتجاوز الحدود الإرشادية للمنظمة، كما صنفت إقليم شرق المتوسط من أشد مناطق العالم فى تلوث الهواء خلال الفترة من ٢٠٠٥ إلى ٢٠١٨ ، فما بالكم ونحن في العام ٢٠٢٤ .
اما فيما يتعلق بتأثير الجسيمات الدقيقة العالقة فى الهواء على صحة الإنسان، فقد حددت منظمة الصحة العالمية متوسط تركيز سنوى من تلك الجسيمات بنحو ١٠ ميكروجرام/م٣ من نوع PM2.5، وهى مواد جسيمية صغيرة جدا لا تتجاوز بحجمها 2.5 ميكرو متر، ومنها الأمونيا، الكربون، الرصاص، السلفيت، والنيتريت.
كل ذلك ادى الى تاثير كبير من النواحي الاقتصادية لتلوث الهواء، بسبب التأثيرات السلبية على الصحة وزيادة الإصابة بالأمراض المختلفة وزيادة معدلات الوفاة نتيجة ملوثات الهواء،ما تسبب تداعيات على النظم الصحية فى الدولة وتزيد من العبء على المستشفيات والمراكز الطبية، كما تتراجع إنتاجية العمال نتيجة المرض أو الغياب.
الدكتور المهندس موفق الزعبي.. شرح الموضوع من خلال خبرته العملية كما يلي..
لا شك أن سعي الإنسان إلى المزيد من الرفاهية والراحة والتطور دور كبير في التأثير سلباً على البيئة.
منذ بدء الثورة الصناعية في أوروبا وانتشارها لاحقاً إلى كافة ارجاء العالم اصبحت الحاجة ملحة اكثر لاستخدام وسائل الطاقة الأحفورية واستخدام المعدات الثقيلة اللازمة لتعدين واستخراج ومعالجة الموارد الطبيعية المستخدمة في الصناعة وكذلك تطور وسائل النقل والمعدات المستخدمة في الزراعة.
وللصناعة والتعدين تأثير كبير على البيئة فهي تخلف العديد من الأضرار واهمها تغير المناخ نتيجة انتاج الغازات الدفيئة وفقدان الموارد الطبيعية وثلوث الهواء والمياه والتربة ما اثر على الصحة العامة للبشر وانقراض بعض أنواع الكائنات الحية.
قد يقول قائل أن الطاقة المتجددة يمكن ان تحد من التلوث البيئي، لكن للأسف فإن الطاقة المتجددة يمكن ان تقوم بالتخفيف من الآثار البيئية بنسبة بسيطة لكن لا يمكنها الحد بشكل كامل، فهي بحد ذاتها تعتمد على المواد المستخرجة من باطن الأرض والتي بالتالي لا تغني عن التعدين والذي هو بحد ذاته من اهم وسائل التلوث ان لم يتم ضبطه بشكل دقيق .
السيد ابراهيم ابو حويله.. عنوَن مداخلته “لماذا تغير طعم البرتقال؟!”..
التلوث …
هناك مصطلحات تحمل الكثير من التعابير وتتعلق بالكثير أيضا ، نعم هناك تعريف محدد للتلوث ، ولكن الحقيقة ان هذه الكلمة حمالة أوجه ، نعم التلوث في الهواء والماء والبيئة وهناك تلوث بصري وتلوث سمعي وتلوث فكري وتلوث حضاري وكل واحد من هؤلاء قصة .
ولكني سأتكلم في قضية أخرى تماما ، لماذا تغير طعم المحار ، نعم المحار وليس البرتقال ، المحار ليس منتج وطني ولا علاقة لنا به ، ولكن الحضارة منتج عالمي انساني تستطيع ان تستفيد منه وتوظفه في اي مكان كنت فيه ، وبصرف النظر عمن قام بالفعل أصلا .
ياباني يعشق المحار ، ولكن طعم المحار تغير ، وسأل عن السبب فقيل له ماء البحر تغير ، ولماذا تغير ماء البحر ، لأن البيئة تغيرت ، تلوثت البيئة فأثر ذلك على ماء البحر ، وماذا يصلح البيئة فيصلح معها ماء البحر فيعود طعم المحار كما كان .
نعم هنا هو الحل ، نستطيع التكلم عن المشكلة سنوات بل عشرات السنوات ، ولكن بدون مبادرة او عمل يؤدي في النهاية إلى التغيير فلن يتغير شيء ، نحن ندرك ان لدينا الكثير من المشاكل التي تسبب التلوث ، تصرفات شخصية واخرى اجتماعية واخرى وطنية ، ولكن يبدو اننا جميعا نقوم بنفس ردة الفعل لتغيير الواقع وهو التكلم عن الموضوع ، ومهما تكلمنا عن المشكلة فلن يتغير شيء ، سيبقى طعم المحار كما هو .
للأسف هي منظومة كاملة تقوم على مواطن واعي وتشريع يحافظ على البيئة العامة والخاصة من التلوث وحكومة واعية خلف كل ذلك ، فمن غير المعقول مثلا عدم تسهيل التشريعات التي تحد من استخدام الوقود الأحفوري لأن عليه ضريبة مرتفعة ، او التشديد في ترخيص المركبات العمومية الكهربائية ، وعدم التشديد على المركبات ذات سعة المحرك الكبيرة ، وعدم القيام ببرامج وطنية للتشجير والتوعية وتخصيص جوائز مالية مرتفعة لأي فكرة أو اختراع يساهم في الحد من التلوث ، نعم الحكومة عندما تريد وتسعى وتضع القوانين التي تعاقب وتشجع يتغير المجتمع طوعا او كرها .
نعود لصديقنا الياباني الذي زرع خمسين الف شجرة وبعدها عاد طعم المحار كما كان ، خمسين الف شجرة ما معدله خمسة وعشرين الف ساعة عمل ، حوالي ثلاثة الاف ومائة وخمسة وعشرين يوم عمل ، نعم عاد طعم المحار بعد عمل جاد مجهد .
القانون أو الإنسان أو الإدراك او الوعي أو على الأقل أن مواطن واحد يعشق طعم البرتقال ، نحتاج إلى انسان يعشق طعم البرتقال ولكنه لا يكتفي بالسؤال لماذا تغير طعم البرتقال .
السيد جميل خالد القماز.. قال في مداخلته..
التلوث
عندما نتحدث عن التلوث فهو انواع
ثلوث بيئي سواء لما يعلونا ما بين الغلاف الجوي والارض او التلوث على سطح الارض او جوفه
فكلها تلوث يتعلق بالبيئة
ونتائجها على الصحة العامة للبشرية والزروعات والثروة الحيوانية اما سريعة واما ظهورها يكون متأخر وقد تمتد لاجيال كتلك الاسلحة البيولوجية والجرثومية والكيماوية والنووية وحليفاتها
وهذه لها مختصيها ولكن نتكلم بإطار عام
اما النوع الاخر من التلوث فهو البصري والسمعي اي ما يقع على الحواس
والتلوث البصري ينتج عن كثير من المشاهدات اليومية والتي قد تتعلق بطريقة البناء العشوائية او الاكتظاظ السكاني او طريقة تعامل الناس مع الطريق من ناحية النظافة والقاء القذورات ولكن هذا يهون عن التلوث السمعي الذي ينفرك من البقاء في ذلك المكان لانك ان لم تعتاد على ذلك فانك ستهرب
ومنها اصوات الموسيقى العالية الصاخبة اصوات السيارات اصوات الباعةرالمتجولين والذين يحملون تسجيل موحد وكان الذي يسجل لكل الباعة شخص واحد وصوته منفر لا اعلم اين الرومنسية لجلب الزبائن لا ادري
ومع ذلك تراهم ملتفين حول الباعة وكانه الامر اقل من طبيعي
يقول الله تعالى في صورة لقمان
واقصد في مشيك
واغضض من صوتك
ان انكر الاصوات لصوت الحمير
صدق الله العظيم
وهنا اتسائل
هل اعتاد الشارع على على هذا الكم الكبير من التلوث لدرجة عدم الاكتراث
ام انها قلة حيلة ومكافات شر.
الشيخ عبدالله المناجعه.. شيخ عشائر المناجعه الحويطات.. كانت مداخلته كما يلي..
تلوث البيئات سأتكلم عن
تلوث الهواء
تُعدُّ أغلب ملوثات الهواء غازية وتشمل أول أكسيد الكربون وثاني أكسيد الكبريت وأكسيد النيتروجين التي تنتج من الدُّخَان المتصاعد من عوادم السيارات ومداخن المصانع بالإضافة إلى بعض الشوائب وأبخرة الفلزات الثقيلة كالرصاص حيث تبقى هذه الأدخنة معلقة في الجو لعدة أيام على شكل ضباب دخاني، وآثار هذا التلوث لا تظهر على الإنسان بشكل مباشر لكنها تؤدي على المدى البعيد إلى اضطراب في الجهاز التنفسي والكثير من الأمراض، ثم إن التلوث الهوائي يتسبب في الأيام الماطرة بالأمطار الحمضية وهي ظاهرة ألحقت الأضرار الكثيرة بالثروة الزراعية والحيوانية والسمكية.
وسائل مكافحة تلوث الهواء
استخدام وقود يسبب أقل ضرر للبيئة كالغاز الطبيعي.
تركيب مرشحات لأدخنة المداخن وعوادم السيارات.
استخدام طاقة الشمس وهي طاقة نظيفة لا ينتح عنها ملوثات.
إنشاء المصانع والمعامل خارج المدن مع أخذ الاحتياطات للتقليل قدر الإمكان من كَمّيَّة الملوثات.
العميد المتقاعد محمد الغزو.. قال في مداخلته..
من الواضح أن التلوث الغذائي يمثل تحدياً كبيراً لصحة الإنسان، خاصة في ظل انتشار الأطعمة المصنعة والزيوت المهدرجة والوجبات السريعة والدواجن ذات النمو السريع. هذه العوامل مجتمعة تشكل خطراً يهدد رفاهيتنا ويزيد من معدلات الإصابة بالأمراض المزمنة مثل أمراض القلب والسمنة والسكري.
إضافة إلى ذلك، نجد أن التدخين واستخدام السجائر الإلكترونية بين الشباب، سواء الذكور أو الإناث، يشكلان تهديداً صحياً آخر يتزايد بسرعة. التدخين التقليدي مرتبط بشكل وثيق بالعديد من الأمراض الخطيرة مثل سرطان الرئة وأمراض القلب والشرايين، بينما يبدو أن السجائر الإلكترونية، التي غالباً ما يُنظر إليها على أنها “بديل أقل ضرراً”، ليست خالية من المخاطر. فالأبحاث تشير إلى أن هذه الأجهزة تحتوي على مواد كيميائية قد تكون ضارة، ويمكن أن تؤدي إلى مشاكل في الجهاز التنفسي وتؤثر على تطور الدماغ عند المراهقين.
علاوة على ذلك، يشكل التدخين القسري، حيث يتعرض غير المدخنين للدخان الصادر عن تدخين الآخرين، خطراً كبيراً على الصحة. فالأشخاص المعرضون للتدخين القسري، سواء في المنزل أو في الأماكن العامة، يواجهون زيادة في خطر الإصابة بأمراض القلب، وسرطان الرئة، وأمراض الجهاز التنفسي، حتى لو لم يدخنوا بأنفسهم. الأطفال والنساء الحوامل من بين الفئات الأكثر عرضة للتأثر بالتدخين القسري، مما يجعل من الضروري اتخاذ خطوات لحمايتهم من هذه المخاطر.
إن وعي الأفراد بأهمية التغذية السليمة والاختيارات الغذائية الصحية، والاهتمام بمصادر الأطعمة التي نتناولها، يمكن أن يكون له دور كبير في الحد من التأثيرات السلبية لهذه الملوثات. من خلال الابتعاد عن الأطعمة المصنعة والاعتماد على المنتجات الطازجة والطهي المنزلي، يمكننا تحسين جودة حياتنا والحفاظ على صحتنا وصحة الأجيال القادمة. لذا، يبقى التغيير في نمط الحياة ضرورة ملحة لمواجهة هذا التحدي وحماية صحتنا من المخاطر المرتبطة بالتلوث الغذائي.
العقيد المتقاعد موسى مشاعرة.. قال في مداخلته..
هناك الكثير من انواع التلوث.. منها البيئي بمختلف انواعه الكيماوي والاشعاعي والضوضاء..والسمعي والبصري ..والاعلامي.وغيرها الكثير..وساركز هنا على التلوث الاعلامي..
التلوث الإعلامي
ليس مجال تخصصي ولكن يجب ألاّ يمنعني هذا من تناول المجالات الأخرى التي تتقاطع مع مجال تخصصي العسكري .. أو تؤثر فيه وخاصة الاعلامي .. للتلوث تاثير كبير في مختلف مجالات الحياة والشواهد على ذلك عديدة.
يحاصرنا التلوث البيئي في حياتنا اليومية ويتمثل في تلوث التربة والتلوث الهوائي والتلوث المائي وأزيد عليهم التلوث الإعلامي، وقبل أن أدخل التفاصيل، يحسن أن أذكر أن الإعلام متمثلاً في الخبر والصورة والرأي الحر النزيه والنقد الهادف أمر ضروري في حياتنا ولكني أتحدث عن أشكال ضارة من الإعلام منها إعلام النميمة والفضائح التي تصل الى حد التدخل في الشؤون الخاصة والإعلام الاصفر الضعيف أو الفاقد للمصداقية.
ولن أناقش الشكل الأول، ليس تقليلاً من خطره فربما هو الأشد والأكثر مباشرة ولكن خطره أصبح مكشوفاً ولا يخفى على كل صاحب فطرة سليمة.
ويتصف الإعلام الضعيف أو فاقد المصداقية بما يلي:
المبالغة التي قد تصل إلى حد الكذب أحياناً.
ذكر نصف الحقيقة وحجب النصف الآخر.
تقديم الكسب المادي والشهرة ..على حساب المصلحة العامة.
الابتزاز المكشوف.
تجريح الأشخاص وتشويه المواقف.
وأعرف أن لدى الاخوة الكرام مزيدا من الصور لهذا الوجه القبيح للإعلام ونملك جميعاً أكثر من نموذج موثق لهذه الصور.
ويدهشك أن تعلم أن هناك ميثاق شرف إعلاميا ولكن لا تعرف هل وضع هذا الميثاق للزينة أو أن الالتزام به حكر على الشرفاء من الإعلاميين فقط والذين يحاسبون على ادنى غلطة…
وتأثير هذا الشكل من الإعلام في المجتمع وأفراده وخصوصاً النشء منهم خطير ومدمر فهو يضعف التقيد بالثوابت والالتزام بالقيم ويشجع على الوصولية والانتهازية ويسهم في نشر الإشاعات وتضليل الرأي العام ويدفع بالمتسلقين إلى مواقع لا يستحقونها.
علاوة على ذلك ينعكس ما يبثه هذا الشكل من الإعلام من الأخبار غير الدقيقة والتقارير المبالغ فيها على الحالة النفسية لأفراد المجتمع فيجعلهم يعيشون في قلق وتاتر دائم.
واختتم باقتراح “خاول تجنب التلوث الإعلامي بكل وسائله لمدة أسبوع واحد ولاحظ الفرق في حياتك “.
فيما اختتم الكاتب مهنا نافع.. الحوار بهذه المداخلة.. والتي حملت عنوان “تلوث البيئة والنمط المتتالي التغيير (الموضة)”..
لطالما كان النمط أو الطريقة أو حتى الأسلوب الذي يتسم به ملبسنا واضحا وثابتا لجميع أفراد المجتمع، وقد كان غالبا ما يرافقه أنواع من الأدوات تحددها إما طبيعة المهنة أو الحاجة الآنية لقضاء مستلزمات معيشية محددة، ثبات ووضوح قد يختلف ببعض المناسبات الاجتماعية، ولكنه لم يكن يقبل ذلك التغيير المتتالي الذي نشهده اليوم للغالبية من ملابس أفراد المجتمعات الغربية الذين ابتلوا بمتابعة ما تمليه عليهم دور الأزياء ذات العلامات التجارية ذائعة الصيت والتي قد تصل باستحواذها عليهم لدرجة من الافتتان تقترب من الهوس.
إحدى الإحصاءات بينت أن معدل شراء المواطن في الولايات المتحدة للملابس يقارب السبعون قطعة سنويا، أما في ألمانيا فقد تم قياس استهلاك الفرد من الملابس من خلال الوزن لا العدد والذي قدر بستة وعشرين كيلوغراما سنويا، ليتم ارتداء البعض منها مرة واحدة أو مرتين فقط لا غير، والشيء الأكثر أهمية هي النسبة التي أثبتت أن جزءا من عمليات الشراء كان وما زال مدفوعا نتيجة نوع من الإدمان لا للحاجة الطبيعية، فهذه النسبة تبين أن 40 % من هذه الملابس يتم اقتناؤها ولكن لا يتم ارتداؤها أبدا.
وقد بينت أيضا الدراسات أن صناعة الملابس بالزخم الحالي والذي يقدر بمائة وعشرين مليار قطعة ملابس سنويا مسؤولة عن 10 % من انبعاثات الكربون و 20 % من المياه العادمة و 22.5 % من المبيدات التي لها التأثير السيئ على البيئة والتي تستعمل للحفاظ على جودة الإنتاج لمحاصيل القطن، وكمثال للأثر البيئي لما بعد كل ذلك نذكر ما يحدث بالولايات المتحدة، فوفقا لوكالة حماية البيئة لديهم أن حصة ما ينتج عن المنسوجات ككل يعادل 16 مليون طن من النفايات سنويا، فلك عزيزي القارئ إن تقدر هذه النتائج المدمرة لكوكبنا الأخضر بسبب هذا النهج غير المنضبط للاستهلاك بالعديد من الدول، وبالتالي ليظهر تأثير ذلك الواضح على تسارع التغيير المناخي حديث الساعة، والذي بسببه بدأ هذا النشاط والحراك بالاتساع لمناهضوا ما اصطلح على تسميته (بالموضة المتخصصة بالأزياء السريعة) سواء كان من المؤسسات الرسمية الدولية أو من منظمات المجتمع المدني.
لو توجهنا نحو الصناعات التي تعتمد على اللدائن البلاستيكية والتي يدعي البعض أن ضررها على البيئة أقل بعشرين مرة من الصناعات التي تعتمد على الجلود الطبيعية، فإننا سنجد أن انخفاض السعر للصناعة الأولى سيكون عاملا مساعدا لتحقيق نفس الأثر الضار على البيئة تماما كالصناعة الثانية إذا بقي سلوك الشراء بهذه الطريقة من عدم الانضباط والاعتدال، لذلك كانت القاعدة الأولى لمناهضوا الموضة (اشتر أقل ومن نوعية جيدة واحتفظ به أطول مدة ممكنة)، أما عن الخدعة التي تقدم للزبون مع كل قطعة يقتنيها لإراحة ضميره وهي علامة (إعادة التدوير) فمن النادر حدوث ذلك لعدم جدواه الاقتصادية، والقسم الأكبر من الملابس التي تم الاستغناء عنها تصدر للبلدان الفقيرة، ولكن نتيجة عددها الهائل فلن يكون مصير الفائض منها الا الحرق لأغراض الطبخ أو التدفئة، مما سيكون له ايضا الأثر المدمر لكل من البيئة وصحة الإنسان على المديين القريب والبعيد.
إن صناعة الأزياء اليوم وبهذا الكم الهائل من الانتشار تعتمد على العمالة رخيصة الأجر في الدول الشرق آسيوية، والمستهلك المستهدف أمام خيارين اثنين، إما أن يسعى لاقتناء سلعة رخيصة لن تدوم طويلا وبالتالي سيعاود الشراء مرة تلو المرة، أو سلعة جيدة ولكنها مرتفعة الثمن ولكن رغم جودتها فهي أيضا لن تدوم لدى المستهلك، فسيتم إقناعه بسبب اهتمامه بمتابعته آخر التصاميم أن ما لديه أصبح قديما، فاللون الدارج هذا العام قد تغير، والتصميم تم عليه بعض الإضافات التي لا يمكن تعديلها على ما يقتنيه، وبالتالي لا بد له من الشراء أيضا مرة تلو المرة.
لا يبادرني ذلك القلق على مجتمعنا ليحذوا على هذا النمط المتتالي التغيير غير المعتدل لتلك الطريقة الاستهلاكية الموجودة لدى أغلب المجتمعات الغربية، فعدم الرغبة لتكرار نفس الزي بأكثر من مناسبة والسعي دائما لشراء آخر ما قدمته دور الأزياء العالمية لا أعتبره أمرا منتشرا لدرجة وصفه بالظاهرة لدينا، فرغم وجوده ولكنه ليس بذلك الكم، وقد يكون أحد العوامل لذلك يتعلق بمستوى الدخل وأولويات واهتمامات المواطن، ولكني أجد أن العامل الأهم هو وعي الإعلام المحلي وعدم التفاته لتشجيع ذلك وهذه نقطة جيدة تحسب له.
لا بد من الانتباه للجيل الصاعد الذي قد يكون لما يصله عبر جهاز محاكاته الكثير مما لا نملك التحكم به، فإن أكبر مروج اليوم لصناعة الأزياء سريعة التغيير هي وسائل التواصل الاجتماعي، فالملايين من المتابعين لبعض الصفحات والمواقع بالشبكة العنكبوتية تتكرر أمامهم كل دقيقة تأثيرات مختلفة من الإيحاءات لاقتناء الجديد المتغير من الملابس وملحقاتها، لتتم محاولة إقناعهم أن ما كان بالأمس من الكماليات أصبح اليوم من الأساسيات، وإن الريادة والتميز والإبداع لن يكون من خلال المثابرة والعزم والتصميم، إنما من خلال متابعة وشراء آخر ما توصلت إليه آخر تصاميم الملابس، لذلك عليهم الآن التوجه لخزائنهم للتخلص مما لديهم من ملابس رغم انها ما زالت بأحسن حالا وشراء الجديد الذي قد يقل جودة عما كان لديهم، لذلك علينا ان نتنبه أكثر لما قد يؤثر على فكر أبنائنا، ونقدم لهم بكل الرفق النصح والإرشاد، حتى لا يأتي يوم نسمع أحدنا يقول لا أعلم من أين تعلموا فعل كل ذلك.