سبق الإخباري – الأمانة مشتقة من الأمن، فمن خلالها يتحقق الأمن الاجتماعي والسياسي والاقتصادي وغير ذلك.
ولاتصال الأمانة بكافة التكاليف، فقد اعتذرت عنها السموات والأرض (فأبين أن يحملنها وأشفقن منها، وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا)
ولأن الإخلال بالأمانة مؤذن باختلال الحياة واختلال الطمأنينة، ودليل على انتشار الفساد، بيّن الرسول صلى الله عليه وسلم أن تضييع الأمانة من أشراط الساعة، فقيل له : وما تضييعها ؟ قال: (أن يُوسَد الأمر إلى غير أهله) حديث صحيح
بناء على ما تقدم، وفي ظل أجواء الانتخابات التي يُـتوخى التزام الجميع بالأمانة وإعطاء كل ذي حق حقه: من مرشحين، ومصوتين، وقائمين عليها، من موظفين ولجان وأجهزة حكومية.
وفي ظل ذلك، كان المناسب طرح هذا الموضوع، من خلال تناول هذه العناصر:
- ما هو مفهوم الأمانة الصحيح، شرعاً واصطلاحا؟.
- ما مدى ارتباط التفريط بالأمانة بالنفاق؟.
- على عاتق من يقع ضمان نزاهة الانتخابات ومنع التزوير، وهو من صميم الأمانة؟.
- هل كرسي النيابة أمانة، أم مجرد منصب ووجاهة؟
- هل التصويت يرتبط بالأمانة؟. وهل من اعطى صوته لمن لا يستحق، يكون قد خان الأمانة، ام انها تندرج تحت الحق الشخصي؟.
- وهل الوقوف مع مرشح لا يستحق، ودعوة الناس للانتخابه، وتزيين افعاله، يعتبر خيانة للأمانة؟.
العميد المتقاعد الدكتور عديل الشرمان.. قال في مداخلته..
الأمانة خلق حميد، ونقيضها الخيانة والغش والكذب، وبما أن الأخلاق لا تتجزأ، فإما أن تكون خائنا أو أن تكون أمينا،
يعني ان يكون أمينا، من لم يكن فاسدا، ولا عابثا متورطا، ولا موضع الشبهات ولا متورطا بصفقات، ولا لاهيا في (البارات)، ولا يدفع المال ليشتري الأصوات، ومن كانت نفسه تعاف صعود الأعالي على أكوام القمامة، لا يبحث عن سلطة ولا جاه ولا مال، وانما يفضل أن يكون خادما لوطنه وأمته، هذا هو الأمين.
المشكلة تكمن في أن البعض يعمل على امتطاء الديمقراطية للوصول إلى السلطة، وللارتباط الوثيق بين السياسة والديمقراطية يذهب إلى تسويغ ارتكاب الأفعال المنافية للأمانة بحجة أن ممارسة السياسة تقتضي الخروج على بعض مظاهر الأمانة، فيلجأ المتفلسف سياسيا غير الفاهم لمعنى السياسة والديمقراطية وحقيقة ممارستها الى التسليم بالواقع والتحرك ضمن نطاقه وأطره الضيقة، وهذا ما هو إلا نوع من الغباء السياسي، فوصف السياسة بفن الممكن لا يعني الانحناء وتقديم التنازلات والتخلي عن الثوابت الوطنية والأخلاقية، البعض يصفون من يتصف بالأمانة، والدفاع عن المصالح الوطنية والهوية والحق، بالغباء والجنون السياسي، واذا كان البعض يصف هذا النوع من السياسيين بالجنون، فإن التاريخ اثبت أن المبدعين السياسيين في أزمانهم وعصورهم تجمعهم صفة الجنون، جنون الحب والإخلاص لأوطانهم، والدفاع عن شعوبهم، والسهر على مصالحهم، وهي القاسم المشترك بينهم.
لذلك لا يمكن أن تكون أمينا ما لم تمارس الديمقراطية والسياسة وفقا للقواعد الأخلاقية التي تأسس عليها المفهومين، والأمانة هي جوهر هذه الممارسة.
اعط مثال، العمل الحزبي هو شكل من أشكال الديمقراطية، إلا أنها تأسست معظمها على أسس غير ديمقراطية حيث هيمن مجموعة من الأفراد على الأحزاب، وسيطر عليها افراد متنفذين يمتلكون المال، عملوا على اتباع سياسة التعتيم واسكات الأصوات وتدعيم الصمت، مما جعل منها أحزاب شمولية، وليست ديمقراطية في شكلها ومضمونها.
فيما قال النائب السابق.. وأستاذ العلوم السياسية.. الدكتور هايل ودعان الدعجة..
صحيح ان الديمقراطية تهدف الى توسيع قاعدة المشاركة الشعبية في العملية السياسية وادارة الشأن العام ، بما يضمن تعزيز دور المواطن في اطار النظام السياسي ومساهمته في عملية صنع السياسات واتخاذ القرارات عبر اختيار من يمثلة في مؤسسات الدولة التنفيذية والتشريعية ويعبر عن مصالحه وتطلعاته ، الا ان هذا لا يمنع من القول بان الديمقراطية ايضا تعاني من عيوب وسلبيات عبر اداتها الانتخابية تحديدا ، التي تسمح لغير الكفؤ وغير المؤهل ومن لا يمتلك القدرات والمؤهلات المطلوبة من الوصول الى مواقع صنع القرار ، باستخدامهم طرق واساليب ملتوية لا تقوم على المنافسة الشريفة كالرشوة الانتخابية مثلا ، وتوظيفها بطريقة تقوم على استغلال حاجات المواطنين وفقرهم وعوزهم وظروفهم المعيشية والاقتصادية والمالية الصعبة ، واتخاذهم جسرا او اداة للوصول الى مواقع المسؤولية التي لا يستحقون التواجد فيها ، لما لذلك من انعكاسات سلبية على الدولة ومؤسساتها التي يفترض ان يتقلد امانة المسؤولية فيها اصحاب الكفاءات والمؤهلات .
الامر الذي يتطلب خلق حالة توعوية لدى المواطنين اساسها الامانة الوطنية في اختيار من يمثلهم ، وبما يضمن تحصين هذه المواقع وحمايتها من اي اختراقات قد تسمح بتسلل غير المؤهلين اليها من خلال الانتخاب على اسس برامجية مؤسسية ، بحيث يساهموا في افراز شخصيات وطنية قادرة على التعاطي مع تحديات المرحلة ومتطلباتها بحس وطني مسؤول وحتى يفوتوا الفرصة على اصحاب الاجندات الخاصة الذين فرضوا عليهم مجالس نيابية على مقاساتهم وتتناسب مع مصالحهم ..
بدوره قال السيد جميل خالد القماز.. في مداخلته..
الامانة وما ادراك مالامانة،،،،،،،
قال تعالى
إنا عرضنا الامانة على السموات والارض والجبال فأبين ان يحملنها واشفقن منها وحملها الانسان انه كان ظلوما جهولا ،،،،
صدق الله العظيم
فالامانة هي من اعظم المبادئ التي يجب ان يتحلى بها البشر
واذا ضاعت الامانة ضاعت الاخلاق والصدق وكل صفة حميدة
لذا عندما نتحدث عن الامانة الانتخابية سواء الناخب او المرشح
فيجب التفصيل ولو قليل
الناخب/ عندما يدلي الناخب بصوته يجب ان يضع بين عينيه ان صوته امانة والامر ليس بالهين
لان منح الصوت لمن لا يستحق هو من يخلق الفساد ويزيده
ومنح هذا الصوت هو اقرب لشهادة الزور ان كان يعلم ان من ينتخبه فاسد
وبصوته يكون معينا للفساد والافساد
اما المرشح
فحمله اثقل واعظم
لان الكثير عندما يمنح صوته فانه يكون قد امن ذلك المرشح بأن يحافظ على امانته والا يخون
فان خان اضاع الحقوق وتهاوت القيم وبسط الفساد ذراعيه وتمدد وكثر الخبث
المرشح اذا اصبح نائبا هو ممثل للشعب والاصل ان يتحدث بلسانهم وان يدافع عن حقوقهم ويمنع عنهم كل ما يأذيهم
ولقد ارتسمت مشاهد حية عندنا عندما ضاعت الامانة كيف وصل من لا يستحق للمجلس وتربع وتسيد وكثر ماله ومشاريعه على حساب المواطن الذي انتخبه اما لانه قريب او لقناعته الخاطئة ان سوي
او انه باع نفسه له
اما الاخير فانا اسحبه من العينات وابقي على الاوليين
فيا ايها النائب لا تخن امانتك واتقي الله فيمن منحك ثقته
ولا تكن من الخائنين
الدكتور منصور المعايطة.. شرح الموضوع على شكل نقاط.. كما يلي..
الأمانة في النظم الانتخابية.
١ الأمانة من حيث المفهوم العام تعني الالتزام والمسؤولية بجميع مكوناتها الإنساني والاخلاقي والعقائدي والوطني والوظيفي والواجبي . وهي تشمل جميع الأفراد في المجتمع او الوطن او الدولة حيث أن جميع مؤتمن ومسؤل فالحاكم مؤتمن ومسؤل على مصالح البلاد والاوطان والعباد ورب الأسرة مؤتمن على أفراد أسرته والزوجة مؤتمن على بيتها و……الخ. وان ذلك بين وواضح في قولة تعالي ( ان الله يامركم ان تودوا الأمانات الى أهلها واذا حكمتم بين الناس ان تحكموا بالعدل ) صدق الله العظيم.
٢ ان الأمانة في الشأن العام هي أمانة في الحقوق والواجبات اساسا وفي تثبيت وصون هذه الحقوق للفرد بصفته مواطن له الحق الدستوري ان يكون مشاركا حقيقية في صنع القرار والمستقبل ومساهم في إقرار وإدارة الشأن العام في الوطن والمجتمع والدولة وان ذلك الحق يوجب على اصحاب المسؤولية ان تكون الأمانة ركن اساسي من أركان العمل العام والشان العام في الوطن والدولة.
٣ واذا اسقطنا موضوع الأمانة على الانتخابات النيابية الحالية نجدها ليست محصورة فقط في المواطن الناخب بل هي اولا مطلوبة من جهات الإشراف والمراقبة والتنفيذ ممثلة بالجهات الرسمية المناطق بها العملية الانتخابية بحيت تكون الأمانة أولوية لديهم في منع كل ما من شأنه ان يمس نزاهة العملية الانتخابيةمثل استخدام المال الأسود وشراء الذمم واستغلال اوضاع الناس وصعوبة المعيشة وغيرها من وسائل الاخلال بالنزاهة . وهي ايضا مطلوبة من لسادة المرشحين للانتخابات النيابية ومن الناخب ايضا.
٤ ان الأمانة على الرغم من أهميتها في موضوع الانتخابات النيابية الا انها لوحدها لا تكفي لتحقيق ما تصبحوا آلية ارادة الاردنيين في الوصول إلى نتائج تعبر عن ارادة حقيقية ومطالب حقيقية في مجالس حقيقية في ظل وجود قصور في مخرجات لجنة التحديث والإصلاح السياسي وخاصة في قانون الانتخاب المهندس الذي لن يوصل إلى نتائج وإصلاح حقيقي في مجالس النواب مهما كانت درجة الأمانة عالية لدى الناحبين.
٥ واخيرا ان التجارب السابقة القريبة في موضوع الانتخابات النيابية بخصوص الأمانة والشواهد الحالية مما نسمعه من أخبار وأحاديث كثيرة تشير إلى ان الأمانة ما زالت في استراحة طويلة لدى الكثير الكثير من الأجهزة المهنية والمترشحين والناخبين .
السيد ابراهيم ابو حويله.. تناول الموضوع بشمله العام.. حيث قال..
الامانة…
ما الذي يميز الإنسان عن غيره من مخلوقات الله عز وجل ، ولماذا يقف التكليف موقفا غريبا ، وكيف يرتبط التكليف بالأمانة ، وكيف ترتبط الأمانة بالعقل .
يرى ابن عاشور ان الامانة هي العقل ، والعقل هو مناط التكليف ، من عشرين قولا للمفسرين في الأمانة اختار العقل ، ولماذا العقل ، ما اشقانا بهذا العقل وما اشقانا بالامانة اذا لم نكن من اهلها ، ومنذ تلك اللحظة التي يأخذ فيها الوعي موقعه في الإنسان ويصبح الإنسان واعيا ، بمعنى الجيل الجديد تم تفعيل البرنامج الخاص بك يبدأ التكليف ويبدأ الحساب .
سواء كان مؤمنا ام لا الحياة مرحلة عليه ان يعيشها ، والإنسان يدفع ثمن خياراته ، وهذه الخيارات محكومة بالصواب والإلتزام به ، ولذلك أجد مصداق لهذا قول العلماء بأن الشريعة جاءت في خدمة الإنسان وليس العكس ، ومن شك في ذلك فليجرب العيش في مجتمع لا اخلاق فيه ولا امانة ولا عقل .
عجبت كيف نفر من ظروف كنا نحن السبب فيها، فمن يقوم بالغش والخداع ، ومن يخون الامانة في البيع والشراء والوظيفة الخاصة والعامة ، من تضطر إلى أن تفحص كل شيء تريد شراءه منه ، من يقف دون قيام الإنسان بوظيفته ، فتضطر فئة كبيرة إلى أن تبحث عن مدرسة خاصة او طبيب خاص ، لقد صنعوا لأنفسهم بيئة يستطيعون الحياة فيها ، عندما قام كل واحد منهم بما يجب عليه رغبة أو رهبة .
ونحن نسعى للهجرة إليها والعيش فيها لنسفيد مما بنوه ، لقد صنع اهلها نموذجا قائما على العدل والامانة والشفافية ، نعم يصنع العقل احيانا معجزات تستحق الاعجاب والتقدير ، ولكنه يقف دون القدرة في الوصول الى النتيجة النهائية في العدل والأمانة والأخلاق .
لكن ما عجزنا عنه هو في الحقيقة السبب في تلك الحياة التي نعيشها وذلك الضنك الذي نعاني منه ، ولن يتغير الحال إلا عندما يعرف كل واحد منّا دوره في الحياة ، وما تستطيع الأمانة ان تقدمه له وللأخرين ، عندها يكون قد حقق مناط العقل في التكليف ، وجعل الأمانة هي الطريق ، وكان هو بحق الخليفة الذي يستحق أن يقوم بأمر الله في الأرض.
الاعلامي.. العميد المتقاعد هاشم المجالي.. اختصر رأيه بالآتي..
الأمانة حملها ثقيل ومن يحملها ويتحملها جاهل وهذا ما قاله الله تعالى عندما حمل الإنسان الأمانة بالأرض..
الأمانة في زمن الظروف الاقتصادية السيئة صعبة وفي زمن سيادة سلطة الفساد بالعالم اصعب..
كيف تكون أمينا في وظيفتك وكل رؤسائك يفتقدون الأمانة،
كيف تحمل الأمانة وأولادك وبيتك يرون انك لست أمينا بتعاملك وكلامك..
الأمانة التي تفترض أن تكون عالية عند رجال الدين والشيوخ وتكتشف أن كثيرا منهم غير صادقين ومتسلقين حيث أنهم بعد أن ينزلوا عن المنابر ينكرون أنفسهم.. الأمانة مع النفس الأمانة بمعرفة قدراتك الأمانة بالحديث الأمانة بالتعامل وحفظ الأسرار..
نحتاج إلى تربية وقدوة وبيئة تشجع الناس على صدق الأمانة وتحملها.
السيد محمود ملكاوي.. اوضح وجهة نظره كما يلي..
الإسلام ليس دين منعزل عن الحياة بكل تفاصيلها : السياسية والاجتماعية والاقتصادية والقضائية والتعليمية وغيرها ، فواقع الإسلام التشريعي والتطبيقيّ يُتيح لهُ التدخُّل في كل المجالات ، فهو أي “الإسلام” ليس بمعزلٍ عن الانتخابات التي تجري هنا وهناك في بلادنا العربية والإسلامية ، وفي بلدنا الأردن ، فهذا الدين يُعتبرُ منهجَ حياة للإنسان الذي استخلفه الله تعالى في هذه الأرض واستعمره فيها ، ومصدر تشريعِه هو القرآن الكريم – الذي يهدي للتي هي أقوَم – في كل الميادين كالسياسة والاقتصاد ومجالات الحياة الأخرى
وفي هذا المقام يمكن أنْ نُعدد جملةً من القواعد والضوابط التي تُعَدُّ أحكاماً كلية ، تنبثق منها منظومة متناسقة تشكل منهجاً في الحكم والسياسة الحكيمة غايةً في الرُّشد والصلاح ، وتُعَدُّ كذلك بمثابة قواعد أخلاقية إصلاحية تُقَوِّمُ السلوك السياسيّ والانتخابيّ ، وتجعل الأمة في ممارساتها أقرب إلى الصلاح والسداد وأبعد عن الزيغ والفساد
وجوب اختيار الأجدر لتولي مواقع المسؤولية بمختلف مستوياتها وتمثيلها في المجالس النيابية والتشريعية ، ووجوب التحرك للاختيار والانتخاب وعدم التخلف عنه ، حتى لا تخلُ الساحة لتجار شراء الأصوات، ومعروف القاعدة “ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب” ، إذْ لا يتحقق الإستقرار وحقن الدماء وحفظ الأموال والحقوق والأعراض وتأمين العيش الكريم للمواطن وغيرها من مقاصد الدين بغير أنْ يتولى أهل العدل مقاليد الأمور
لا يجوز لأي مواطن التصويت لأي مرشح للنيابة لمجرد انتمائه لحزبه أو لقومه أو لجنسه أو لعرقه أو لقبيلته ، إلا إذا كان يراه الأجدر والأكفأ والأصلح ، وإلا كان شاهداً شهادة زور يضر بها الخلق ويعصي بها الخالق ، فليس الاختيار إبداءَ رغبة ، وإنَُما هو شهادة باستحقاق الشخص المختار للوظيفة المرشح لها ، فهي أمانة والتفريط فيها تضييعٌ للأمانة والعياذ بالله
والأصلح الأجدر هو الذي تطمئن النفس إلى أنَّه أكثر من غيره من المرشحين لنفس المنصب أمانة وقوة وكفاءة وجدارة، وليس المنسوب إلى قومه أو جنسه أو عرقه أو حزبه
العدل في وزن الرجال ، قال تعالى : – (وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى) ، فالرجل يُوزن بجملةِ أقواله وأفعاله ، ومُجمل تاريخه وإنجازاته ، فلا يصحُّ أنْ نحصر النظر إلى فعلةٍ فعلها أو كلمةٍ قالها ثم ننسف له جميع فضائله ، أو نسوي به من لا يرقى إلى منزلته!
على المواطن أنْ ينظر إلى ما يؤول إليه اختياره ، وإلى ما تؤول إليه الأوضاع إذا وقع وتحقق هذا الخيار ، فإنْ غلبَ على ظنِّه أنَّ هذا سيؤول إلى عودةِ ظُلمٍ قد زال وانقضى ، أو إلى إثارةِ فتنٍ قد يكون معروفا من هو وراءَها ومن المستفيد منها ، فعندئذٍ لا يجوز له أنْ تحمله عصبية ، أو يستفزه غضبه ، أو يثيره شيء في نفسه إلى ترجيح ذلك الخيار ، مصداقاً لقوله تعالى :- (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ)
حمى الأردن قيادةً وشعباً وقيض لها نواباً ومسؤولين يضعون مخافة الله نصب أعينهم وخدمة مواطنيهم بكل أمانة وإخلاص دون تمييز أو محاباة
فيما كان رأي المهندس نهاد المصري.. كما يلي..
الأمانة ضد الخيانة.
معنى الأمانة اصطلاحا.
الأمانة:- هي كل حق في ذمتك عليك اداؤه وحفظه.
وهي التعفف عما يتصرف الإنسان فيه من مال وغيره، ومايوثق به عليه من الأعراض والحرم مع القدرة عليه، ورد ما يستودع إلى مودعه،
وكل ما افترض على العباد فهو أمانة كالعبادات.
الأمانة هي خلق ثابت في النفس يعف به الإنسان عما ليس له به حق، ويؤدي به ما عليه أو لديه من حق لغيره.
الأمانة:- هي كل شيئ يؤتمن الإنسان عليه، من أمر ونهي، وشأن دين ودنيا وكل ما تحمله الإنسان من أمر دينه ودنياه قولا وفعلا.
والأمانة شرعا تتمثل وتفسرها الآيه الكريمه.
﴿إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا}.
لكن مفهوم النفاق والتفريط بالأمانة.
بأن المنافقون ليس عندهم احتساب لأجر عيني، وثواب اخروي، بل يرضون ويسخطون حسب تحقيق مصالحهم الشخصيه الدنيوية، فإن رأوا منك عطاء رضوا عنك، وإذا منعت عنهم الاعطيات ،سخطوا عليك وعلى فكرتك وعلى مشروعك.
وهذا متمثل في واقعنا الحالي من المعارضة المنافقة التي لاتخدم سوى مصالحهم وكذلك من كان بالسلطة وخرج منها يحاول بجل قدره أن يشوه مكان عمله حتى إذا اظهروا له “شقفة الخبز” تراه بدأ يغير مواقفه.
وما الانتخابات والديمقراطية التي نتغنى بها الا وتندرج تحت النفاق الدولي.
اختم بالآيه الكريمه عن النفاق.
الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمُنْكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ وَعَدَ اللَّهُ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْكُفَّارَ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا
والله من وراء القصد
الشيخ عبدالله المناجعه.. شيخ عشائر المناجعه الحويطات.. قال في مداخلته..
الأخوه الذوات الكرام سأعلق على نقطتين
الأولى هل كرسي النيابة أمانة ام مجرد منصب ووجاهه فالأصل هو أمانة لان من يجلس عليه قد تحمل هم وطن وليس قاعدة انتخابية فقط ومشاكلها وهمومها وتقتضي أمانة الكرسي ان يتق الله اولا في نفسه وأهوائها وان يكون خادما للوطن ويرعى مصالحه وان يقول كلمة الحق ولو على نفسه وان يشارك بهموم الوطن في جلسات مجلس النواب لا ان يبقى صامتا وان يكون ولاءه للقياده وانتمائه للوطن وهما اولا عنده في كل شيء ولايقدم عليه شيء ابدا وتقتضي أمانة الكرسي ان تقف للحكومه ان أخطأت وان تسصرخ الآخرين لتصحيح الخطأ وان تثني عليها ان أحسنت وان لاتدخر جهدا ابدا لكل من استغاث بك
اما النقطة الثانية الصوت أمانة وان يعطى لمن يستحق ويراعى في ذلك الخبرة والمعرفة في الشخص نفسه لان من تعطيه صوتك اهلته ان نجح ان يتحكم في مصائر الناس ومصالحهم وان كان لا يستحق فهو سيضّيع حقوق البلاد والعباد واكيد سيأثم على ذلك على مبدأ الآيه القرانيه (فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (7) وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ (8))
كل الاحترام
العميد المتقاعد محمد الغزو.. اختصر رأيه بهذه المداخلة..
لابد من الاشارة لتوفير الأمانة بالتعليم، بالمدرسة، والجامعة، اذا لم تتوفر تكون النتائج سلبية وكارثية، وكذلك بتوفير الرعاية الصحية معاملةً وعلاجاً وكافة مؤسسات الدولة.
ألان الدور على الناخب أن يتوخى الاختيار الصح، ويتذكر انه سيسأل عن اختياره طائرك في عنقك اقرأ كتابك بنفسك.
﴿وَاتَّقوا يَومًا تُرجَعونَ فيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفّى كُلُّ نَفسٍ ما كَسَبَت وَهُم لا يُظلَمونَ﴾
الاستاذ الدكتور خليل الحجاج.. شرح وجهة نظر كما يلي..
الزميلات والزملاء الافاضل
يقول الله تعالى في سورة الاحزاب
انا عرضنا الامانة على السموات والأرض والجبال فأبين ان يحملنها واشفقن منها وحملها الانسان انه كان ظلوما جهولا 71الاحزاب
انظروا السموات والأرض والجبال المسخرات لخدمة الانسان يابين حمل الامانة لثقلها وفي ذات الوقت نحن مامورين برد الامانات الى اهلها
فكيف بنفس الانسان الذي استودع الله عنده الروح الى ان تامر بالرجوع الى ربها راضية مرضية السؤال الان ممن سترضى ممن يتم اخذ حقوقها ونحن نعلم لاتقول قدم عبد حتى يسال… اليس العقبة كاؤود واذا هي كذلك فالسؤال الثاني لماذا خلق الله الانسان ومن الذي أجاب على هذا السؤال اليس الله بقوله تعالى : وماخلقت الجن والانس الاليعبدون فإذا بهذه اللخلاصة اتركنا الواجب والتكليف ووضوح الطريق فهل الامانة تشمل النفس والبيت والأهل والمكان والعمل وووو بتقوى الله اليس خير من استاجرت القوي الامين الم يعرف محمد بالامين الم يقولوا ان قالها فقد صدق وهي فوق مستوى الفهم والمعرفة عنهم ردو الامانات وادوا الامانات بالعمل في المنشط والمكره وفي كل مجالات الحياة فهي طريق المسلم الذي لاتحتاج الى تفسير او فتيا
وفقكم الله وسدد خطاكم ورفع شأنكم وقدركم جميعا
الكاتب محمود الدباس.. تناول الموضع بهذا الشكل..
في ظل ما يمثله مفهوم الأمانة من ارتباط وثيق بالأمن والاستقرار في كافة جوانب الحياة.. فإن تواجد الأمانة في الممارسة الديمقراطية يعتبر عاملاً حاسماً لضمان نزاهة وشفافية العمليات الانتخابية.. فالأمانة ليست مجرد التزام أخلاقي.. بل هي واجب شرعي يتصل بكل تفاصيل الحياة.. بما في ذلك حق المواطنين في اختيار ممثليهم في المجالس النيابية.. فالمرشحون.. والناخبون.. والقائمون على العملية الانتخابية.. جميعهم مدعوون لتحمل هذه المسؤولية بأمانة كاملة..
إن غياب الأمانة في أي مرحلة من مراحل العملية الانتخابية.. بدءاً من ترشح الأفراد.. وحتى فرز الأصوات.. وإعلان النتائج.. قد يؤدي إلى تقويض الثقة في النظام الديمقراطي بأكمله.. ويعتبر التصويت بحد ذاته مسؤولية عظيمة.. فهو ليس مجرد حق شخصي يمارسه الفرد وفق ميوله الشخصية فقط.. بل هو أمانة توجب على كل ناخب أن يمنح صوته لمن يستحق.. ومن يخون هذه الأمانة.. سواءً بإعطاء صوته لمن لا يستحق.. أو بالترويج لمرشح غير كفء.. فإنه يساهم في نشر الفساد والتفريط في حقوق الأمة..
ومن هذا المنطلق.. يتوجب على الجميع إدراك أن الأمانة تتعدى حدود الأمانة الشخصية.. إلى الأمانة العامة التي تحفظ كرامة المجتمع وتحافظ على مصداقية النظام الديمقراطي..
الاستاذ الدكتور ياسر الشمالي.. اختتم الحوار بهذه المداخلة..
كان في زمان احمد شوقي انتخابات
فقال قصيده منها :
ناشدتكم تلك الدماء زكية
لا تبعثوا للبرلمان جهولا
وليسألن عن الارائك سائل
أحملن فضلا أم حملن فضولا
الارائك هي مقاعد النيابة هل يجلس عليه فضل يعني صاحب أمانة وكفاءة
ام يجلس عليه فضول
والفضول هو من لا يحتاج إليه ولا ينفع ولا يصلح فهو يشير إلى من يصل بالمال الاسود والتزوير أو بمجرد كثرة العشيرة ووجوده وعدمه سواء فهو فضول
وقوله : لا تبعثوا للبرلمان جهولا
فالجهول هو من يتحمل الأمانة ويخونها فلا يقوم بحقها كما في قوله تعالى في حق الإنسان الذي تحمل الأمانة وهو لا يعي خطورتها وعواقبها ( وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا )
وهذا ابو ذر الغفاري الصحابي الجليل. يطلب من النبي صلى الله عليه وسلم أن يوايه عملا. فقال يا رسول الله استعملني
فقال له : با أبا ذر إني أراك ضعيفا وإنها أمانة وإنها يوم القيامة حسرة وندامة.
لو أيقن المترشحون أنهم مسؤولون لما ترشح الا القليل وعلى وجل
دمتم بعافية