((عودة ترامب.. كيف نستعد لتحولات المنطقة.. وصراعات المصالح؟!))..
سبق الاخباري- مع عودة ترامب إلى البيت الأبيض.. يعود معه أسلوب سياسي مغاير.. لا يخلو من المفاجآت والقرارات الصادمة.. فالرجل الذي يضع “أمريكا أولاً” كركيزة أساسية لسياسته.. لا يتوانى عن إعادة رسم خرائط المصالح والتحالفات.. مهما كانت تبعاتها على الآخرين.. وفي ظل خياراته المعلنة لتشكيل إدارته الجديدة.. تبرز معالم مرحلة قد تكون أشد وطأة على منطقتنا.. حيث تتشابك خيوط المصالح الاقتصادية.. والجيوسياسية.. مع واقع الصراعات الدائرة على الأرض.. مما يضع دول المنطقة كالأردن.. أمام تحديات تتطلب بصيرة استثنائية.. وحكمة في التعامل مع المتغيرات..
إن الحديث عن شرق أوسط جديد.. وتغيرات ديموغرافية محتملة.. يفرض علينا أن نستبق الأحداث.. ونبحث عن استراتيجيات وطنية.. تضمن لنا التكيف مع أي سيناريو قادم.. فالتجربة السابقة مع ترامب.. كشفت لنا مدى تأثير قراراته على الملفات الحساسة في منطقتنا.. بدءاً من القدس.. إلى الصفقات الاقتصادية والسياسية العابرة للحدود.. وهنا يبرز السؤال.. كيف يمكننا كأردن الاستفادة من موقعنا الجيوسياسي.. لتثبيت مصالحنا.. دون أن نخسر في لعبة الكبار؟!..
- كيف يمكن قراءة مؤشرات تشكيل إدارة ترامب الجديدة وتأثيرها على سياسات المنطقة؟!..
- ما هي التحديات التي قد يفرضها مشروع “الشرق الأوسط الجديد” على الأردن؟!..
- كيف يمكن للأردن الاستفادة من تجاربه السابقة مع إدارة ترامب لتجنب الوقوع في فخ الضغوط السياسية والاقتصادية؟!..
- هل يمكن للأردن أن يلعب دورًا دبلوماسيًا مختلفًا يحقق توازنًا بين القوى المتصارعة في المنطقة؟!..
- في ظل الحديث عن تغيرات ديموغرافية وجيوسياسية.. ما هي الأولويات الوطنية التي يجب أن تركز عليها الدولة الأردنية لضمان استقرارها؟!..
الدكتور محمد عيسى العدوان.. رئيس مركز عمان والخليج للدراسات الاستراتيجية.. كان رأيه كما يلي..
ترامب،،،أداة ،،وليس مشروع،،
عام 1814 قدم القس الأمريكي جون ماكدونالد انجيله التنبوي والذي يؤكد على ضرورة اتباع العهد القديم (التوراة) وضرورة دعم عودة اليهود إلى القدس ،، ومن قبله في العام 1787 الرئيس الأمريكي الثاني جون ادمز قال في خطابه لتسلم الرئاسة ،،أنني اتنمى من كل قلبي ان يقيم اليهود دولتهم في القدس ،، العبرية أصبحت متطلب أساسي في الجامعات الأمريكية المهمة ، هارفرد ويال…
الشعب الأمريكي وخصوصا الإنجلوا ساكسون ،، مشغوفين باسفار اشعيا النبي ،، وخصوصا ما جاء متفق مع كتاب مارتن لوثر ،، المسح ولد يهوديا ،، وكذلك العقل الاستعماري الأمريكي مؤسس على فكرة المستعمرات التي يحق لمن ينشائها بأن يطرد من حوله حتى لو كانوا أصحاب الأرض ،،
الرئيس الأمريكي المنتخب ،،سيأخذ على عاتقه العمل على قطف ثمار كل ذلك التخطيط الغربي الاستعماري بإقامة وطن موحد لليهود مع كراهية أهل المنطقة لهم ثم العمل على بناء الهيكل ،،الذي سيعجل عودة المخلص المسيح ،، فيجبر اليهود على الدخول في المسيحية أما المشركين الكفار (المسلمين) فهم جويم (اغيار) ليس لهم قيمة ،،
الرهان الحقيقي على صمود أهل فلسطين في ارضهم ،، وإعادة تمركز الفلسطينيين خلف قيادة وطنية واحدة ،، ودعم اسلامي عربي للأردن للوقوف في وجه ما سيوجهه الأردن من استهداف وتضيق للتخلي عن القدس وفلسطين وكذلك خطتهم في بعثرة الفلسطينيين في دول الجوار العربي والسماح بالهجرة إلى أمريكا وأوروبا ،،لكي لا يكون للفلسطينيين دولة متكاملة تعني بقاء الدولة العبرية في حالة من الاستنفار والتحشيد ،، على المنطقة ان تستعد لكل الكيد الغربي الذي سيكون بلا دبلوماسية ولا اخلاق ولا خجل…
العميد المتقاعد الدكتور عديل الشرمان.. كانت مداخلته كما يلي..
وهل كنا ننتظر قدوم ترامب أو رحيل نتنياهو حتى نقوم بما يجب القيام به، لا يوجد دولة في العالم بمنأى عن الأخطار والتهديدات الخارجية، وغيرها من السيناريوهات المحتملة، والأردن من أكثر الدول المحاطة بسلسلة من هذه الأخطار، والأكثر عرضة للسيناريوهات في ظل أوضاع متأزمة متقلبة.
معلوم للجميع أن هناك أبعاد ومرتكزات للأمن الوطني كالبعد العسكري، والاستقرار السياسي والاقتصادي، ومتانة الجبهة الداخلية، والأمن الغذائي …الخ، ودائما ما يراهن الأردن على وعي المواطنين وصلابتهم، والتفافهم حول قيادتهم، وثقتهم بقواتهم المسلحة والأجهزة الأمنية في التعامل مع التحديات والمخاطر المحتملة، وعلى الرغم من أهمية ذلك إلا أنه وحده لا يكفي، فالإهمال والتراخي في اتخاذ الاحتياطات الوقائية اللازمة والاستعداد لمواجهة الاخطار الخارجية سيقود إلى الفشل في التعامل معها، وسيعمّق من الخسائر الناجمة عنها.
ورغم أهمية الأبعاد التي ذكرت سابقا كمرتكزات للأمن الوطني، وبالرغم من أهميتها جميعها، إلا أن البعد العسكري هو أهم هذه المرتكزات والأبعاد، وهو في مقدمة أية اولويات واستراتيجيات وطنية تساعدنا على التكيف مع أي سيناريو قادم، ويتحقق هذا البعد من خلال إعداد القوات المسلحة تنظيما، وتدريبا، وتسليحا، وعقيدة قتالية، والقوات المسلحة الأردنية تتميز وتتفوق على معظم قوات المنطقة والعالم تنظيما وتدريبا وعقيدة قتالية وهذا ليس موضع شك، وبشهادات دولية، ويبقى الجانب التسليحي، ففي ضوء فهمنا وادراكنا لحالة البلد وموارده المحدودة فإننا نتوقف ونطرح تساؤلاً لا نمتلك الإجابة الدقيقة عليه، هل نمتلك من الأسلحة والمعدات العسكرية الحديثة المتطورة التي تحاكي أو يقترب مما يمتلكه الآخرون في المنطقة بما يمكننا من الدفاع عن أنفسنا، وهل من سبيل إلى ذلك؟
وفي ظل ظروف غامضة ملتهبة من حولنا، يحق لكل مواطن غيور أن يتساءل عن مدى قوة وقدرة ومتانة منظومتنا العسكرية، وعن مدى جاهزية كافة الصنوف القتالية وامتلاكها للأسلحة المتطورة والكافية للقيام بمهامها.
النائب السابق وأستاذ العلوم السياسية.. الدكتور هايل ودعان الدعجة.. شرح وجهة نظره بما يلي..
من الواضح ان اكثر ما يراعي ترمب في نهجه وسياسته مصالح الولايات المتحدة ، التي هي بمثابة المعيار الذي يقيس وينظر من خلاله الى العلاقات مع الاخرين ، حتى وان كانوا من الحلفاء التقليديين في اوروبا واسيا والمنطقة ، ما يفسر خلافاته معها خلال ولايته الاولى التي وضعت دول العالم بصورة كيف يفكر .. وكيف يحكم ، مستندا في ذلك الى عقلية تجارية واقتصادية يعمد الى توظيفها بما فيه مصلحة بلادة .
ومن هنا يمكننا رسم سيناريوهات للسياسات والقرارات التي قد يتخذها في تعاطيه مع الاطراف الدولية ، إذ يتوقع ان يدخل في حرب تجارية مع الصين وبدرجة اقل مع دول اوروبا واسيا ، اضافة الى احتمالية ان يدخل في خلافات مع دول الاتحاد الاوروبي ، إن بسبب موقفه من حلف الناتو الذي يرى بانه قد عفى عليه الزمن ، وان هذه الدول مطالبة بزيادة انفاقها العسكري لتطويره وتحديثه ، لا بل وعليها ان تدفع لبلاده مقابل حمايتها وشمولها بالمظلة الامنية الاميركية . وان بسبب موقفه المعارض لدعم اوكرانيا في حربها مع روسيا.
اما بالنسبة الى المنطقة فان اخطر الملفات التي يتوقع ان يتعاطى معها في ولايته الثانية ، هو ملف القضية الفلسطينية ، التي يسعى من خلال صفقة القرن الى تصفيتها ، حيث قام ببعض الخطوات في سبيل ذلك في رئاسته الاولى ضاربا عرض الحائط بالقانون الدولي والقرارات الدولية كأعترافه بالقدس عاصمة للكيان الاسرائيلي ونقل سفارة بلاده اليها ، والخوف ان يستمر على هذا النهج برئاسته الثانية بحيث يعطي للكيان المسخ الضوء الاخضر لمواصلة الاستيطان والاعتراف بسيادته على الضفة الغربية .
الا ان كل هذا مرهون بطبيعة السياسات والاستراتيجيات التي سينتهجها في حقبة حكمه الثانية ، واذا ما كان هناك تغيرات قد تطرأ عليها مستفيدا بذلك من تجربته الاولى بحيث يبدو اكثر حكمة وعقلانية في ادارة علاقات بلاده بالمنظومة الدولية ، والا فقد يتسبب في وجود منافسين لها على زعامتها العالمية عبر التفكير بتشكيل تحالفات ومحاور دولية جديدة ، كفيلة بتغيير شكل النظام الدولي من الاحادي القطبية الى متعدد الاقطاب ، تكون فيه الولايات المتحدة هي الخاسر الاكبر .
وعلى صعيد المنطقة ، فاننا نأمل ان تكون بداية الرئيس المنتخب ترمب لتنفيذ اجنداته ووعوده الانتخابية في رئاسته الثانية من الملفات الخارجية اولا والمتعلقة باوروبا والصين ( وحتى الداخل الاميركي نفسه كتهديده بترحيل المهاجرين غير الشرعيين من بلاده ، والانتقام من خصومه السياسيين ومواقفه المعادية للمؤسسات الاعلامية والقضائية والامنية الاميركية ) ، وذلك قبل الانعطاف الى ملفات المنطقة وفي مقدمتها القضية الفلسطينية في ظل مواقفه الداعمه للكيان الاسرائيلي كما تترجمها صفقة القرن ..
فعندما يبدأ من اوروبا والصين ومن داخل بلاده مثلا ، فهذا من شأنه خلق اجواء مشحونة ومعادية له ، بطريقة قد تقود الى تفاهمات وتوافقات اوروبية وصينية وحتى اسيوية ( اليابان وكوريا ) ضده .. مما سيزيد الضغوط عليه بطريقة تجبره على التراجع عن سياساته ووعوده الانتخابية ، وبالتالي التراجع ايضا عن تعاطيه المنحاز للكيان الاسرائيلي ترجمة لصفقة القرن .
السيد جميل خالد القماز.. وضع عنوان لمداخلته.. “شجاعة ام غرور؟”..
انتهت الانتخابات الرئاسية وفاز ترامب هذا الرئيس الذي اعتبره من اصدق الزعامات التي قادت الولايات المتحدة،،،،
ما يميز ترامب انه صادق ومكشوف بخلاف الرؤساء الاخرين الذين يظهرون على الاعلام بشيئ وبالخفاء شيئ اخر ،،،
عند ولايته الاولى اوفى بما وعد لداعميه ومقابل الدعم كان وعده العمل على نقل السفارة الامريكية من تل ابيب الى القدس وقد فعل،،
وعمل جاهدا خلال رئاسته على تنفيذ صفقة القرن والتي نصها الاحتفاظ بالمستوطنات والقدس الشرقية وغور الاردن كلها تضم للكيان ،،،
ولكن لم يكتب لها النجاح في ذلك الوقت ،،،
وستكون صفقة القرن خيار ثاني بعدما لاح له ما هو اكبر من تلك الصفقة وهو ضم الضفة كاملة وليس جزءا منها نتيجة الحرب على غزة،،،،،
هو لا يحب الحروب كثيرا ويحب ان ينهي عمله باقل التكالف فهو راسمالي وكل شيئ يحسبه بمبدأ الربح والخسارة ،،،
ليست المشكلة بعودته تطول منطقتنا بل ايضا اوروبا والحرب الدائرة هناك بين الروس والاوكران ،
لقد اثار ترامب خلال فترة رئاسته السابقة موضوع رفع ميزانية الدفاع لدول اوروبا لاكثر من 2/5% من ناتج الدخل لتلك الدول وهذا امر وضع اوروبا على المحك فهذا يعني تخلي امريكا تدريجيا عن اوروبا
وما يخيف اوروبا هو عمل ترامب على انهاء الحرب بين روسيا واكرانيا عند استلامه الرئاسة بعد اقل من شهرين والذي سيحدث انقساما بين الدول الاوروبية فدول اوروبا الشرقية ليس من مصلحتها انهاء الحرب خوفا من الهيمنة الروسية عليها فيما بعد ،بخلاف دولها الغربية التي ستضطر لتقديم تنازلات وانهاء الحرب بعد التخلي التدريحي من امريكا عنها والذي سيجعلها تعتمد على نفسها دفاعيا،،
وعودة لمنطقتنا
ماذا عنا نحن كدول منطقة،
وعد ترامب بنقل السفارة وقد فعل،،،
تصريحه الاخير ان الكيان يجب ان يتوسع اثار ردود فعل كثيرة،
على حساب اي الدول سيكون التوسع،
بدايته ستنطلق من الضفة الغربية بضمها للكيان وهذا اول توسع، والذي سيطلق يد الكيان لتهجير اهلها ليس بالطرق التقليدية وانما من خلال الضغوطات او الاغراءات والتي قد تجد طريقها لدى البعض لان الخوف كل الخوف ان يتم تحريك العدو من الداخل ويجب الحذر منه اكثر بكثير من العدو الواضح،،،،
والثاني
هو الاردن،،،،
وسيكون امام الاردن احد الخيارين اما القبول، وذلك باقتطاع وبتر جزء من ارضها والتخلي عنه كما يروج له اعلاميا،،
واما الرفض والتي ستجعل الاردن يتحمل تبعاتها لمواجة ذلك الثور الهائج،،،
وانا برأيي المتواضع انه مهما تم تقديم تنازلات لهذا الكيان ومعلمه الشرير فلن يرضى وسيطلب ما هو اكثر ،،
وعندها لن نكون شرق السكة وانما في اعداد الاموات،،
فالحل هو مقاومة مشروعهم بكل السبل ابتداءا بالدبلوماسية حتى اخر نفس ،،،،،
حمى الله الاردن وحفطه من كل سوء،،،،
فيما كان عنوان مداخلة المحامي بشير الحديدي “ترمب… وصراع المصالح والثقافات”…
ابتداء وبلا مقدمات انا شخصيا احترم هذا الرجل لأنه يتمتع بوضوح لا يملكه كثير من السياسين والقاده فهذا الرجل وبكل وضوح يطلب من أي زعيم درجة ثالثه بالعالم باخذ موعد مسبق قبل أن يأتي لمقابلته أو الحديث معه بالإضافة إلى ذلك يجب إحضار دفتر شيكاته ليدفع مقابل ما ياخذ من حمايه لابقائه زعيم أمته الملهم الذي يحبه شعبه وان وجوده مرتبط بوجود الحرث والنسل والأرض والعرض والوطن…
السيدات والساده الكرام…
صراع المصالح والعقائد والثقافة لا يحتاج إلى خطط أو مبادرات وذلك إذا رجعنا إلى فطره المجتمع وما توارثه الأبناء عن الآباء والاجداد…
..ولكن كيف نحافظ على ما لدينا رغم أنف العملاء والخونه والجواب هو روح الامه واتفاق مصالحها مع معتقداتها وثقافتها فالرجل( ترمب ) لديه ثقافه ومعتقدات نتفق معه بها …
..فهو يحارب الشذوذ بكل أنواعه
..ويحافظ على الأسره والسلطة الابويه ويعتقد ان الأسره هي محور وأساس المجتمع..
..والرجل يبحث عن مصالح شعبه وهو حق لكل دوله وكيان..
…ترمب رجل متدين وفريقه متدين والدليل ان فريقه المقترح لإدارة البيت الأبيض يرتدون (سلسلة الصليب ) وهذا موشر للدين والالتزام…
وهنا يكمن السؤال العريض لماذا لا نبحث نحن عن مصالحنا ولذلك يجب أن نتخلص من الخونة كبدايه ومن ثم ننطلق بالعلم والمعرفة ونبني على نظام تشريعي لا مثيل له بين الأمم ونتفق في نظامنا التشريعي الإسلامي مع كثير من الأمم التي تطبق نظامنا التشريعي الإسلامي ولكن بلا عقيدة مع العلم أنهم شعوب متدينه حسب ما يعتقدون ونحترم اعتقادهم ويجب عليهم إحترام ما نعتقد..
يجب أن تحكمنا لغة المصالح والاحترام..
….لك الله يا وطني…
فيما كان رأي الكاتب والمستشار.. د. فيصل تايه.. كما يلي..
اعتقد ان العقل السياسي العربي الرسمي بات في معظمه ينتظر حلولاً للمشاكل والأزمات بالنظر إلى ما افرزته الانتخابات الأمريكية من نتائج، لدرجة ان البعض يظنون أن الحلول ستأتي مع ترامب، لأنه يرفع شعار أمريكا أولاً، لاعتقادهم أن ذلك يعني انكفاء ترامب على معالجة أوضاع أمريكا الداخلية، وهذا قصور في فهم سياسة أمريكا الخارجية الثابتة على أسس وضع مداميكها وزير خارجيتها الراحل هنري كيسنجر، حيث تتلخص في جوهر عبارته الشهيرة الذي يقول فيها ” ليس من مصلحة الولايات المتحدة أن تحل أي مشكلة بالعالم، لكن من مصلحتها أن تمسك بخيوط المشكلة وأن تحرّك هذه الخيوط حسب المصلحة القومية الأمريكية “.
ويمكن الجزم هنا أن سياسة أمريكا الخارجية لن تتغير لا في عهد ترامب ولا في عهد غيره من الرؤساء الأمريكيين المقبلين، وما يختلف فيه ترامب عن سواه هو أنه يدير سياسة أمريكا الخارجية بعقلية تاجر المزادات مع قدر عالٍ من الابتزاز لكي يحقق من خلالها مصالح أمريكا أولاً ، فعندما نريد ان نفهم عقلية ترامب السياسية قراءته سياسياً يجب الأخذ بعين الاعتبار منطق تعامله التجاري مع كل القضايا على قاعدة الربح والخسارة ،
أمريكا بالنسبة للعم سام القادم الى البيت الابيض عبارة شركة تجارية ينبغي أن تحقق أرباحاً، لكي تستمر في الريادة ، وان خوض الحروب الخارجية التي ترهق كاهل الاقتصاد الأمريكي لا ضرورة لها ، وإذا تطلب من أمريكا أن تحمي حلفاء لها أو تخوض حرباً خارجية لصالحهم، فإنه ينبغي على هؤلاء الحلفاء أن يسهموا في تمويلها ، فعند كل مشكلة تطرأ يطرحها ترامب في بورصة المزادات للمعنيين بها، ومن يدفع أفضل سعر، شريطة أن لا تتعارض مطالبه مع مصالح أمريكا، فإنه حينها يبحث في تفاصيل المطلب ويقوم بتنفيذه بعد أن يحسب حساب الفائدة والخسارة فيه، أى أنه يفكر بعقلية المستثمر المقاول طالما هناك من سيدفع الأتعاب والفائدة.
العقل السياسي العربي ، بات حائراً وبائساً ومعطلاً وعاجزاً عن إنتاج الحلول وينتظر أن تأتيه من العم سام ، ففي هذا الزمن الرديء، لم نعد أمة مستهلكة للسلع وسوقاً استهلاكية للماديات، بل أضحينا أمة مستهلكة حتى للقيم الفكرية والروحية ونستوردها، ونعتقد أنها حلول للأزمات والمشاكل التي تواجهنا، حتى صرنا نستورد قيم الآخر الثقافية، لدرجة ان هذا العقل ادمن التعامل مع كل شيء في الحياة بذهنية الشمبانزي ” التقليد والمحاكاة”.
الدكتور محمد بزبز الحياري.. كانت مداخلته كما يلي..
_ بالنسبة للعالم اجمع فأنتخابات الرئاسة الامريكية ليست شأن امريكي داخلي يمر مرور الكرام، فالكل يدقق ويتوقع ردود الافعال بناء على شخصية الرئيس وتوجهاته وتوجهات حزبه، كون الكل سيتأثر بذلك نظرا لحجم امريكيا وتأثيرها العالمي كاعظم قوة اقتصادية وعسكرية وبالتالي سياسية، علما بأن محددات وٱسس انتخاب الرئيس من قبل الشعب الامريكي تكون حول قضايا داخلية بحته، معظمها اقتصادي تتعلق برفاهية الفرد الامريكي، ولا يعنيهم سياساته الخارجية، لكن ما يهم العالم هو تأثير الرئيس بقراراته خارج حدود بلده.
_ فوز ترامب في هذه المرة ليس كفوزه السابق، فالان يتمتع بخبرة رئاسية لا يستهان بها ، واربع سنوات مرت عليه كانت كفيلة بدراسة اخطائه واعادة النظر والتقييم لكثير من الامور وتخطيط لمرحلة قادمةبتأني، من ناحية أخرى فوز ترامب هذه المرة غير عادي من حيث حجم الاكتساح ، ثم وهو الاهم، توفر الاغلبية لحزبه بمجلس النواب والشيوخ وكذلك الاغلبية بقضاة المحكمة العليا، وجميع هذا وغيره يعني اطلاق يده بالحكم كيفما يشاء واتخاذ قرارات داخلية وخارجية جريئة تصل لحد القرارات الثورية، مدعوما بالاغلبيات سابقة الذكر، واختياره لادارته وطبيعة الاسماء المتداولة تؤكد ذلك.
_ ان الاحادية القطبية التي تتمتع بها امريكيا منذ اكثر من ثلاثة عقود مصيرها الى زوال بالحتمية التاريخية، وحيال هذه المسألة تتفاوت وجهات النظر فنرى ان الديمقرطيين يدفعوا باتجاه ابقاء الوضع على ما هو عليه اطول فترة ممكنة ومحاولة عرقلة اي قوة تحاول الظهور كقطب آخر، نرى ان الجمهوريين يتبنوا الراي القائل ان ظهور قطب آخر قادم لا محالة وليس على الساحة الدولية سوى الصين وروسيا، وبناء عليه نشهد ميلاد القطب الآخر من بين ايدينا وبمعرفتنا، وذلك بتسهيل مهمة روسيا ليس حبا بها ولكن خوفا من الصين، كونهم يدركوا ان وسائل السيطرة على الصين تكاد تكون معدومة فيما لو تربعت كقطب آخر مقارنة بروسيا، من جهة اخرى توقع بوتين مقدما فوز ترامب واعلن بمؤتمر شنغهاي الذي عقد مؤخرا عن التمهيد لروسيا كقوة عظمى وقطب آخر، وبفوز ترامب وعلاقاته الطيبة مع بوتين نتوقع ان نرى تقدما بهذا السياق( التعددية القطبية) الذي قد يشكل مرونة بالنظام العالمي كما كان سالفا قبل سقوط الاتحاد السوفييتي.
_هنا في العالم العربي ما زلنا بخانة رد الفعل تجاه اي قضية عالمية،ولم نرتقِ لخانة الفعل ذاته، فالظروف الموضوعية على ارض الواقع لا تشي بذلك، ولا اظن هذا سيحدث في الافق القريب والمتوسط ، وسنبقى الى امد (نرجو ان يكون قصيرا) نتكيء اولا على القاعدة المنطقية التي تقول” افضل خدمة يقدمها لك القوي او تطلبها منه ان يتركك وشانك”، لكن بالنسبة لامريكيا( وترامب بالذات) فلا اظنه سيفعل ذلك.
على الصعيد المحلي الاردني والقضية الفلسطينية والحرب على غزة، فان عودة ترامب وبالنظر لفترة رئاسته الاولى التي تميزت بالتفاهم والدعم المطلق لنتنياهو واليمين المتطرف الذي يحكم اسرائيل الذي وصل في لحظة ما لحد الشراكة، والمؤهل للانطلاق لفضاءآت اخرى في هذه الفترة، هذه الفترة الرئاسية والتي جاءت بعد الدعم المالي اليهودي السخي لحملته الذي قابلها بوعوده الصريحة بتوسيع مساحة اسرائيل( جغرافيا وديمغرافيا) ، ويفهم ضمنا ان هذه التوسعة ستكون على حساب من ؟ جغرافيا ستكون باتجاه الضفة وغزة وسكانيا باتجاه الاردن وسينا، عدا عن الوصاية الاردنية على المقدسات التي نأمل ان لايتم اثارة ملفها و التطرق لها والبحث في تغييرها، لكننا بالنهاية نثق بحصافة ورشد وعقلانية السياسة والدبلوماسية الاردنية.
_ وختاما، إن حالة القلق التي تسود العالم جراء انتخاب ترامب ،ومخاض ولادة قوة عظمى جديدة بالاضافة لما يسود المنطقة من حالة شبه فوضى وترقب، كل هذا وغيره يستدعي بالضرورة و يهيء لارضية ملائمة للبدء بتشكيل تحالفات جانبية ذات ابعاد استراتيجية كبرى، اساسها المصالح المشركة المنبثقة من الثوابت القومية والدينية، والتي قد تكون نواة لصحوة عربية وإسلامية مرشحة للنمو والتمدد لتصبح مشروعا نواجه به المشروع الغربي بقيادة امريكيا وراس حربته اسرائيل.
ختاما، كان احد ملوك بريطانيا قديما يقول بريطانيا تحكم العالم، وانا احكم بريطانيا وزوجتي تحكمني وزوجتي تخاف من الصرصور، فالاحتمال وارد بلحظة من اللحظات ان يكون للصرصور تأثير على العالم، اما في حالة ترامب فقد كان لابنته ايفانكا وزوجها كوشنر تأثير كبير في الفترة الاولى، وحاليا اعتقد سيكون لايلون ماسك تأثير اكبر.
المهندس خالد خليفات.. كانت وجهة نظره كما يلي..
قبل أيام معدودة من سباق الحسم في الانتخابات الأمريكية الأخيرة ، كنت في جلسة مع بعض ما يسمون أنفسهم محللين سياسيين – وما أكثرهم هذه الأيام- ، وكان عنوان الحديث مشابه تماما للعنوان الذي نقوم بمناقشته اليوم الخيارات الأردنية في حال عودة الرئيس ترامب – رامبو العصر – إلى البيت الأبيض !!! .
الحقيقة كان البعض متشائما لدرجة الاستسلام وبأن الخيارات الأردنية محدوده وأن القادم على المنطقة مظلما ! والبعض الآخر أبدى نوعا من التفاؤل الحذر مدللا بأن الرجل قد فهم الدرس بعد انكشاف نوايا اللوبي الصهيوني في المجتمع الأمريكي وتخليه عن دعمه في الدوره الماضية مما أدى إلى خسارته أمام بايدن ، وهذا سوف يؤدي الى سياسه مختلفه وأداء مختلف عن فترة رئاسته السابقة !
ما يثير الاستغراب أن يغيب عن أذهان البعض أن الحزبين( الديمقراطي والجمهوري ) هما وجهان لعملة واحدة ، وأن السياسة الخارجية الأمريكية محكومة بمؤسسات عميقة ترسم سياسات لعقود وليس لفترات رئاسية لأشخاص ، فهامش المناورة لأي رئيس لا تعدو عن كونها خطوط طول وعرض لا تتجاوز مقاس طول وعرض شخص الرئيس !!! وأن هامش المناورة هذا يتسع كثيرا حين يتعلق الأمر بالملفات الداخلية الخاصة بالمواطن الأمريكي وبخاصة التركيز على مؤشرات الأداء الاقتصادي! (رفع مستوى المعيشة، خفض مستوى البطالة، تحسين المنظومة الصحية، مكافحة الهجرة غير الشرعية…).
وعودة إلى الخيارات الأردنية وقد عاد ” رامبو” ! فأنا أعتقد جازما أن أولى تلك الخطوات تتمثل في تمتين الجبهة الداخلية من خلال مصالحة شاملة مع كل القوى السياسية المؤثرة على الساحة دون استثناء لأحد، وأن يعي الجميع أن عنوان تلك المرحله سيكون ” الأردن أولا ” ! وتحت هذا العنوان يمكن فتح ومناقشة كافة الملفات الهامة والضرورية بعقلية منفتحة دون الدخول في كولسات وتحالفات بهدف العزل والاقصاء.
ثم تأتي الخطوة الثانية، وهي التركيز على رفع سوية الاقتصاد من خلال تشخيص وتحديد الهوية الاقتصادية الأردنية واستغلال الموقع الجيوسياسي للدولة الأردنية ووضع أولويات للقطاعات الأكثر مردودا للبدء بالتركيز عليها وجذب الاستثمارات لها ( سياحة، رزاعة ، صناعات تعدينية ، لوجستيات،..) بحيث نصل إلى جعل الأردن مركز إقتصادي
إقليمي- Regional Hub – .
علينا أن نعترف أن مشكلة الأردن إقتصادية بالمقام الأول، وأن تحسين المؤشرات الاقتصادية سيقود إلى المزيد من الأمن الاقتصادي وبالتالي الأمن الوطني، أما بالنسبة للسياسة الخارجية – محور الحديث – فنحن على قناعة تامة أن الخيارات محدودة ليس للأردن فقط ، بل لمعظم دول العالم وخصوصا التي ترزح تحت سياط المديونيات لصندوق النقد الدولي ، بل إنها محدودة كذلك للدول ذات الموارد الطبيعية وحتى التصنيعية الكبيرة في ظل غياب توازن القوة على المستوى الدولي وتفرد الولايات المتحدة الأمريكية بالقرار .
وأخيرا، ومن ناحية توقعات شخصية ناتجة عن مراقبة لبؤر الأحداث الساخنة ( الشرق الأوسط ، أوكرانيا، مسألة تايوان) اتوقع أن تلجأ إدارة ترامب إلى فرض حلول بعيدة عن التدخلات العسكرية المباشرة لكن ضمن المصالح الأمريكية وأن التركيز الأكبر سيكون على الداخل الأمريكي.
فيما شرح المهندس أحمد عيسى العدوان.. فكرته عن الحوار بما يلي..
صحيح ان لرئيس الولايات المتحده صلاحيات كبرى خاصه في السياسات الخارجيه لكن انا ارى ان قرار الرئيس يخضع لمشاورات مع مؤسسات امنيه وعسكريه في امريكا وبما يخدم المصالح الامريكيه اولا
وما من شك ان الاحزاب لها دور مهم وهي التي اوصلت الرئيس للنجاح وهنا مع ترامب سيكون دور الى الحزب الجمهوري في رسم النهج الذي يريده الشعب الامريكي ونهج الحزب
الشعب الامريكي توجهاته تختلف عن السياسات الامريكيه فهم لاتهمهم السيطره على العالم وبسط نفوذ امريكا في كل بقاع الارض وجل ما يهمهم هو الاقتصاد ورفع مستوى المعيشه بالاضافه الى بعض قضايا المجتمع الداخليه من وجود مهاجرين غير شرعيين يستهلكون اقتصادهم او قضايا اجتماعية محليه داخل امريكا
وانا شخصيا اجد ترامب اقوى من بايدن وهو صاحب قرارات حاسمه تصب في مصلحه امريكا مما يدفعه لاتخاذ نهج متوازن في بناء علاقات مميزه مع دول العالم بما فيها دول الشرق الاوسط
ويبدوا ان امريكا الان على قناعه ان بسط نفوذها على العالم اصبح امر صعب في ظل وجود قوى اخرى بارزه على الساحه كالصين وروسيا وكوريا الشمالية وايران مما يدفعها من باب التوازن ان تكسب دول الشرق الاوسط
وما من شك انه في هذا التوقيت يهمها استقطاب العالم العربي وستعمل على نهج يتم من خلاله مزيدا من التقارب مع العالم العربي وخاصه دول الخليج ومصر وسوريا والعراق
وستكون الاردن لها الاولوية ان تكون حليف قوي الى امريكا كون النهج الدبلوماسي الاردني نهج مميز ومنطقي قد تتقبله كل الاطراف
وان تشكيل اداره ترامب قد لا يعطينا انطباع اولي عما يريدونه في قادم الايام خاصه ان ترامب قد اوضح انه يريد ان ينهي الحروب وان لاتكون الدول الاوربيه عاله على امريكا في حلف الناتو وتشكل ظغط اقتصادي عليها بسبب النفقات الماليه الكبيره التي تنفقها امريكا من اجل حلف الناتو
واعود واقول ان امريكا تريد شرق اوسط جديد يعمه السلام ويشمل دول الخليج بعيدا عن الحروب بما في ذلك ان تدخل اسرائيل بسلام مع كل الدول العربيه بما فيها لبنان وسوريا
وحتى ايران ستكون بين خيار ان تدخل في السلام مع اسرائيل والدول العربيه او ان يتم عزلها ومحاربتها اقتصاديا وعسكريا اذا غردت خارج السرب ورإت ان تميل مع الحلف الروسي الصيني الكوري شمالي
وانا شخصيا ارى ان مشروع الشرق الاوسط الجديد في ظل الدبلوماسيه الاردنيه وتوازنها واهميه موقع الاردن خاصة بالنسبه الى فلسطين فسيكون له اثر ايجابي على الاردن خاصه مع توجه ان تحتضن الاردن بعض الهجرات الفلسطينية التي قد تصل اليها وان كان مرفوضا الان
كما ان انشاء دوله فلسطين سيكون له اثر اقتصادي جيد على الاردن
وامريكا تدرك ان الاردن تحتاجها اقتصاديا وعسكريا
وكذلك الاردن تدرك هذه النقاط وبالتالي سيصلون ابو نقطه التقاء ترضي الطرفين بما يخدم امريكا اولا والاردن اولا
مطالب الاردن واضحه وهي وجود دوله فلسطينيه وان تكون المقدسات الاسلاميه في القدس تحت الوصايه الهاشميه مع توقعي دينيا ان يتم تدويل القدس للاديان الثلاث
الاردن دائما دورها فاعل وامريكا والدول الغربيه تريد ان يكون دور فاعل للاردن في السياسات المستقبلية في المنطقه وستفرض على الدول العربيه ان تبقى علاقاتها متوازنه مع الاردن وتخفيف العبء الاقتصادي عليها من جراء الهجرات التي تعرضت لها مع قله مواردها الطبيعيه
استقرار الاردن مطلوب من الجميع ومن كل الدول المحيطه بها وانا شخصيا متفائل وسيكون القادم اجمل حتى يغير الله امرا كان مفعولا
السيد ابراهيم ابو حويله.. كان رايه عنوان مداخلته “ترامب هل تسقط الإقنعة؟”…
ما يقوم به ترامب وما هو ترامب وما هو قادر على فعله، اصبح هاجس الجميع، يقف الغرب والشرق على قدم واحدة، فهذا كما يقول هو عن نفسه شخصية مجنونة غير منضبطة قادرة على الفعل ورد الفعل بلا إنضباط، تستطيع ان تضع خطة للتعامل مع شخص متوقع، او على الأقل تستطيع ان تتوقع أين يقع رد الفعل الخاص به ولكن هذا صعب.
عندما سأل لماذا الصين ستنفذ ما تريد قال للمذيع لأنهم يعلمون بأنني شخصية مجنونة، طبعا هذه صفة عامة يتستر خلفها بعض الزعماء لخلق نوع من رد الفعل عند الأخر، بعدم عصيان رغبتهم لأنهم قادرون على الإيذاء، وهذا ما قام به نيكسون قبل ذلك، وكان يسوق لهذه الفكرة شيطان السياسة الإمريكية هنري كيسنجر، واستطاع ان يحصل على العديد من المكاسب بسبب ذلك.
لكن في الحقيقة ترامب يتظاهر بذلك، وحسب ما قاله هو نفسه عن نفسه، كم حرب دخلت فيها، طبعا هنا يقارن نفسه مع الديموقراطيين، بأنهم هم من يدخل الحروب، وهم من يسبب الخسائر، وهم من يجعلون امريكا تدفع اكثر وتأخذ في المقابل أقل. هنا نرى بوضوح عقلية الربح والخسارة، وعقلية رجل الأعمال التي تتحكم بالموضوع. ولكن هل هذا مضمون للإسف لا.
لكن هذه العقلية تجعل جميع من حوله يحتاط لرد الفعل غير المتوقع منه، حتى اقرب الحلفاء له، فهو ونتيجة لضحالة علمه وسطحية عقله، قابل للتلاعب به، وهذا ما قام به النتن ياهو عندما عرض عليه شريط مصور يعرض فيه تهديدت محمود عباس بقتل الي ه ود واخراجهم من فلسطين، وعندها استشاط غضبا، وأفرغ هذا الغضب عليه، مع ان مستشاريه حاولوا اقناعه بأن الشريط قد تم التلاعب به، ولكنه سار خلف قناعته. وهنا نعود للنقطة المهمة بأنه قابل للغضب، ومن سهل التلاعب به، وهو صديق اليوم ولكن من الممكن في أي لحظة ان يكون عدو الغد.
يراهن اليمين المتطرف بما يملك من وسائل داخل وخارج الولايات المتحدة على شخصية ترامب، وأنها قادرة على تحقيق مكاسب كبيرة لدولة الكيان، وهذا ممكن، كما قام سابقا بالإعتراف بالقدس عاصمة ونقل السفارة، ولكن بظني هذه الشخصية لن تتحمل تصرفات اليمين المتطرف في الكيان، وسيكون هناك جولات بينهم، ستكون هذه الشخصية بما تحمل من صفات، صعب عليها تقبل تجاوزات وتصرفات وتصريحات وإملاءات اليمين المتطرف، قد تهادن خوفا من قوة اللوبي في امريكا، ولكن عند مرحلة معينة ستنفجر، وعندها من غير المتوقع ما الذي سيحدث.
طبعا يستطيع العرب والمسلمون الحصول على الكثير من هذه الشخصية،ولكن المشكلة هي عدم وجود موقف عربي موحد ضاغط، ويسعى بقوة لحل الموضوع الفلسطيني، ومنح امريكا شيء في مقابل شيء اخر، هو الحل العادل، ولو اتحد العرب بما يملكون من قوى ومصالح ومنافع ووسائل ضغط لكان لهم اثر كبير لصالحهم، ولكن هل هذا سيحدث، وهنا ايضا اعول على شخصية ترامب التي بسعيها لفرض امور معينة على بعض القادة، ودفعهم للدفع والتنازل لمصلحة امريكا، قد يلجؤون للإتحاد والتحالف للتخفيف من هذا الضغط، وهذا سيكون في مصلحة الجميع، ولكن هل هذا من الممكن ان يحدث؟ سنرى.
الأردن في ظل الموقف العربي والخسائر الكبير للمقاومة، في موقف صعب، وقد يكون هناك حلول على حساب الأردن، ولكن ما قامت به السياسة الأردنية حيال صفقة القرن، ورفضها والصمود رغم كل الضعوطات العربية والأجنبية، يرسم صورة واضحة عن طبيعة السياسة الأردنية، وأنها لن تتنازل إذا كان الحل على حسابها، او على حساب الفلسطينين، نعم ستكون هناك مراهنة كبيرة على اصدقاء الأردن في الغرب وخاصة في أمريكا، ولكن بدون موقف عربي موحد القادم صعب.
السيد محمود ملكاوي.. اوضح تصوره للأمر كما يلي..
-بلا شك يعمل صانع القرار الأردني دون ضجيج لاستيعاب أبعاد عودة ترامب للحكم بما يحمله من مفاجآت ، ويعمل الأردن على إعادة التموضع السياسي وبناء استراتيجيات وتحالفات جديدة تمكّنه من الانحناء أمام العاصفة السياسية التي قد تواجهها خلال سنوات ترامب الأربع ، بأقل الأضرار الممكنة
-ينتظر الجميع تنفيذ الوعود التي قطعها هذا الترامب بعد فوزه “بإنهاء حروب العالم”، بما فيها حروب منطقة الشرق الأوسط المنهَكة من الصراعات المتتالية ، منذ إنشاء الكيان الصهيوني السرطاني في جسم الأمة
-لا أحد يمكنه التنبؤ بالصفقات التي ينوي ترامب عقدها ، فهو كرجل أعمال -والآن كرئيس للولايات المتحدة- فإنه يعقد صفقاته تارة بالقوة وأخرى بالتفاوض ، ولا يأبه للأطراف الضعيفة ، فهو دائما مع الأقوياء
-في عهد ترامب الأول، تصدّى جلالة الملك لما سمي بصفقة القرن التي حاول ترامب فرضها على المنطقة عبر حلول اقتصادية وتطبيع عربي مع الكيان الصهيوني ، بدلاً من العمل على إنشاء دولة فلسطينية مستقلّة تعيش بجانب هذا الكيان ، وبدت الاستراتيجية الأردنية لحماية نفسه من خطر الترانسفير في خطر داهم ، ومن هنا نستذكر اللاءات الثلاثة لجلالة الملك آنذاك : لا للتوطين في الأردن ، لا للتهجير ، ولا لمسّ دور الأردن التاريخي في القدس لحماية المقدسات الإسلامية والمسيحية
-وقف جلالة الملك يومها وحيداً خارج المسار الترامبي ، بينما هرولت الإمارات والبحرين والمغرب الى عقد معاهدات وإقامة تطبيع سياسي واقتصادي ضمن ما سمي بالتفاهمات الإبراهيمية!
-ويبدو أن رئيس الوزراء الكيان الصهيوني اليميني المتشدد النتن ، يريد انتهاز فرصة عودة حليفه ترامب إلى البيت الأبيض للمرة الثانية والأخيرة ، لتنفيذ مشاريعه التوسعية ، مستغلاً الحرب على غزةَ ولبنان ، وذلك بترحيل من تبقى من الغزيين إلى مصر لضم القطاع إلى الكيان ، وتوجيه فلسطينيي الضفة الغربية والقدس إلى الأردن ، وقضم ما تبقّى من أراضيها!
-وهناك حوالي 250.000 مواطن يحملون جوازات سفر أردنية دائمة ، ويسكنون في الأراضي الفلسطينية ، وقد لا يستطيع الأردن التخلي عنهم قانوناً ، في حال قرروا العبور إلى المملكة بسبب ضغوط الكيان الصهيوني ، مما سيشكل خطراً على المعادلة الديمغرافية الأردنية.
-ترامب سيصر على توسيع حلقة المطبّعين مع الكيان رغم مجازره في غزة وفلسطين ، وسيضغط على قطر والكويت وسلطنة عُمان وربما دولاً عربيةً أخرى ، للانضمام إلى معزوفة “شرق أوسط جديد” عماده السلام الاقتصادي والتنمية – كما يدّعي – لكن على مقاس الترامب والنتن!
-اقالة وزير دفاع الكيان يوآف غالانت وتعيّين يسرائيل كاتس مكانه وجدعون ساعر وزيراً للخارجية، كان لضمان استقرار حكومة العدو حتى انتهاء ولايتها أواخر 2026، ليتمكن النتن من إدارة الحرب على غزة ولبنان من دون معارضة
-التكيّف للمرحلة القادمة يتطلّب تحصين الجبهة الداخلية بمقاربات جديدة، وفصل تداخل السلطات الثلاث وتغيير الخطاب الرسمي والشعبي المتناقض حيال أميركا وإسرائيل ، وبدء تنسيق إقليمي جديد عماده علاقات أكثر اتزاناً مع المحيط العربي ، واستغلال وقوف الاتحاد الأوروبي وعدد كبير من دول العالم إلى جانب الأردن.
فيما كان رأي الأستاذ الدكتور خليل الحجاج.. تحت عنوان “عودة ترامب وأثرها على الشرق الأوسط بشكل عام والاردن بشكل خاص”..
الزميلات والزملاء الافاضل يستغرب البعض ألاثر الذي الذي قد يتسبب به شخص والسبب في ذلك يعود إلى تناسي الناس اوعدم معرفتهم بالحركة التي تتبعها النظريات السياسية الحاكمة للعالم اوالتي لها أثر في تحريك صناعة التاريخ وادواره وحلقاته ولكي نستعيد الذاكرة علينا أن نؤمن أن للراسمالية الغربية ومؤيديها الاشتراكيون المسيحيين في غرب أوروبا أهداف مشتركة وان تلك الأهداف التي تمت صياغتها منذ فترة بعيدة تعود بدايتها إلى عصر النهضة الاوروبية والثورة الدينية التي قادها مارتن لوثر على الكاثولكية الإيطالية الإسبانية ومعه الكثير من المصلحين الدينين الفرنسين والسويسرين والتي انتهت بنشر المذهب البرتستني في العديد من دول أوروبا ومنها فرنسا وبريطانيا التي نقلت المذهب أثناء استعمارها لامريكيا الشمالية بكل توجسات أوروبا من اليهود وانتشار معاداتهم لليهود والمذابح التي اعملت بهم ومحاولة تحويلهم للمسيحية قصرا بعد اقناعهم أن التوراة اليهودية تمثل العهد القديم وان الإنجيل هوالعهد الجديد منه وأنهم سيعملون على تلبية رغبتهم لبئتهم السامية التي جاءو منها ليكونوا حراس الازدهار للمنطقة التي تخلفت عن طريق إقامة دولة لهم تمهد لعودة المسيح الدجال والمسيح عيسى بن مريم هذا الاندماج الذي لا يؤمن به المتدينون اليهود بل العلمانيين المتحالفين مع الكنيسة الانجليكانية التي يمثلها ترامب واخر ثلاثة عشر رئيسا أمريكيا ومجلس النواب الحالي والشيوخ وكل المعينين لإدارة الولايات المتحدة من قبل ترامب اعتقد ان هناك أولويات وهي جزء لايتجزأ من السياسة الخارجية الأمريكية سيتم تنفيذها أخذا بالقاعدة التي سارت عليها المنهجية التاريخية للاشتراكية الشيوعية التي تقول ان التاريخ يسير في حلقات متصاعدة تؤدي إلى صيرورة حتمية ولذلك فالحتمية التاريخية تفرض علينا أن نتوجس ونستعد ولانستبعد ونستكين أن الولايات المتحدة لديها مؤسسات ومصالح وخيارات هذا غير صحيح الأولويات لديهم فوق كل الخيارات فالديمقراطية التي أعطت سلاح لضرب المستشفيات والمدارس والمعاهد ودور العبادة ومخافة القانون الدولي لاتؤتمن لم يعد لديهم حقوق انسان ولاطفل والتمكين وكل القصص الأخرى باتت مكشوفة.
الدكتور عيد ابو دلبوح.. كان رأيه كما يلي..
كيف نستعد لتحولات المنطقه؟؟
من هو المطلوب منه ان يستعد؟؟
هذا سؤال تجاوب عليه الحكومات العربيه،فمنذ سقوط بغداد وسقوط صدام في ساعات فانهار العرق وتشتت الشعب العراقي،،
ومن بعده اوباما ولم يكلف إرهاق جندي أمريكي خض البلاد العربيه من خلال ربيعه هو واسقط حكام مصر وليبيا واليمن ودمرت البلاد من خلال تدمير البلد نفسه مثل ليبيا واليمن وسوريا ومصر عبث بها داخليا حتى فقدت معنى الدوله لاي مواطن مصري.
انهارت ليبيا واليمن ومصر من دون روح وصمدت سوريا ومع انها دمرت وهجر شعبها وعاد اعداء سوريا إلى فتح سفاراتهم.
واذ لاحظنا انه دمر من كان فكره ضد الاحتلال وبقي فصيلان مقاومان وحتى وصل الغرور بالاحتلال وبايدن ان مقاومه غزه لا معنى لها وان مقاومه حزب الله انهكت بفعل حرب سوريا،ووصل الأمر بترامب بصفقه القرن وبمعرفه دول عربيه ودول لا تعرف ويفرضون خياناتهم على اهل فلسطين،،،،،وانهم اقنعوا انفسهم بانهم بعد مآئه عام سيتم دمج الاحتلال بكل سهوله مع العرب كشعوب،،،،
وهل بعد هذا هناك تحول،فاذا لاحظنا ان حكومات الدول العربيه المتحالفة مع الاحتلال والغرب لا جديد عليها مستقبلا لانهم مشاركون بمخطط منع وجود مقاومه للاحتلال.
واذ بطوفان الأقصى يستمر مقاومه لاكثر من 400 يوم ولولا الدعم الأمريكي والأوروبي الضخم وبشكل يومي ما كان هناك وجود لشيئ اسمه الاحتلال وبحماية الدول العربيه،،،،
ولاول مره منذ مآئه عام تقصف مدن فلسطين المحتله ومنازل مسؤوليها ووزاره دفاعها وانهيار الديمقراطيه فيها وظهرت همجيتهم التي طبقوها ابان الحرب العالميه الاولى والثانيه والتي قتلوا عشرات الملايين من البشر!!!!!
والذي حصل الان ان هناك تحولات تمت داخل الدول العربيه،،،،وهي ان الشعوب العربيه فقدت قناعاتها بحكوماتها وانها تيقنت ان الحكومات مع الاحتلال وما السكوت عن دماء اهل فلسطين ومع انهم يطالبون بارضهم قد اوجد تحولا واقعيا على الارض وداخل البلاد العربيه بان الشعوب سوف تقمع وتضطهد من قبل حكوماتها وهذا الذي يجب الاستعداد له لمنع حصوله من قبل افراد لا تعي معنى شعبها فيما لو ترامب او غيره اصدر امرا بذلك،،،،
الان التحول الحاصل ان الشعوب قد اقتنعت ان قوه الاحتلال هي من ورق ودخول تحول جديد على حدود فلسطين وهو ان فعل ايران اصبح يحضى باحترام إلى الذي عملته دعم للمقاومه وتسليح المقاومين،،،ففي مثل هذه البيئه المستجدة وخصوصا ان خطط الاستعمار وقطف الثمار(مفرده د.محمد العدوان)اصيبت بمقتل وان المحتلين نزحوا من الشمال ومن الجنوب ومقاومه داخل فلسطين ال 67،وهذه التحولات ليست سهله والان وقف اطلاق النار في شمال فلسطين (بسبب القتل الكبير الذي اصاب الاحتلال) فكيف يتوقف اطلاق النار في شمال فلسطين بسبب دعم المقاومه هناك من قبل ايران والذي آذى الاحتلال ،فمن هنا كيف ستحترم الشعوب العربيه حكوماتها بانها تبقي مقاومه غزه وحيده وشعبها وحيدا لكي يقتل من قبل الاحتلال والذي به سيقتنع الجميع ان حكومات العرب هي التي تقتل غزه.
هذه التحولات والتي تمت الان هي صحوه الشعوب العربيه وعوده قضيه فلسطين ودخول ايران القوي وبسلاحها في مركز العرب.
التحولات القادمه جميعها تصب في اقتتال ضد الشعوب العربيه لان الحكومات فقدت هيبتها وقوتها امام الغرب والاحتلال،ولذلك فلننسى ترامب اتى ام انتهى فالاهم منه ان لا تقودنا قله افق حكومات العرب إلى اقتتال وبحجه فرض الدوله.
تحولات كشفت عورات العرب والذين لم يستطيعوا حمايه طفل فلسطيني،وفقط من حرب ضد حزب الله(وبدعم إيراني سوري) اجبرت أمريكا والاحتلال على وقف إطلاق النار،وبالتالي حموا آلطفل اللبناني،فمجرد ان اطلقوا العنوان تل ابيب مقابل بيروت واعطوا نموذج قصف ب 350 صاروخ تذهب اربعه ملايين من الآحتلال إلى الملاجئ في يوم واحد،
فمثل هذا التحول هل سيذهب سدى ام ماذا سيكون؟؟؟
فقدوم ترامب مثله مثل اي رئيس أمريكي فعندما تحوطت المقاومه كان هنالك اثر!!!
ولكن حكومات العرب من دون والى دون.
اللهم سترك
السيد هاني الصليبي الفاعوري.. كان رأيه كما يلي..
بداية ؛ بالفترة التي سبقت فوز ترامب بالإنتخابات الأمريكية وبعد فوزه بها فإن كثيرا من الكتاب والمحللين قطعت أقلامهم وحناجرهم أشواطا طويلة لبيان التغيرات في السياسة الأمريكية وتأثيراتها على العالم بشكل عام وعلى منطقتنا بشكل خاص ، ولم يقصر المهتمين بهذا الشأن في ذات المضمار مبدين تخوفهم من هذه المرحلة.
وطالب أبناء المنطقة العربية وبالذات الشرق الأوسط قياداتهم بمواقف تكون على مستوى التحدي الجديد الذي تم الإعلان عنه قبل ان ترمب رسميا صناعة القرار ودفة التوجيه .
لكن القليل من هؤلاء وهؤلاء تطرق في تحليله الى واقعنا المحلي اجتماعيا واقتصاديا وبين ما يجب العمل به لمواجهة آثار التحديات القادمة .
ان أي مجتمع يعيش في بؤرة ملتهبة كمنطقتنا محاطا بالتحديات والأخطار – من البعيد والقريب – عليه ان يتكيف مع هذه التحديات والأخطار ، وأن يكون مستعدا لجميع الإحتمالات التي تفرض عليه ولا يملك فيها قرارا .
فالإسترخاء والرفاهية الزائدة تنتج مجتمعا قليل المناعة اجتماعيا واقتصاديا .
يحدثنا تاريخ الحرب العالمية الثانية أن الأمم والشعوب التي اعدت أبنائها وبناتها عقائديا وفكريا وفرضت عليهم الرياضة واللياقة البدنية وتدريبات الطوارىء والإنقاذ والاسعافات الأولية وقامت بتجهيز مجتمعها اقتصاديا لما يمكن ان يحدث قد أفلحت وتخطت هذه التحديات ، بينما ان الأمم التي استرخت وبقيت في حياتها المعتادة ورفاهيتها قد هزمت وتم اجتياحها في الجولة الأولى .
من بديهيات الإقتصاد ان القرية تطعم المدينة من انتاجها ، فتكتفي ذاتيا وترسل الباقي الى اسواق المدينة .
أما أن يعيش الكثير من أهل القرى عل الخبز القادم من المدينة التي تحصل على دقيقه المستورد من الخارج ، فإذا توقف الإمداد الخارجي جاعت المدينة والقرية والبادية !!
من يتجول بالسيارة في قرانا يرى للأسف غياب اللون الأخضر عن معظم الأراضي التي يفترض أنها زراعية .
معظم استهلاكنا من الماء والخضروات والفواكه المحلية تزودنا به أكثر المناطق سخونة وعرضة للخطر .
حتى مصطلح المونة ( مونة البيت ) التي كانت لدى الأجيال السابقة ، وكان يستعان بها في أوقات الطوارىء والأزمات وبرد الشتاء وثلوجه أصبحت غير موجودة وخارج إطار التفكير أو المقدرة لدى الجيل الجديد .
واصبحت المعيشة يوما بيوم ، وكل منا لديه من القصص والروايات عما مر به الناس خلال ازمة كورونا ما يستدل به .
المجتمع الذي لا يبدأ اقتصاده من المنزل والحقل مجتمع لا يقدر على الصمود في وجه التحديات والأخطار الطبيعية والمصطنعة.
أما السياسة الأمريكية فيقرها مجلس الأمن القومي الأمريكي لمدة خمسين سنة ، ولا يملك الرئيس جمهوريا أو ديمقراطيا أو مستقلا ان يغير ثوابتها .
وكل ما يستطيعه الرئيس تسريع الأمور أو تأخيرها ضمن مدى زمني محدد ، عليه ان يعود بعده الى الكونجرس ليقره أو يوقفه .
السؤال المهم ، ماذا أعددنا لما قبل بايدن وترامب ، ولما بعدهما ؟!!
الدكتورة حنين عبيدات.. كان رأيها كما يلي..
وجود ترمب في هذه المرحلة في أمريكا :
السياسة الخارجية الامريكية : لن يكون وجود ترمب لصالح اي طرف من الأطراف المتصارعة في الشرق الأوسط، و لن تكون سطوته السياسة كما يتوقع الكثيرون، و نحن نعلم أنه عراب صفقة القرن و هو الساعي لتوسيع إسرائيل كدولة، جغرافيا و اقتصاديا، و لكن من بعد ٧ أكتوبر اختلطت الأوراق و أصبحت القضية الفلسطينية أكثر تعقيدا من طرف إسرائيل و من طرف العرب، و خصوصا أن الموقفين الرسمي و الشعبي الأردني و المصري ثابتين من ناحية التهجير القصري لأهل الضفة الغربية و غزة من جهة، و الجبهة اللبنانية من جهة، و الشعب اليهودي الذي تأثر كثيرا من الحرب وهذا ادي الي انقسامات سياسية داخل المجتمع اليهودي، إذن ترمب في المرحلة الحالية لن يملك قرارا احاديا متفردا من أجل استباحة الأرض العربية و تسليم فلسطين و توسيع إسرائيل، بل ستكون المرحلة الحالية بوجوده الأسوأ والأضعف في تاريخ أمريكا في السياسة الخارجية.
أما في السياسة الداخلية : لن يتبع ترمب في الفترة الحالية كل مباديء الحزب الجمهوري و سيكون دبلوماسيا مجتمعيا و اقتصاديا و سيسعى لارضاء كل الأطراف السياسية، و سيكون هذا نقمة سياسية لدى الدولة العميقة التي ترسم سياسات أمريكا، إذن ترمب لن يحدث نهضة اقتصادية ومجتمعية في بلده.
فيما اختصر السيد عمر الشيشاني رايه بهذا المختصر..
ترامب اليوم هو غير ترامب الأمس.
حين جاء رئيسا بالسابق لم يكن له عهد بالسياسة و الحكم فقد كان رجل أعمال و اعتقد انه قد قام بما قام به لمصلحة أمريكا من الناحية الاقتصادية سواء على مستوى الدولة او مستوى معيشة المواطن.
الان و بعد أن فهم اللعب السياسي سترون انه مختلف تماما و انه سيقوم بتعديلات دستورية قد تكون من ضمنها حرية الترشح لفترة رئاسة ثالثة و رابعة … و يرتقي باللعبة السياسية لمراحل متقدمة بحيث تعجز الحكومات في العالم فهم اسلوبه الجديد.
ترامب بعهده القديم دخل السياسة من خلال ما نشأ عليه (الدعارة) التي سهلت له الطريق للأعمال اما اليوم فهو يتمتع بحضور قوي من الاواسط الاقتصادية المحلية و يكفيه صاحب منظومة X الذي سيساهم برسم الخطوط العريضة لتكنولوجيا المستقبل .
ترامب اليوم غير ترامب الأمس و الشاطر من يكسبه لصفه.
الدكتور مصطفى التل.. اختتم الحوار بهذا التحليل الشامل والوافي..
من المتفق عليه عالميا وإقليميا أن عودة ترامب للبيت الأبيض سيؤثر على المشهد العالمي والإقليمي , حيث أنه من المتوقع أن تتغيّر العلاقات الامريكية العالمية ومنها العربية بطبيعة الحال , مما سينعكس لزاماً على الدعم الاقتصادي والسياسي , والأردن احدى هذه الدول العربية التي ستكون بعين العاصفة , فالأردن معتمد على الدعم الأمريكي في مجالات متعددة , الامر الذي يفرض عليها تحديات كبيرة جدا .
من هذه التحديات :
- تغيّر السياسات الامريكية : حيث أن عودة ترامب وفريقه للبيت الأبيض اعلان بأن سياسات الولايات المتحدة الامريكية الخارجية قابلة لتغيير , وتبعاً لهذا فالدعم السياسي والاقتصادي والعسكري أيضا قابل للتغيير .
- ازدياد الضغوط الإقليمية على الأردن : تتميّز المنطقة العربية بأنها منطقة ملتهبة , وبالتناوب سيجد الأردن نفسه تحت ضغط إقليمي كبير نتيجة محاولته التكيّف مع مختلف الظروف المحيطة في الإقليم المتغيّرة باستمرار , واخص بالذكر ما يحدث في سوريا وفلسطين والعراق .
- العلاقات مع الدول المجاورة وتأثيرها : الأردن سيتأثر قطعاً بطبيعة العلاقات الامريكية مع الدول المجاورة مثل سوريا وفلسطين والعراق , وبالتالي سيجهد في إيجاد توازن قد يكون مكلف بين مصالحه كدولة وبين المصالح الامريكية في الصراعات في هذه الدول .
- كيف يمكن قراءة مؤشرات تشكيل إدارة ترامب الجديدة وتأثيرها على سياسات المنطقة؟!..
إدارة ترامب الجديدة ستؤثر على سياسات المنطقة البينية والإقليمية والعالمية , فبشكل عام من المتوقع ان تتبنى هذه الإدارة الجديدة دعماً أكبر لإسرائيل , مما يعني زيادة التحديات على الأردن , وزيادة التوترات الداخلية والخارجية على حد سواء , بالمقابل ستسعى الإدارة الجديدة الى زيادة التعاون الاقتصادي مع دول عربية أخرى في المنطقة العربية على مبدأ تبادل المصالح , والثمن سياسيا وعسكريا واقتصاديا ستدفعه دولاً أخرى من نفس الإقليم ,وعليه فأن هذا المحور يستلزم توضيح شقين منه :
الشق الأول : دلالات تعيينات الإدارة الجديدة الترامبية في البيت الأبيض حيث انه :
- التعيينات الرئيسية في الإدارة الامريكية : حيث أنه من المهم مراقبة هذه التعيينات في المناصب الرئيسية في الإدارة مثل وزير الخارجية ووزير الدفاع , حيث انهما يمثلان انعكاسات التوجهات السياسية والأمنية للمرحلة المقبلة .
- الخطاب السياسي للإدارة الجديدة : حيث يجب الانتباه بشكل جيد الى هذا الخطاب ومفرداته ومصطلحاتها وانطلاقاته وأهدافه التي يريد هذا الخطاب تحقيقه بشكل عام , حيث أن هذا الخطاب يعطي المؤشرات المبدأية حول أولويات الولايات المتحدة الامريكية في المنطقة العربية .
- آلية بناء التعاون مع الحلفاء في المنطقة : من الطبيعي على الإدارة الجديدة ان تعيد بناء التعاون مع حلفاءها بالمنطقة العربية , وهندسة إعادة التعاون ستعمل على تقزيم حلفاء مقابل إعادة إعطاء دور اكبر لحلفاء آخرين بالمنطقة , الامر الذي سيجعل الديناميكيات الإقليمية متقلبة بشكل حاد .
الشق الثاني : الشق الثاني : ما هي التأثيرات المحتملة الأكثر تأثراً بالشق الأول , وهنا يترشّح التالي :
- الدعم شبه المطلق لإسرائيل عسكريا واقتصاديا وسياسيا : حيث أن الإدارة الجديدة للبيت الأبيض ستدير الصراع ولن تعمل على انهائه , وإدارة الصراع يعني بشكل بسيط جدا , توسيع الهوة بين إسرائيل والعرب من جانب وبين إسرائيل والمقاومة من جانب آخر , مما يعني لزاماً زيادة المواجهات ( السياسية والعسكرية ) وليس انتهاءً بدخول المواجهات الاقتصادية المباشرة .
- العلاقات مع ايران ستكون شبه مواجهة مباشرة سياسية واقتصادية : مما يعني ان الإدارة الجديدة ستكون اكثر تشدداً مع ايران , الامر الذي يعني لزاماً زيادة التوترات في المنطقة العربية من باب ( الفعل وردة الفعل )
-.الامن الإقليمي من باب المفهوم الأمريكي : فادارة القضايا الإقليمية بالمنطقة ستخضع لهندسة جديدة , ومواجهة مختلف القوى المنافسة لامريكا بالمنطقة مثل لصين وايران والدور التركي , الأمر الذي سيضع مفهوم ( مكافحة الإرهاب ) بقالب جديد وهندسة جديدة ضمن المواصفات الامريكية المتشددة , مما يعني امتداد التأثير للاردن كونها حليف رئيسي في مكافحة الإرهاب.
- ما هي التحديات التي قد يفرضها مشروع “الشرق الأوسط الجديد” على الأردن؟!..
مشروع الشرق الأوسط الجديد التي تسعى إدارة ترامب الى تطبيقه في المنطقة سيؤدي الى نتاجات تحديات رئيسية للأردن على مختلف المستويات الداخلية والخارجية , منها على سبيل مثال لا الحصر :
- تغيير الديناميكيات الاقليمية , وهذا له شقان :
الأول : التنافس الإقليمي , حيث أن المشروع الجديد لمسمى بالشرق الأوسط الجديد سيؤدي الى بناء تحالفات جديدة بالمنطقة غير تلك الكلاسيكية في محاولة لاحلالها , حيث أن هذا التنافس سيعزل الأردن عن بعض الشراكات الإقليمية الحيوبة له .
الثاني : التأثير المباشر على التعقيدات الموجودة في دول الجوار مثل سوريا والعراق, مما يعني زيادة تعقيد الأوضاع الأمنية للاردن .
- تعاظم الضغط الاقتصادي على الأردن من خلال :
أ – الدعم الاقتصادي الأمريكي , والذي سيتم توجيهه الى دول أخرى نتيجة التحالفات الجديدة التي سيتم تشكيلها , مما يعني زيادة الأعباء الاقتصادية بشكل حاد
ب- التنافس على الاستثمارات الأجنبية , حيث انه من المتوقع وكنتيجة مباشرة لتغيّر سياسات الدعم الاقتصادي الأمريكي بالمنطقة ان نشهد منافسات حادة بين دول المنطقة على جلب الاستثمارات الأجنبية , مما يضع الأردن والذي يعاني من حيث الأصل في هذا المحور على حافة الخطر في جذب الاستثمارات الأجنبية الحيوية للاردن والتي تعد ضرورية لإدامة الاقتصاد الأردني وخاصة في ظل التحولات الاقتصادية الأردنية الحادة تحت عنوان الليبرالية الاقتصادية
- القضية الفلسطينية : فالقضية الفلسطينية بالنسبة للاردن قضية وجودية لا مجرد اشتباك سياسي , وتأثيرها مباشر على الأردن من كافة النواحي , فالتأثير سيكون واضحتا من خلال :
أ – التغيّر المتوقع في سياسة الإدارة الامريكية تجاه القضية الفلسطينية سيكون تأثيره مباشرا على الضفة الغربية وغزة , الامر الذي سينعكس على الأردن داخليا الذي يستضيف اعداداً كبيرة جدا من اللاجئين الفلسطينيين ,
ب- وكنتيجة مباشرة , فالاردن سيجد نفسه في مواجهة مباشرة مع الضغط الشعبي الداخلي كنتيجة طبيعية للتطورات المتوقعة في الضفة الغربية وقطاع غزة , الامر الذي سيؤثر على الاستقرار الداخلي .
- الأمن والاستقرار للاردن : حيث أن مجمل لتطورات السابقة المتوقعة على مستوى الإقليم والقضية الفلسطينية تحديداً , سيزيد التوترات في المنطقة مما يعني تحديات أمنية جديدة للاردن هذا من جانب .
ومن جانب آخر : سيكون هناك نمواً مضطرداً لما يسمى ( تهديدات إرهابية ) بالمنطقة , كنتيجة طبيعية للتحولات داخل المنطقة وصهرها بالمفهوم الأمريكي وخاصة تلك المتعلقة بفلسطين , وهذا يضيف أعباءً إضافية امنية على عاتق الأردن .
- التحولات الديمغرافية في الأردن وأثرها المباشر : حيث انه من نتاج الشرق الأوسط الجديد سيكون تحركات سكانية متنقلة بين فلسطين والأردن , او تلك الدول التي ستزيد فيها الاضطرابات الداخلية كنتيجة طبيعية للتعقيدات الأمنية المتوقعة داخل تلك الدول , مما يعني ان التركيبة السكانية في الأردن أصبحت مهددة بشكل مباشر .
والنتائج ستمتد الى المطالبة الشعبية من حيث الاقتصاد وما يتعلق به , في ظل الظروف الجديدة التي ستجد الأردن نفسها فيها وتحت ظلها , مما يضع الأردن دولة وحكومة تحت تأثير ضغوط مضاعفة خارجية وداخلية .
*- كيف يمكن للأردن الاستفادة من تجاربه السابقة مع إدارة ترامب لتجنب الوقوع في فخ الضغوط السياسية والاقتصادية؟!..
الأردن نجح بتجربته مع إدارة ترامب السابقة , حيث انه اعتمد على عدة محاور أهمها :
- سياسة متعددة الأطراف : حيث اعتمد الأردن على بناء تحالفات مع دول أخرى في الإقليم مما عزز مواقفه الدبلوماسية ووسّع شبكة الدعم البديلة له , فوسّع مشاركاته في المنظمات الإقليمية , حيث انخرط فيها بفاعلية عالية , ولعب دورا محوريا في التنسيق السياسي والدبلوماسي مما خفف الضغط عليه .
- تنويع الشراكات الاقتصادية العالمية والإقليمية: حيث من الممكن استكشاف شراكات اقتصادية بديلة للفترة مقبلة , مثل دول شرق آسيا وافريقيا , مما يعني التقليل من الاعتماد على الشراكات الامريكية .
كما يمكن للاردن ان يعزز الاستثمارات المحلية وتطوير المشاريع الصغيرة والمتوسطة لتكون المحور الرئيسي في الاقتصاد الأردني , كمحاولة لاستيعاب الصدمة الاقتصادية المتوقعة من إدارة ترامب وتقليل آثارها السلبية المتوقعة
-تطوير استراتيجيات مرنة : وذلك من خلال تقييم التجارب السابقة مع إدارة ترامب السابقة , وتعزيز ما نجح منها , وتجنّب ما فشل منها , فهذا يستلزم اعداد استراتيجيات مرنة تكون قادرة على التكيّف مع الظروف المتغيّرة المتوقعة .
وكنتيجة مباشرة يجب وضع خطط طواريء لمواجهة أي تعاظم في الضغوط السياسية او الاقتصادية والتي من المتوقع ان تكون موجودة بشكل مباشر في المرحلة المقبلة كنتيجة متوقعة للتغيّرات في السياسة الامريكية .
- تطوير العلاقات مع القوى الكبرى المنافسة للولايات المتحدة الامريكية مثل الصين وروسيا :
حيث انه يتوجب التواصل مع الإدارة الصينية والروسية لتوسيع الخيارات الأردنية في السياسة الخارجية , مما يعني استغلال التنافس الدولي بين القوى الكبرى لتعزيز المصالح الأردنية العليا إقليميا وعالميا .
*هل يمكن للأردن أن يلعب دورًا دبلوماسيًا مختلفًا يحقق توازنًا بين القوى المتصارعة في المنطقة؟!..
يمكن للأردن ان يلعب دوراً دبلوماسياً وسياسياً فعّالاً في تحقيق التوازن بين القوى المتصارعة في المنطقة , فالأردن مؤهل ليلعب هذا الدور بفاعلية عالية مستغلاً ميّزاته ومنها :
- الموقع الجغرافي الاستراتيجي : فالأردن يقع في قلب منطقة الشرق الأوسط مما يجعله التقاء للعديد من القوى الإقليمية والدولية والإقليمية , ولا بد من الأردن كحلقة وصل بين الأطراف المتصارعة
- العلاقات الدولية والإقليمية القوية : فالأردن يتمتع بعلاقات جيدة مع الولايات المتحدة الامريكية ودول الخليج ومصر , الامر الذي يعزز من قدرته على الوساطة بين الأطراف المختلفة .
مصداقية التاريخ الأردني بالوساطة المحايدة : فالتاريخ الأردني حافل بالوساطات الناجحة والمحايدة بين مختلف الأطراف , مما اضفى على الدولة الأردنية صبغة وساطيه ناجحة ومحايدة , فاستغلال هذا المحور بتوظيفه جيدا , سيعطي دافعا للإدارة الأردنية بترسيخ الأردن كوساطة فاعلة
في النهاية تتطلب المرحلة المقبلة استجابة سريعة وبدون تردد وخوف , فالتغييرات الديموغرافية المتوقعة بجانب الجيوسياسية , تتطلب استجابة شاملة لادارة التغيرات الديموغرافية المتوقعة , مزامنة مع الاستجابة الأمنية الفاعلة , مقرونة بتعزيز المنظومة السياسية الداخلية مع التوجه نحو التنمية المستدامة , من خلال اعادة هندسة الاولويات الاردنية , يمكن للاردن أن يضمن استقراره ويعزز قدرته على مواجهة التحديات المتوقعة في المرحلة لمقبلة .