![](https://i0.wp.com/sabaqnews.com/wp-content/uploads/2025/02/1329167a-f8c0-4f87-a373-d0c8fd0a7419.jpeg?resize=480%2C620&ssl=1)
سبق الاخباري – تُعد فئة الشباب وخاصة الفتيات من أكثر الفئات عرضة للاستغلال في المجتمعات التي تعاني من ضعف اقتصادي واجتماعي وسياسي يتم استغلالهم كأدوات لتمرير أجندات سياسية داخلية وخارجية مستغلين ضعفهم الاقتصادي وعدم توفر فرص العمل مما يجعلهم فريسة سهلة للقوى التي تسعى لتحقيق مصالحها على حساب مستقبلهم ومستقبل مجتمعاتهم هذا الاستغلال لا يقتصر على الجانب السياسي فحسب بل يمتد إلى الجانب الاجتماعي حيث يتم توظيفهم في صراعات لا ناقة لهم فيها ولا جمل تاريخيًا شهدت العديد من الدول استغلال الشباب في صراعات سياسية أدت إلى خرابها أحد أبرز الأمثلة هو ما حدث في بعض الدول العربية خلال فترة “الربيع العربي” حيث تم استغلال الشباب الذين يعانون من البطالة والفقر لتحقيق أهداف سياسية لم تكن في صالحهم فبدلًا من أن تؤدي هذه الحركات إلى تحسين أوضاعهم أدت إلى تفكك دولهم وزعزعة استقرارهم وتهجيرهم من بلدانهم مما فتح الباب أمام قوى خارجية للتدخل وتوجيه الأحداث وفقًا لمصالحها في ليبيا وسوريا واليمن على سبيل المثال تم تجنيد الشباب في صراعات مسلحة تحت شعارات الثورة والتغيير لكن النتيجة كانت دمارًا شاملًا وتقسيمًا للمجتمعات الشباب الذين كانوا يطمحون إلى حياة أفضل وجدوا أنفسهم في خضم حروب أهلية لا طائل من ورائها سوى المزيد من المعاناة.
أما الفتيات فهن أكثر عرضة للاستغلال الاجتماعي والسياسي بسبب ضعفهن الاقتصادي وعدم توفر فرص العمل في بعض المجتمعات يتم توظيف الفتيات في حملات سياسية أو اجتماعية لتكريس التبعية أو لتمرير أجندات معينة يتم استغلال حاجتهن المادية لإجبارهن على المشاركة في أنشطة قد لا يؤمنّ بها أو حتى تعرضهن للخطر في بعض الحالات يتم استغلال الفتيات في حملات دعائية لتبرير سياسات معينة مثل قضايا التجنيس أو التغييرات الديموغرافية حيث يتم استخدامهن كأدوات لتلميع صورة هذه السياسات أو لتبريرها أمام الرأي العام هذا الاستغلال لا يهدد مستقبلهن فحسب بل يهدد تماسك المجتمع ككل.
في الأردن نجد مثالًا واضحًا على استغلال الشباب سياسيًا واجتماعيًا في قضية “التجنيس” ومسألة “أردني الأصل وأردني التجنيس” هذه القضية أثارت جدلًا واسعًا في المجتمع الأردني حيث تم استغلال الشباب المغيب سياسيًا لتمرير أجندات معينة تتعلق بتغيير التركيبة الديموغرافية للمجتمع بعض الشباب بسبب ضعف الوعي السياسي وعدم توفر فرص العمل تم تجنيدهم في حملات تهدف إلى تبرير سياسات التجنيس التي تخدم مصالح فئات معينة هذه السياسات لا تهدد الهوية الوطنية فحسب بل تزيد من حدة التوترات الاجتماعية بين “أردنيي الأصل” و”أردنيي التجنيس” مما يهدد تماسك المجتمع الأردني.
استغلال الشباب وخاصة الفتيات في قضايا سياسية واجتماعية يهدد استقرار المجتمعات ويزيد من حدة الانقسامات عندما يتم توظيف الشباب كأدوات لتحقيق مصالح سياسية فإنهم يفقدون الثقة في مؤسسات الدولة والمجتمع مما يزيد من شعورهم بالإحباط واليأس هذا الشعور يمكن أن يؤدي إلى مزيد من التطرف أو الهجرة غير الشرعية مما يفاقم الأزمات الاجتماعية والاقتصادية استغلال الشباب سياسيًا واجتماعيًا، وخاصة الفتيات، هو جريمة لا تقل خطورة عن أي شكل آخر من أشكال الاستغلال يجب على الحكومات والمجتمعات العمل على توفير فرص عمل وتعليم لهذه الفئة وتعزيز وعيهم السياسي والاجتماعي حتى لا يكونوا عرضة للتجنيد في أجندات تخدم مصالح الآخرين على حساب مستقبلهم كما يجب أن تكون هناك قوانين صارمة تحمي الشباب من الاستغلال وتضمن لهم حقهم في العيش بكرامة وأمان في النهاية إن مستقبل أي مجتمع يعتمد على شبابه واستغلالهم يعني تدمير هذا المستقبل فلنعمل معًا لضمان أن يكون الشباب قوة بناء وليسوا أدوات في أيدي من يسعون لتحقيق مصالحهم على حساب الآخرين.
الكاتب ماجد الفاعوري
mf.jo85@gmail.com