سبق الاخباري – تتكشف كل يوم وسائل عديدة للتجسس وتجنيد العملاء الذين يُعرفون تاريخيا ب (العيون)، ويُعد التجسس أحد مقومات القوة سواء للهجوم أو الدفاع، فهو وسيلة اختراق الخصم، أو وسيلة لدفع شره وضرره، حيث من خلاله ينكشف الخصم وتُعرف أسباب قوته ومكامن ضعفه، والدول عادة توجه هذه المقدرة والوسيلة باتجاه العدو الخارجي، لكونها محصنة من الداخل، وبعض الدول توجه هذه المقدرة والوسيلة باتجاه مواطنيها لانتشار الظلم والاستبداد.
هذا الموضوع المهم والحساس يحتاج أن يدلي أهل الخبرة والفكر بدلوهم في عرض عناصره وتحليلها، ليكون مادة مهمة بأيدي المعنيين، لكون هذا الجانب أصبح احد أهم أسس القوة لأي بلد
فكان المناسب طرح الأسئلة والعناصر التالية:
- ما هو مفهوم الجاسوسية ( العيون)، وهل تطور عن الأساليب القديمة؟
- هل نجد في السيرة النبوية وتاريخنا الإسلامي ما يدل على مشروعية استعمال العيون؟
- ما هي وسائل العدو في تجنيد العيون (الجواسيس)، وما هي عوامل نجاحه في ذلك؟
- كيف يتم تجنيد العيون والعملاء للعمل داخل قوات الخصم ومؤسساته، وما هي خطورة ذلك؟
- لماذا استفحلت الجاسوسية الاقتصادية (الصناعية والزراعية).. وما هو خطر الثورة التكنولوجية في تمكن العدو من تسخيرها لصالحه؟
- ما هو واجب الدولة في حماية جيشها واقتصادها ومواطنيها من أخطار تجسس العدو؟
- هل كان للتطبيع واتفاقيات السلام أثر في توسع العدو في تجنيد العملاء؟
- هل توافق على ما يعتقده بعض الكتاب والباحثين أن أهم عوامل نجاح العدو في تجنيد العملاء وكشف أسرار الخصوم هو انتشار البطالة وتدني الدخل إضافة الى ضعف او انعدام التحصين النفسي والفكري؟
- هل ترى أن الدول العربية والإسلامية قد احتاطت واتخذت الإجراءات المناسبة لمكافحة التجسس وتحصين البلاد من اخطار تجسس العدو؟
الدكتور محمد عيسى العدوان.. رئيس مركز عمان والخليج للدراسات الاستراتيجية.. كانن مداخلته بعنوان “المعلومات المعرفية،،، أداة الحكم والسيطرة…
من الوثائق المهمة التي نشرت حديثا وثائق تتحدث عن تأسيس شبكة سرية تعمل لتجسس في أوروبا ،،،
وتبين هذه الوثيقة السرية البريطانية التي عمرها أكثر من 400 عام وتكشف تفاصيل عن تأسيس “شبكة جواسيس” خاصة بإليزابيث الأولى ملكة بريطانيا ..
وقد نشرت صحيفة “الغارديان” البريطانية تقريرا مثيرا لاهتمام علماء التاريخ والتوثيق ، حول أنشطة الملكة الإنكليزية إليزابيث الأولى الاستخباراتية، والشبكات التي تشكلت في عهدها وكيفية تنظيمها. واعتمد التقرير على وثيقة أثرية سلطت الضوء على بدايات العمل الاستخباراتي الإنكليزي في ذلك الوقت، في ما تم اعتباره “أول شبكة استخباراتية سرية” في بريطانيا.
ووفقا لنتائج أبحاث ألفورد، كان لدى سيسيل شبكة منظمة تضم أكثر من 20 جاسوسا، ينتشرون في لشبونة وكاليه وبروكسل وإشبيلية وروما وأمستردام واسكتلندا والسويد وأماكن أخرى غير محددة، حيث أكد الباحث “لقد اختار التجار لأنهم يسافرون، ويمكنهم القراءة والكتابة، ويتحدثون اللغات الأوروبية ولديهم شبكات خاصة بهم”.. وفاة أختها الملكة ماري، التي كانت تحكمه بها علاقة عاصفة.
توفيت إليزابيث عام 1603، بعد أن تحولت بريطانيا تحت حكمها إلى قوة عالمية كبرى.كل تلك المعلومات التي تم جمعها ،، كانت حاضرة لعقد قمة الدول الانحلوساكسون عام 1772 للسيطرة على العالم ،،فكان لديهم مرجعيات معلوماتية معرفية ومهارات تحليل وتخطيط جعلتهم يوجهون الاحداث نحو مصالحهم أولا وأخيرا…
ونحن بعد سنوات طويلة من التوثيق والبحث والتحليل وجدنا أن المستشرقين ومن قدمهم الغرب لنا على أنهم علماء غربيون او من تم استقبالهم في وطننا العربي الكبير على أنهم من صناديق البحث العلمي و التنقيب عن الآثار ماهم سوى جواسيس ،،يكتبون عنا أدق التفاصيل ،،فلم حانت ساعة تطبيق مقررات مؤتمر الانجلوساكسون 1772 ومؤتمر لندن 1845 وتوصيات ورقة كامبل 1908 ،،كانت كل المعلومات وادقها عن كل تفاصيل حياتنا بين أيديهم ،،،كانوا يعرفون عن العالم العربي أكثر ما يعرف أهل البصرة عن أهل بغداد وأكثر ما يعرف أهل الحجاز عن أهل نجد وأكثر ما يعرف أهل حوران عن البلقاء ،،، لقد جمعوا المعلومات المعرفية وأصبحت لديهم مرجعيات بالأسماء والاوصاف والتوصيات ،،، لذلك جزيرة في أوروبا حكمت العالم ،،بما عرف ،،، الإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس ،،،
من أغرب الوثائق التي عملت عليها وثائق جمال باشا السفاح وعلاقته مع عائلة اهرنسون اليهودية وخصوصا مع سارة اهرنسون التي أسست مع أشقائها منظومة التجسس على الجيش العثماني والالماني،،، وكانت معلوماتها التجسسية أحد أهم مصادر الحرب على غزة 1919،، وهذه الشبكة تأسس على إثرها الوحدة 8200 في غلاف غزة لاحقا ،،،التجسس ،،شي ،،، والخيانة شي آخر تماما ،، قصص الجواسيس في الخاصرة العربية وقصصهم ما زالت في الذاكرة العربية ،،، في وثائق الملك عبدالله الأول رحمه الله تحدث عن الموظف الكبير في القصر الملكي بعمان الذي وضعه الإنجليز لنقل أخبار الملك ،،وعندما عرفه الملك لم يطرده بل أصبح يزوده بالمعلومات المظللة التي يريد أن تصل للانجليز،، وهكذا فإن التجسس نقل معلومات أما الخيانة فهي الخسة التي تأتي بالسم والخنجر في الظهر …
العميد المتقاعد.. باسم الحموري.. شرح الامر بهذه الكيفية..
الجاسوسية تحتاج الى محاضرات لكي توفي حقها ، ولكن في هذا المقام أتطرق الى بعض الإضاءات حولها:-لو تطرقنا إلى معني الجاسوسية نجد هناك مجموعة من التعاريف ، ولكن جميعها تؤكد بأن الهدف منها الحصول على معلومات عن هدفك أو خصمك أو منافسك بطريقة غير مشروعة، وتعتبر في غاية السرية ويقوم فيها أشخاص أو وسائل تكنولوجية .
وأن مشروعية التجسس في الإسلام ثابتة في القرآن الكريم من أجل أخذ الحذر منهم ومعرفة مكائدهم ومكرهم تجاه المسلمين قال تعالى: (وَخُذُوا حِذْرَكُمْ) [النساء:102]، كما أرسل النبي صلى الله عليه وسلم حذيفة بن اليمان ليتجسس على الكفار في غزوة الخندق، كما وجد في زمن سيدنا عمر العسس.
لاشك أن من يريد أن يقوم بتجنيد جاسوس في أي مكان يجب عليه معرفة طبيعة هذا المكان وطبيعة عمله والعاملين فيه ودراستهم ومعرفة نقاط القوة والضعف لدى العاملين وعوائلهم وماهي أساليب التقرب إليهم، ومن الملاحظ غالبية الذين يتم تجنيدهم كجواسيس تكون نقاط ضعفهم المال والنساء، ونلاحظ بأن إسرائيل بارعة في هذا المجال وخاصة الإسقاطات مع النساء، وهذا ماركزت عليه في مختلف الدول عامة وفي شكل خاص في لبنان وداخل الأراضي المحتلة، ولاحظنا كم جندت في مثل هذه الطريقة، وإن ماحصل في لبنان مؤخراً كان أكبر دليل على حجم الإختراق الأمني داخل عناصر حزب الله,
وبالرغم من الإعتماد على أساليب التكنولوجيا في عمليات التجسس يبقى العنصر البشر رقم واحد في تجنيد العملاء.
لا شك أنه بعد إنتهاء الحرب الباردة من القرن الماضي أصبح التجسس الإقتصادي هدف الدول الكبرى، وكان الإتحاد السوفياتي أول الضحايا بسبب إنهيار نظامه الإقتصادي.
وأصبح العالم أجمع يسعى للتجسس على الصين من أجل متابعة نشاطها الإقتصادي والذى غزى العالم أجمع ، وغير قادر العالم على كبح جماح هذا التقدم بالرغم من إستخدام كافة الوسائل لذلك، وبالتالي باتت الدولة الكبرى إقتصادياً.
أوكد لكم بأن عمليات التجسس الإسرائيلية لم تتأثر بعمليات التطبيع لأنها كانت تسخدم جوازات سفر من مختلف الدول الأروبية والأمريكية وغيرها من الدول، وأكبر عمليه قامت بها عندما إغتالت المبحوح في دبي شارك فيها 53 شخصاً كلهم يحملون جوازات لدول مختلفة.
وفي الختام لا شك بأن القوات المسلحة الأردنية والأجهزة الأمنية تبذل قصارى جهدها في تحصين مؤسساتها العسكرية والأمنية بشكل خاص والمواطنين بشكل عام من إختراقه من قبل الأعداء بمختلف الأساليب المعروفة لديها ونتجب ذكرها في هذا المقال.
السيد ثامر المجالي.. تحدث في مداخلته..
بعيدا عن تعريف معنى الجاسوسيه إصطلاحا وفي اللغه
وسأنتقل فورا إلى جاسوسية العصر الحديث واعتمادها وبشكل يعتمد بما نسبته 90% على التقنيه الحديثه من اقمار صناعيه وعبر وسائل الإتصال والتي من الممكن إختراقها عبر الكثير من البرامج والأنظمه
ولا ننسى ان العالم أجمع يعيش في سجن كبير مفتوح يعلمون مأكله ومشربه وأين ينام والشواهد والأمثله على ذلك ،،،
أما بالنسبه لل 10% المتبقيه من الاعمال التجسسيه فهي تعتمد على العنصر البشري بالإعتماد على المال والجنس والإبتزاز في الإيقاع بالضحايا المراد تجنيدهم للعمل كجواسيس
وهذه الفئه من العملاء تكون غالبيتهم ممن يعملون في القطاع العام ومن أصحاب القرار وممن يمتلكون القدره على الإطلاع على المعلومات المهمه والخطيره والتي قد تتعلق بالجوانب العسكريه والسياسيه والإقتصاديه
وهؤلاء العملاء يتم تجنيدهم وهم في بواكير عملهم ويتم تبنيهم ورعايتهم حتى يصلوا على أعلى الرتب والمراتب
ولهذا ففي جميع دول العالم هنالك إجهزة مخابرات مضاده لمقاومة هذه الإختراقات،،،
فيما كانت مداخلة السيد جميل خالد القماز.. كما يلي..
“الجاسوسية”
هي اختراق جهة لجهة اخرى دون علم الطرف الاخر
وتكون الاداة اما إنسانًا واما مادة مصنعة
ولقد تطورت اساليب التجسس عبر الزمن وكان لها الدور العظيم في نجاحات الدول في الحروب .. فمعرفة اسرار الجهة المقابلة هي بمثابة انتصار حقيقي على العدو واستخدامه ضده،،
وهناك تجسس مذموم وهو تجسس الافراد بعضهم على بعض وهو ليس مجالنا في البحث،،،،،
وهناك تجسس داخلي يقع من الدولة على افرادها وهذا التجسس يزرع الذل والمهانة والضعف والانهزام في قلب المواطن
فيجعله دائما لا خيار له في المسائل التي تخص الدولة فدائما موقفه سلبي ،، ،،
وعلم التجسس ليس بالجديد فهو منذ قديم الزمن وهو اداة يتم استخدامها للحصول على افصل النتائج
ولكن هل التجسس له وجود في صدر الاسلام ؟
هناك روايتان احدها للزبير والتي كانت وجهته بني قريظة ومعرفة هل نقضوا العهد ام لا
والاخرى في غزوة الاحزاب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
هل من رجل ياتني بخبر القوم ويكون معي يوم القيامة وكررها ثلاث
حتى قال قم يا حذيفة وآتني بخبرهم ولا تذعرهم علي ..
وكانت الريح عاصفة والبرد شديد
فقام حذيفة وقال سرت كالحمام حتى وصلتهم فاذا ابو سفيان يَصْلي ظهره للنار ( اي يعطي ظهره للنار ) فوضعت سهمي بالقوس وأردت رميه لولا أن تذكرت وصية رسول الله
ولو فعلتها لاصبته
ثم عاد الى رسول الله واخبره حال القوم ..
ومن هنا فان التجسس اما ان يكون مباح كما في حالات الحروب بين الدول او على العصابات والمجرمين
واما ان يكون مذموم او محرما في بعض الحالات ومعاقب عليه قانونا ولن نتطرق لها هنا ..
وما يدور في الخلد ما هي الاسباب التي تجعل البعض يصبح جاسوسا وعميلًا لدولة اجنبية ؟
مع ان جميعها ليست مبررا لان يبيع الانسان شرفه
ولكن سنذكرها ..
هناك عدة اسباب :
1- الظلم
وهو شعور يتولِد داخل الشخص من الحقد والاجرام والذي يصل لفعل اي شيئ ولو كان ضد بلده واهله لان الظلم اعمى بصيرته ..
2- الفقر
هو مصيبة المصائب فالعوز والحرمان والنظر للمتنعمين يولد الاولى ..
3- السذاجة وقلة الوعي
ولها أسبابها
منها التعليم والبيئة والمحيط الذي يعيش
والتربية،،،،، وهي بحاجة لبحث خاص بها
4- المصيدة
ايقاع الأشخاص بأفخاخ وادلة ضدهم تكون اداة ضغط عليهم وابتزازهم
فلا تجد امامه الا الرضوخ لمطالب العدو،،،
وخلاصة الموضوع يجب على الدولة ممثلة بمؤسساتها نشر الوعي بين مواطنيها وتعظيم الوطنية والانتماء بقلوبهم
ومحاربة الاسباب التي تؤدي الى هذا العمل المخزي
فلا شيئ اعظم من الوطن
والروح ترخص لاجله
السيد ابراهيم ابو حويله.. شرح الموضوع بطريقته المعتادة.. وكانت بعنوان “العيون والجواسيس”…
في الحروب وفي السلم في كل الإزمنة ، ومن اجل الإعداد والإستعداد ومن اجل السلام ، ومن اجل الحرص والحذر ، ومن اجل واعدوا ، ومن أجل انهم يعدون ولا يهدأون لا بد من الجواسيس ، وكم وقعت حروب بسبب علمت وبلغني وقيل لي .
المعرفة والمعلومة والتحركات والأعداد والإعداد والقدرة والإسلحة والإستراتيجيات والنوايا والأهداف ومجال الحركة ، لا ينبغي لأحد مهما بلغت قوته الإستهانة بالمعلومة في وقتها ومكانها ، بل إن العيون والجواسيس كان له فضل كبير في السلم والحرب وتجاوزت أهميتهم بمراحل القدرات والأمكانيات لدول كاملة ، وكان لها دور كبير في حسم المعارك وتقليل الخسائر وتوجيه ضربات قاتلة للخصوم .
بدءا من حصان طروادة الشهير على خلاف في صحة القصة وصولا إلى الحكم الصينية الشهيرة لسون تزو ، وحتى الإنبياء والرسل اعتمدو على العيون في التجهيز والإعداد والخطط .
وستظل هذه الظاهرة موجودة ما دامت النفس البشرية تتحكم بها عوامل واهواء واطماع وحب وكره ، فكم وقع بسبب الحب جاسوس ، وكم كان الطمع والحقد والحسد هو السبب في وقوع اخرين ، وكم كان الضعف البشري سببا في وقوع فئة أخرى .
فقصة الصاحبي البدري حاطب مع كفار قريش في الصحيحين معروفة وكان الدافع بأن تكون له يد عندهم لأن له أهلا في مكة يريد ان يحيمهم ، هنا وكأن الله أراد ان يوضح لنا بأنه مهما علت درجة الإنسان ومهما كانت درجة علمه وإيمانه فقد يقع فريسة ضعفه ، ولذلك لا بد من التحصين والتربية وتعزيز الروح الإيمانية والوطنية في نفس الإنسان حتى لا يقع فريسة لضعفه او حقده او حسده أو طمعه .
في ازمان الحروب تكثر الفتن والقلاقل والحاجة ، ويصطدم الإنسان مع واقع قد يقع الضعيف فيه فريسة مقابل معاملة متميزة او ميزات اضافية او تخفيف من العقوبات والتعذيب الجماعي ، او طمعا في الهروب من واقعه ، أو لحاجة احد من أقاربه لعلاج او غيره وهذا حدث ويحدث .
وتستغل الفئة التي تعمل على توظيف هؤلاء كل الحاجات البشرية المتاحة لإستغلال هؤلاء وتجنيدهم ، ويبحثون في الملف الشخصي للمستهدف للحصول على نقطة الدخول المناسبة له ، فبعضهم يقع فريسة شهوة او امرأة ، وبعضهم نتيجة شهوة مال او سلطة ، واخرين لأسباب اخرى .
وهنا نعلق في التحصين الذاتي للفرد والجماعة ، فرأينا كيف كان الإعداد في جماعات المقاومة يتفاوت، وكيف أن استهدافها واختراقها بسبب الجواسيس والعملاء كان له أثر بالغ في التأثير على حركات المقاومة بل استطاع ان يشل حركة مليشات كاملة لفترة من الوقت .
وهذا ليس محصورا في فئة معينة ، بل هو كما أشرنا وضع عام ويقع فيه اشخاص على اختلاف مستوياتهم ، طبعا شدة العقوبة ترتبط مع عظم الأثر، واثر الجاسوس قد يكون قاتلا دون ان يلتفت او يشعر في الحقيقة لطبيعة تأثيره ، ودون ان يحقق فائدة عظيمة لنفسه ، بل قد يقع سجينا او مطاردا او قتيلا في معظم الأحيان ، وحتى ان نجا فقد رأينا ما يحدث مع هؤلاء ، وكيف ان نابليون رفض حتى ان يصافحه .
وتبقى النفس البشرية لها وسائل تحصين برفع الروح المعنوية ، وتعزيز الثقة والعفة والعزة في نفوس ابنائها ، وتبيان النتائج والمآلات للأفعال واثارها ، وربط كل ذلك بالإيمان بالله وعظيم الثواب والعقاب منه على افعالنا .
السيد محمود ملكاوي.. قال في مداخلته..
-ظاهرة الجاسوسية قديمة عبر التاريخ ، تمارسها الأجهزة الأمنية لكل دولة ، ونجد فيها كذلك أجهزة لمكافحة هذه الجاسوسية، سواء التي تقوم بها دول أجنبية ، في بلد آخر من خلال أفراد ومؤسسات وأجهزة مختلفة، أم من خلال أفراد وجماعات تزرعهم «دولة ما» أو دول بغية الحصول على المعلومات التي تريدها لبناء مصالحها وسياساتها، في هذه الدولة، أو لإثارة الفوضى والقلاقل وضعضعة أمن المجتمع الأهلي للوصول به الى ما تطمح اليه الدولة الأخرى!
-والسؤال الذي يطرح نفسه ما الذي يدفع الإنسان للتعاون مع العدو ضد مصلحة وطنه وأهله وتاريخه!؟ أهو المال؟ أم الإنتقام؟ أم اختلال التوازن في الشخصية ، أو هو إنهيار القيم ومنظومة الأخلاق ؟ أو الرغبة في الوصول لمبتغىً ما دون اعتبار للأخلاق
-تُعرّف الجاسوسية ، أو التجسّس (Espionnage or Spying) حسب قاموس «وبستر» ، بأنها «الحصول على معلومات عن خطط ونشاطات دولة أو حكومة أجنبية ، أو أفراد أو شركات متنافسة ( تجسّس صناعي – تجاري ) ، في حين تُعرفها ال «ويكيبيديا» / (Wikipedia) بأنها : «تورط أفراد في الحصول على معلومات تعتبر سرية أو مكتومة بدون إذن أو موافقة القيِّم عليها»
-ولغوياً تعني :- البحث عن الأخبار وتفحّصها وجمعها وإيصالها الى مرجعٍ ما ، وما يميز هذه العمليات جميعها هو أنها تتم في الخفاء ، لذلك يمكن اعتبار الجاسوسية عملاً سرياً يقوم به أفراد ، أو مجموعات منفصلة بعضها عن البعض، بغية جمع المعلومات ، أو الوثائق ، لصالح منظمات حكومية رسمية ، أو مؤسسات وشركات خاصة ، بهدف الاستفادة منها لمصلحة هذه الحكومات والمؤسسات وضد الحكومات والدول أو الشركات المنافسة الصديقة والعدوة.
-وشهدت عمليات التجسس تطوراً مذهلاً خاصة في الحقبة الاخيرة فلم تعد تقتصر على الأفراد ، إذ تتم عمليات التجسّس بواسطة الأقمار الصناعية ، وشبكات الإنترنت ، والتلفونات وأجهزة التنصت الراديوي المنتشرة في السفن والغواصات والطائرات التي تجري مسحاً دائماً لصورة أي مكان تريد ! مهما صغُر ، كذلك أجهزة الرادار المنتشرة فوق المناطق المرتفعة ، كما تُشكّل وسائل الإعلام وبعض الذين يعملون فيها (صحف ، تلفزيون، مراسلون …الخ ) ، ومنظمات دولية رسمية أو غير ذلك، شركات تجارية ، سفارات ودبلوماسيون الخ… كل هذا يشكّل شبكة متكاملة لتجميع الأخبار والأسرار التي تهم دولة ما ، وهذه المعلومات تشكّل حوالى 90٪ من الكمية المطلوبة لأجهزة المخابرات ، التي تبني على تحليلها.
-وتقوم الأجهزة والمنظمات الأمنية ، السياسية والعسكرية الى تجنيد ما يعرف بالعملاء (Agents) لسد الفراغ في نقص المعلومات التي تحتاجها وللحصول على المردود الأعلى والحصيلة القصوى لمصلحة أهدافها الخاصة.
-وقد يلجأ العملاء والجواسيس الى إثارة الفتن والإضطرابات والتفجيرات والقتل وغيرها.
-الجاسوسية عمل قام به الإنسان منذ القِدم فهو قام بالاستطلاع والاستكشاف بحثاً عن الأرض المناسبة والماء ، أو الصيد لاستمرار بقائه ، وبعدما أصبح يعيش في مجموعات بشرية ، كان يرسل أفراداً لاستطلاع المعلومات وجمعها عن مجموعات بشرية أخرى تجاوره لمعرفة طريقة حياتها، أو توجهاتها ، أو نواياها لحماية نفسه ، أو تمهيداً للإعتداء عليها ، أو للتحالف معها!.
-ولما نشأت الدول وامتلكت الجيوش والأسلحة ، واندلعت الحروب لسبب أو لآخر ، اكتشف الإنسان أهمية معرفة أسرار قوة الخصم أو نقاط ضعفه ، ليعمل على تجنّب هزيمته أمام هذا الخصم أو لتسهيل الإنتصار عليه ، وتحقيق سيطرته وتأمين مصالحه المختلفة، فكان عمل الجواسيس والعملاء ذا أثر كبير.
-يرى بعض المؤرخين والباحثين أن الفراعنة القدماء وفي الألفية الرابعة قبل الميلاد هم أول مَن مارس عمل التجسّس في الحرب في فترة حكم الأسرة الثانية عشرة (3600 – 3400 ق . م) ، وبخاصة في عهد الفرعون «تحوتمس الثالث» في أثناء حصاره بلدة يافا الساحلية، فقد أدخل مجموعة من جنده الى داخل أسوار البلدة في أكياس القمح ، لإشاعة الفوضى والارتباك في صفوف السكان وفتح ما يمكن من أبواب الحصن!.
-من المهم لأي قائد عسكري معرفة العدو الذي يحاربه: عديد قواته، أسلحته وأنواعها، معنويات جنوده وتدريباته ، كذلك فإن القائد كان يرسل «العيون» أي الجواسيس لاستطلاع طبيعة الأرض وتضاريسها ، الأنهار والجبال والمسالك المحتملة لتقدم العدو ، أو لتقدم الصديق وخصوصاً تلك التي لا يمكن توقعها… الخ ، وهذا الفن مارسه أكثر القادة العسكريين منذ القدم، مروراً بالإسكندر وهنيبعل والرومان والمسلمين العرب والمغول والعثمانيين ، وحتى نابليون بونابرت ، وبعده حتى القرن العشرين.
-وعلى الرغم من اختلاف الوسائل وتغير التقنيات واختراع الآلات الحديثة، من الأنواع المختلفة في الجو والبحر والبر ، وثورة الإتصالات تعدد وسائلها ، يبقى الإنسان هو العنصر الأساسي في أي عمل تجسّسي ، ومن هنا تبرز أهمية وجود الجواسيس والعملاء الذين يجنّدهم العدو من أبناء الدولة الخصم ، ليكونوا عيونه وآذانه ويده وأدواته في تنفيذ مخططاته العدوانية تجاه هذه الدولة وشعبها.
الشيخ عبدالله المناجعه.. شيخ عشائر المناجعه الحويطات.. قال في مداخلته..
العيون والتجسس الأولى هي شخص أو مجموعه استطلاع كانت ترسل لرصد تحركات العدو وعتاده وعدده وإيجاد ثغرات في تحصيناته للنفاذ منها لنيل النصر وهذه تخدم هدف نبيل اما الثانيه فهي تجنيد شخص أو مجموعه من جهه معاديه لتزويدهم بالمعلومات او الدلاله على هدف معين وهذه في العرف تسمى عملاء ومفردها عميل وغالبا مايقتل العميل بيد احد الطرفين المتناحرين لكن ماطرأ على عمل الجواسيس من تقنيات حديثه تحاكي تفكير الإنسان وتحركاته ولن تصل ولاغنى عن الإنسان مهما كانت التقنيات دقيقه وشامله لأن التقنيات جماد والفرق شاسع بينها وبين الإنسان فهي لاتتعاطى مع المتغيرات ان لم تكن مبرمجه كثير مانشاهد في الأفلام مجسمات متحركه حمام وصقور وحتى البوم تتجسس لأنها تحمل كاميرا مراقبة وبعض التقنيات مضافه انها تقتل لكن كثيرا ماتخطئ ان لم يكن الإنسان يسيرها من الأرض الجواسيس قديغيرون مجرى الحرب من نصر الهزيمه والعكس وفي كل الأحوال الجاسوس اول من يضحى به مهما كان ثمينا لان من يخون وطنه لانأمنه على اوطاننا.
العميد المتقاعد.. محمد الحبيس.. قال باختصار..
الجاسوسية او الأعمال الاستخبارية بشقيها الهجومي والدفاعي ولكل اسلوبه وادواته واهدافه وهو علم قائم ومتطور بتطور الأدوات وواسع بحجم جهة التوجيه وقدراتها والخوض في هذاالعلم الهام لايقتصر على الدول والجيوش والصراعات والدول ولكنن تمارسه المؤسسات والشركات والأفراد وهدفه الحصول على المعلومة او للقيام بعمل ما في مكان وزمان محددين وقد يكون العمل تحت جنح الظلام وبأقصى درجات السريه واتخاذ كافة الاحتياطات الضروريه اللازمة لأمن وسرية التنفيذ..الموضوع يطول ومواضيعه كثيرة ويحتاج الى شرح معمق بهدوء..
العميد المتقاعد محمد الغزو.. شرح الامر كما يلي..
يمكن ملاحظة أن التجسس أصبح تحديًا كبيرًا في العصر الحديث، خاصة مع تداخل التكنولوجيا والسياسة والاقتصاد.
مجال واسم العميل ونوع التجسس والعماله واسبابها
((الجاسوسية وأثر التقنيات الحديثة في استفحالها))..
١:عميل حاقد من الجنسين رجال ونساء سببه
:أ: عدم المساواة بتوزيع الثروات يولد عدم انتماء وعدم ولاء
ب: التهميش بتوزيع الوظائف
ج:الغبن من ممارسات البطانه تولد حقد على المسؤل
٢: عميل يقع بشباك النساء وهذا النوع يكون عادةً على اعلى مستوى
٣: عميل رخيص بحب المال
٤: المسؤل الغبي او جاهل لانه لافرق بين الغباء والجاسوس لان الغباء يدمر جميع مقدرات ومكونات الدوله الاقتصاديه والتعليميه والصحيه ولاجتماعيه نتيجة قراراته الفاشله
٥: مسؤل لا ينتمي للوطن (يعني عابر للحدود او نزل بالمظله كالكورونا)
٦:منظمات الاغاثه بدون استثناء عملاء وجواسيس وعملية التطبيع ساهمت بسهولة تجنيد جواسيس
٧: معظم جروبات السياحه يوجد بينهم عملاء وجواسيس
٨؛ السفارات واعضاء السلك الدبلوماسي جواسيس مرخصين
مالعمل وضع رقابه صارمه على كل حركه على كل صغيره وكبيره
٩: المؤسسه العسكريه لاي بلد مستهدفه من هنا يجب العنايه الفائقه بالمؤسسه العسكريه من حيث الرواتب وتوفير سبل الراحه والطمأنينه والتثقيف والتوعيه وانشاء جهاز مخابرات عسكري فعال
١٠: التجسس الاكثر خطورة ايضاً التجسس الكتروني بواسطة اجهزة التنصت والمراقبه وبالصور وبواسطة وسائل الاتصال والطائرات المسيره وطائرات استطلاع وتجسس كالاواكس وبواسطة الاقمار الاستطناعيه وهذه مكلفه وصعبه على بعض الدول استخدامها وادامتها وكذلك صعب مراقبتها بفاعليه لكن قد يستخدم اسلوب التمويه والخدعه كما استخدمته مصر بحرب عام ٧٣ ويطول شرحه الان.
واختتم البروفيسور خليل الحجاج.. الحوار بهذه المداخلة..
التجسس والجاسوسية
التجسس مسألة قديمة وليست جديدة ولكن الوانهما اختلفت وتنوعت وسائلهما بشكل كبير خلال الحرب الباردة التي احتكم إلى قوانينها الصراع الذي دار بين الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة في أعقاب الحرب العالمية الثانية هناك قصص تاريخية يعودها تاريخها إلى الإسكندر الأكبر واخرى إلى دول مابين النهرين ومصر والسند والهند ومنها في فترة النبوة والخلفاء الراشدين…. وهما حال لابد منه نظرا للحاجة الماسة للحصول على المعلومة في جزء منهما لمايؤدي إلى تقدير الحاجة من وقت وقوة إضافة إلى أن من يملك المعلومة يملك القرار ويتحكم في الوقت ونوع و شكل المواجهة وميدانها واهدافها اذا هما عملا مشروع للدفاع عن النفس ويزيدان من قوة الردع لما لهما من دور في المباغتتة وحسن التخطيط واحداث مزيد من الصدمة والترويع الناتج عن التخطيط الجيد الناتج عن دراية وتقدير مسبق .
المشكلة التي تواجه هذا النوع من المواجهة أن هناك من ينظر إليها انها نوع من الجبن والخديعة وان هذا النوع غير مشروع متناسيا أن عدم اللجوء إلى هذه الجزئية تمثل جانبا مهما من المعركة قد تخفف من التكاليف المادية والإعداد البشرية وحسم للنتائج وتحقيق الأهداف هذه مجرد مشاركة مختصرة للمشاركة احترام لمبدأ المشاركة لعلها تفتح أفق اخر من التوسع في محاور الموضوع.